سجلت أسعار النفط الخام، أمس الإثنين، أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014 عند 76 دولارا للبرميل، مواصلة صعودها الكبير للأسبوع الثالث على التوالي.

لكن أسبابا أبعد عن ارتفاع الطلب على النفط من جانب الدول الصناعية والاستهلاكية، وأقرب إلى التوترات الجيوسياسة وتعطيلات طارئة في الإنتاج، صعدت بأسعار الخام.

وبنسبة 12.8% صعد سعر خام برنت القياسي منذ مطلع 2018، ارتفاعا من 66.53 دولارا للبرميل، وفق حسابات الأناضول.

لكن أسعار النفط المسجلة حاليا تبقى أقل بـ36.7% من أعلى مستوياتها على الإطلاق المسجلة منتصف 2014، بسعر 120 دولارا للبرميل.

الاتفاق النووي

أمس الإثنين، صعد خام برنت القياسي تسليم يوليو/تموز إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، بسبب إمكانية انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران.

والأسبوع الماضي، هدد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع في يوليو/تموز 2015، إن لم يتم التعديل على بنوده، أو إعادة فرض عقوبات على طهران.

وتعد طهران، ثالت أكثر منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بـ3.8 ملايين برميل يوميا، وأحد أكبر بلدان العالم امتلاكا للاحتياطات المؤكدة من الخام.

ومن شأن إعادة فرض عقوبات على طهران، أن يؤثر على إمدادات النفط للدول المستوردة للخام الإيراني، وبالتالي تراجع الطلب وارتفاع الأسعار.

أزمة فنزويلا

وتعيش فنزويلا حاليا أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد، صعدت بنسب التضخم الشهري إلى مستويات غير مسبوقة، بلغت 84% في يناير/كانون الثاني 2018.

ونتيجة للأزمة الآخذة بالتفاقم، أصبحت فنزويلا غير قادرة على إنتاج النفط الخام، وتمويل استخراج الخام وتصديره.

ويعد هبوط إنتاج النفط الخام في فنزويلا إلى النصف منذ 2010، وعدم تنوع الاقتصاد، أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية.

وبلغ إنتاج فنزويلا من النفط الخام في مارس/آذار الماضي 1.5 مليون برميل يوميا وفق أرقام «أوبك»، فيما بلغ متوسطا يوميا في 2016 على سبيل المثال 2.15 مليون برميل.

تعطل الإمدادات

وتشهد دول رئيسة منتجة للنفط تعطلات طارئة في الإمدادات، بسبب عمليات صيانة أو لأسباب أمنية أخرى، كما هو الحال في ليبيا.

وتشهد خطوط الإنتاج الليبية بشكل مستمر هجوما أو تفجيرات أو غلقا للصمامات في مناطق مرور أنابيب النقل، ما يعطل الإنتاج والإمدادات.

ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط الخام نحو 997 ألف برميل يوميا وفق أرقام «أوبك»، فيما يبلغ إنتاج نيجيريا قرابة 1.8 مليون برميل يوميا.

ويتوقع صندوق النقد الدولي متوسط سعر برميل للنفط الخام يبلغ 65 دولارا للبرميل خلال العام الجاري، وهو رقم أقل بكثير من الأرقام الفعلية.

كذلك، تتوقع دول نفطية مثل قطر والسعودية والعراق والجزائر، في مشاريع موازناتها، أرقاما لا تزيد على 65 دولارا للبرميل خلال العام الجاري.

والشهر الماضي، انتقد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الأسعار المرتفعة للنفط الخام، مشيرا إلى أنها تتناقض مع ارتفاع المعروض النفطي حول العالم.