دفء علاقات «السيسي» و(إسرائيل) يعيد احتفالات (تل أبيب) للقاهرة

الاثنين 7 مايو 2018 08:05 ص

دفع دفء العلاقات بين مصر و(إسرائيل)، والتي توطدت بعد وصول الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» للحكم في 2014، إلى إعادة تنظيم (تل أبيب) مناسبات رسمية من جديد، في قلب القاهرة، تبدأها، الثلاثاء، بحفل كبير، بمناسبة مرور سبعين عاما على قيام دولة الاحتلال، وهي الذكرى السبعين للنكبة.

وقامت السفارة بتوزيع مئات الدعوات على وزراء وبرلمانيين ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وصحفيين لحضور حفل الاستقبال، بأحد الفنادق الفاخرة في قلب القاهرة.

ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، سيقيم السفير الإسرئيلي «ديفيد غوبرين»، حفل استقبال للمرة الأولى في القاهرة، بعد أكثر من عقد من الزمان، لم يتم خلاله تنظيم أي حدث إسرائيلي رسمي في مصر.

ونشرت مجلة «روز اليوسف» المصرية، صورة للدعوة التي وزعتها السفارة الإسرائيلية يظهر خلالها موعد ومكان إقامة الاحتفال، وكذلك نشرت صورة للسفير الإسرائيلي في القاهرة «ديفيد غوبرين».

وجاء في نص الدعوة: «يسر سفير دولة (إسرائيل) دافيد غوفرين، أن يدعوكم لصحبته خلال الاحتفال بالعيد السنوى الـ70 لاستقلال دولة (إسرائيل).. وذلك يوم الثلاثاء 8 مايو/أيار 2018 في تمام الساعة السادسة مساء، بقاعة ألف ليلة وليلة بفندق ريتز كارلتون بالقاهرة».

ورغم توقيع مصر و(إسرائيل) على اتفاقية سلام في العام 1979، بعد 3 حروب خاضها الجانبان، إلا أن العلاقات على المستوى الرسمي ظل تدار من خلف الكواليس، مراعاة لمشاعر غضب في الأوساط الشعبية في مصر تجاه (تل أبيب).

لكن منذ قدوم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» للحكم في يونيو/حزيران 2014، تعززت العلاقات بشكل غير مسبوق بين القاهرة وتل أبيب، وهو الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، بعلاقات تحولت من «العداء» إلى «التحالف»، بينما وصفت تعليقات في الصحف العبرية الرئيس المصري بـ«الكنز الاستراتيجي» و«الهدية» لدولتها المزعومة.

«السيسي» معجزة

من جانبه، قال الجنرال في الاحتياط «عاموس غلعاد»، وهو من بين الأشخاص الذين ساهموا في رسم الاستراتيجية الإسرائيلية في مسائل عديدة، إن الاتصالات مع مصر لم تنقطع، إلا أنها تعززت عقب وصول «المعجزة» للحكم، في إشارة لـ«السيسي».

و«غلعاد»، كان رجل الاتصال بين (إسرائيل) ومصر، وهو على اتصال دائم مع مسؤولين كبار في القاهرة، وذلك منذ حكم الرئيس المخلوع «حسني مبارك».

ووصف «غلعاد» وصول «السيسي» للحكم بالمعجزة، حيث أنقذ مصر من «الإخوان المسلمون»، واعتبر أن «حفاظ مصر على معاهدة السلام مع (تل أبيب) هو ثروة استراتيجية لـ(إسرائيل)».

وأشاد بتحركات نظام «السيسي» في منع التهريب، وقتال «حماس» في غزة، والتصدي لإرهاب «الدولة الإسلامية» في سيناء، بحسب تعبيره.

هدية لـ(إسرائيل)

من ناحيته، قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي كان ناطقا بلسان جيش الاحتلال «آفي بنياهو»، في صحيفة «معاريف» العبرية، إن «السيسي هو هدية شعب مصر لـ(إسرائيل)».

ولفت إلى أن «تصديه للديمقراطية في مصر ضمن استقرار المنطقة، وهذه مصلحة استراتيجية للدولة العبرية».

(إسرائيل) تستفيد

أما الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي «أوفير فنتور»، فقال إن (تل أبيب) حققت إنجازا كبيرا بصعود «السيسي»، لافتا إلى أن هذا الإنجاز تمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينية والحد من مكانتها في الرأي العربي العام.

وأشار إلى أن «السيسي» حرص على التقليل من شأن الموضوع الفلسطيني بحجة الاهتمام بالشأن المصري الخاص.

وشدد «فنتور» على أن (إسرائيل) استفادت من الحرب التي شنها «السيسي» على جماعة الإخوان وحركة «حماس»، علاوة على استفادتها من حرص القاهرة على تعميق التعاون الاقتصادي وتكريس التطبيع السياسي والثقافي.

وحول معاهدة السلام بين (إسرائيل) ومصر، قال إن «الاتفاق ما زال حتى الآن مستقرا، وعلى واشنطن أن تأخذ في حساباتها أهمية هذه المعاهدة عند تقييمها لعلاقاتها مع مصر، لأن مثل هذه المعاهدة قد تكون مستقبلا نموذجيا لمعاهدة سلام على سبيل المثال مع الفلسطينيين».

قائمة طعام

فيما أشار موقع «i24» العبري، إلى أنه «في السنوات الأخيرة لم تقم أي فعالية رسمية إسرائيلية، بسبب التحذيرات من التعرض للهجمات»، إلى جانب الأحداث التي أعقبت ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وما نتج عنها من اقتحام الجمهور الغاضب لمبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

ووصل الشيف الإسرائيلي «شاؤول بن أديريت»، الإثنين، بصحبة اثنين من مساعديه، لإعداد الضيافة في الاحتفال والإشراف على قائمة الطعام التي ستقدم للمدعوين، حسب موقع «i24».

وقال الشيف الإسرائيلي، فيما يفهم أنه رسالة سياسية ضمنية: «هذا حدث فريد بالنسبة لي، وأنا سعيد للغاية، لم أزر مصر قط، لكنني أعلم أنه ليس من السهل إقامة احتفال إسرائيلي في القاهرة، وسنحاول إعداد وجبة لن ينسوها لمدة سبعين سنة أخرى».

وتشمل القائمة التي سيعدها «أديرت»: أضلاع خروف، ومسبحة، وفلافل، ومجموعة متنوعة من السلطات، والسمك، وأما الحلوى، فستكون القطايف.

يشار إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2015، أعلنت (تل أبيب) إعادة افتتاح سفارتها في العاصمة المصرية، القاهرة، بعد 4 سنوات من الإغلاق، عقب اقتحام حشود غاضبة لمقر السفارة ردا على مقتل جنود مصريين برصاص إسرائيلي على حدود البلدين، وهي الواقعة التي اعتذرت عنها (تل أبيب).

وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، استدعت  (إسرائيل) سفيرها، وطاقم سفارتها كإجراء أمني وقائي، قبل أن يعود مجددا في سبتمبر/أيلول 2017.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر العلاقات المصرية الإسرائيلية ذكرى النكبة مناسبة رسمية سفارة

نتنياهو يحضر حفلا للسفارة المصرية في تل أبيب