شن سياسيون وأكاديميون مصريون، هجوما لاذعا على النظام المصري، على خلفية استضافة الاحتفال بالعيد السنوى الـ70 لقيام (إسرائيل)، في ما يعرف بـ«ذكرى النكبة»، بفندق ريتز كارلتون، وسط العاصمة المصرية القاهرة.
وحذروا من أن استضافة القاهرة للاحتفال المشؤوم، يعد تجهيزا من قبل الرئيس «عبدالفتاح السيسي» لخطوات أخرى ستكون أشد خطورة، على غرار ما فعله الرئيس المصري الراحل «محمد أنور السادات»، بزيارة (إسرائيل).
وزار «السادات»، (إسرائيل) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1977، وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي في اليوم التالي لزيارته، قال فيه إنه يهدف إلى السلام الشامل.
وقال الأكاديمي المعروف «حازم حسني»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «أما وقد خبرنا أساليب السيسى، فإن حديثه أمس عن حكمة السادات، وعن بعد نظره، إنما يعنى أن الرجل ينوى زيارة القدس».
وأضاف على «تويتر»: «أغلب ظنى أن الرجل يمهد لمشاركته في احتفالات إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، أو -وفقا للمراوغات الإسرائيلية- الذكرى السبعين لاستقلالها».
وعلق الناشط السياسي، «ممدوح حمزة»، على احتفال «ريتز كارلتون»، 8 مايو/آيار الجاري، قائلا: «(إسرائيل) لا تحتفل علي أرضنا إنما تمعن في إذلالنا استكمالا لما يقوم به النظام».
وتساءل: «هل تستطيع أمريكا الاحتفال بانتصارها علي ألمانيا في الحرب العالمية الثانية علي أرض ألمانية؟».
وكتب الحقوقي مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان، «بهي الدين حسن»، قائلا: «لم أعرف شيماء الصّباغ قبل استشهادها، لكني تذكرت الْيَوْمَ أن الوردة التي كانت في طريقها لوضع باقة ورد في ذكري شهداء 25 يناير قد جري قتلها بدم بارد علي بعد أمتار من مقر احتفالات (إسرائيل) في القاهرة».
واستنكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة «حسن نافعة»، الاحتفال قائلا: «السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ما كان لها أن تحتفل بذكرى نكبة فلسطين في أحد أكبر فنادق القاهرة وبحضور رسميين وإعلاميين بدون ضوء أخضر من رأس الدولة»، وذلك في اتهام مبطن إلى «السيسي».
وقال الحقوقي «نجاد البرعي»: «أتذكر زيارة السادات للقدس، كنت محام شاب ودرت في سيارتي بالشارع ودموعي تنهمر حزنا وغضبا. اليوم تقيم سفارة (إسرائيل) احتفالا بذكرى النكبة العربية في فندق كارلتون الذي يجاور الجامعة العربية، وسيحضره مصريون وعرب ليشربوا نخب انتصار (إسرائيل) النهائي علينا، لم يعد هناك ما يدهشني».
ووصف البرلماني «هيثم الحريري» هذا الاحتفال المشؤوم، في تغريدة على «تويتر»، بأنه «خنجر فى قلب كل عربي، خنجر فى قلب كل فلسطينى، خنجر فى قلب القدس».
وجاء في نص الدعوة الإسرائيلية: «يسر سفير دولة (إسرائيل) دافيد غوفرين، أن يدعوكم لصحبته خلال الاحتفال بالعيد السنوى الـ70 لاستقلال دولة (إسرائيل).. وذلك يوم الثلاثاء 8 مايو/أيار 2018 في تمام الساعة السادسة مساء، بقاعة ألف ليلة وليلة بفندق ريتز كارلتون بالقاهرة».
ورغم توقيع مصر و(إسرائيل) على اتفاقية سلام في العام 1979، بعد 3 حروب خاضها الجانبان، إلا أن العلاقات على المستوى الرسمي ظلت تدار من خلف الكواليس، مراعاة لمشاعر غضب في الأوساط الشعبية في مصر تجاه (تل أبيب).
لكن منذ قدوم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» للحكم في يونيو/حزيران 2014، تعززت العلاقات بشكل غير مسبوق بين القاهرة وتل أبيب، ووصلت إلى مستويات اقتصادية وعسكرية وأمنية واستخباراتية بشكل لا مثيل له.
