رغم الدعم الإماراتي .. «طارق صالح» في مهمة عسكرية معقدة

الثلاثاء 15 مايو 2018 09:05 ص

يخوض العميد «طارق محمد عبدالله صالح» تحديا عسكريا جديدا، ظاهره هو تحرير اليمن من الانقلاب الحوثي، وباطنه هو الثأر لعمه الرئيس الراحل «علي عبدالله صالح»، الذي قتل بأيدي حلفائه «الحوثيين»، خلال معارك صنعاء، في 4 ديسمبر/كانون الأول 2017.

فمنذ فراره من صنعاء إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية جنوبي اليمن، بات «طارق صالح» رجل الإمارات الأول في المناطق الشمالية، كما يجمع العديد من المتابعين للشأن اليمني.

وعمل «طارق» لأشهر على تجميع القوات الموالية للرئيس المخلوع في عدن (جنوب)، قبل انتقاله، مؤخرا، إلى الساحل الغربي، لخوض تحدٍ جديد، وهو دحر «الحوثيين» من محافظة الحُديدة ومينائها الاستراتيجي.

وتقدم الإمارات، إحدى دول التحالف العربي بقيادة السعودية، والموالون لأحد أجنحة حزب المؤتمر الشعبي العام، العميد «طارق صالح» على أنه «المنقذ لليمن» من الانقلاب الحوثي، وتصفه وسائل إعلام خليجية بقائد معركة النصر.

مخاوف من فشل جديد

كان «طارق صالح» قائدا للحرس الخاص لعمه الرئيس المخلوع، ورغم الهالة المحطية به واعتباره قائدا بارزا، إلا أنه، وخلال قيادته الحرس الخاص، فشل مرتين في حماية عمه.

المرة الأولى عندما تم استهداف «صالح» بتفجير مسجد الرئاسة، في يونيو/حزيران 2011، فأصيب بحروق بالغة، نقل على إثرها إلى السعودية للعلاج عدة أشهر، والمرة الثانية في المعارك ضد «الحوثيين»، والتي انتهت بمقتل «صالح».

ويواجه الرجل مخاوف من الفشل مجددا في معاركه التي يخوضها لأسباب يعتبرها مراقبون «شخصية تحت غطاء الوطن»، حيث يسعى إلى الثأر من «الحوثيين» لقتلهم عمه، ويحمل أحلام العائلة في العودة إلى السلطة وحكم صنعاء، لكنه يحمل أيضا قيودا ثقيلة.

فما يزال نجله الأكبر «عفاش» وشقيقه «محمد»، بجانب اثنين من أبناء الرئيس الراحل، في قبضة «الحوثيين»، المتهمين بتلقي دعم إيراني، منذ تم أسرهم خلال معارك صنعاء.

وقالت مصادر عسكرية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن «الحوثيين» يبتزون «طارق» بسلامة نجله وأقاربه مقابل العدول عن معركة الساحل الغربي، لكنه يرفض.

وأضافت أن «طارق» بمقدوره قيادة المعركة هذه المرة بجدارة، فبالإضافة إلى الدعم النوعي الذي يمتلكه، خلافا لمعركة صنعاء، يوجد التفاف شعبي أكثر حوله من المناهضين للانقلاب، وتستقبل معسكراته المزيد من الراغبين في القتال في صفوف قواته ضد الانقلاب.

رفض شعبي في الجنوب

وبجانب صعوبة المهمة الجديدة، المسندة إليه من الإمارات، لا يحظى «طارق» بقبول شعبي في المناطق الجنوبية والغربية من اليمن، وتوجد فجوة كبيرة بينه وبين الحكومة الشرعية، التي يرفض القتال تحت رايتها رسميا.

عقب انتقاله من عدن إلى المخا (غرب)، في الربع الأخير من أبريل/نيسان الماضي، حشدت أبوظبي دعما ماليا وعسكريا وإعلاميا لإبراز «طارق» كقائد لمعارك الساحل الغربي، الذي تتواجد فيه قوات مؤلفة من المقاتلين الجنوبيين والسلفيين المنخرطين في «ألوية العمالقة»، وتشكيلات من «المقاومة التهامية».

وجرى إعلان دخول قوات «طارق» في معارك الساحل الغربي تحت مسمى «حُراس الجمهورية»، وهي تسمية عارضتها أبوظبي، حسب مصادر عسكرية، واقترحت تسمية قواته بـ«المقاومة الوطنية»، لتكون مظلة جامعة لكافة التشكيلات العسكرية الجنوبية والتهامية المتواجدة في الساحل الغربي.

بدأ الإعلام الإماراتي بنسبة كافة الانجازات العسكرية في الساحل الغربي لـ«المقاومة الوطنية»، بقيادة «طارق»، وطمس بقية الوحدات العسكرية الجنوبية والتهامية، لكن الأمر لم يدم سوى أيام.

بعد نجاحها في تأمين مداخل مناطق المخا وموزع والوازعية، كانت «ألوية العمالقة» الجنوبية توثق انتصاراتها بلقطات تعلن فيها أنها هي التي حققت النصر منفردة، وتزيد وسائل الإعلام بتسجيلات مصورة تحمل مسمى «ألوية العمالقة»، دون التطرق إلى قوات «طارق».

رغم إعلان تلك القوات مجتمعة أنها بانتظار «ساعة الصفر» للانطلاق معركة الحُديدة، إلا أن المعركة ما تزال تجد معارضة شديدة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، باعتبار أن 70% من واردات اليمن من الغذاء والوقود تأتي عبر ميناء الحُديدة.

  كلمات مفتاحية

طارق صالح اليمن الإمارات دعم

«المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات يدعم «طارق صالح»

«طارق صالح» يرفض عرضا من «الحوثيين» لوقف عملية تعز