أسعار النفط تقفز 17.5% منذ بداية العام الجاري

السبت 19 مايو 2018 11:05 ص

ارتفعت أسعار خام مزيج برنت بنسبة 17.5% منذ بداية العام الجاري مدعومة بهبوط حاد في إنتاج فنزويلا وطلب عالمي قوي وعقوبات أمريكية مرتقبة على إيران.

وأكدت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أن نجاح الشراكة مع منتجين خارج المنظمة أثبت أن رؤية المنتجين للسوق صحيحة، وأن المتشائمين –من منتقدي الاتفاق- كانوا على خطأ، لافتة إلى أن إعلان التعاون أحدث تأثيرات تحويلية عميقة في مسار السوق وتأثيرات أعمق في الصناعة العالمية.

وأفاد تقرير حديث للمنظمة الدولية أن أساسيات السوق صارت قوية للغاية خاصة مع ارتفاع نسبة المطابقة في تحقيق تعديلات مستويات الإنتاج الطوعية، مشيرة إلى أن التعاون مستمر والآفاق المستقبلية لهذه الصناعة أكثر إشراقا.

وتوقع التقرير –نقلا عن المنتدى الدولي للطاقة– أن تلعب منظمة «أوبك» دورا مهما جدا في المستقبل بسبب قدراتها الهائلة والبناءة في التعامل مع تحديات وملفات مهمة تواجه منظومة الطاقة في العالم أبرزها قدرتها على معالجة مشكلة فقر الطاقة العالمية وإمكانياتها الواسعة في الوصول إلى موارد الطاقة فضلا عن قدراتها الكبيرة على تحمل تكاليف الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.

موجة ارتفاعات جديدة

وبحسب رؤية المنتدى العالمي للطاقة فإنه إذا استمرت أنماط الاستثمار على المسار والمستويات الحالية المتواضعة فسيعني ذلك أننا على أعتاب موجة جديدة من الارتفاعات القياسية في أسعار النفط، وسيمثل ذلك تحديا ليس فقط للمنتجين، لكن أيضا للمستهلكين.

وبحسب التقرير فإن الخطر الأكبر يقع على كاهل المستهلكين، مشيرا إلى أن الارتفاعات السعرية المفرطة ليست جيدة لكلا الجانبين سواء المنتجين أو المستهلكين، لافتا إلى أن المستثمرين يواجهون حالة من التردد النسبي لأنه ليس لديهم صورة واضحة عن مستقبل السوق.

وذكر أن حالة عدم اليقين الحالية تلفت الأنظار إلى أهمية تأثير التوقعات الصادرة عن المنظمات الدولية خاصة منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية اللتين تحتلان مكانة كبيرة ورائدة وذات تأثير واسع في الأسواق، مشيرا إلى أن المنتدى الدولي للطاقة اختار العمل مع منظمة «أوبك» بشكل جاد وقوي من أجل توفير منصة مهمة للتوقعات حتى يستطيع الناس رؤيتها بوضوح.

ونوه التقرير إلى زيارات ناجحة قامت بها بعثة لمنظمة «أوبك» أخيرا إلى كل من أذربيجان والهند والعراق، لافتا إلى أن الدول الثلاث تلعب دورا محوريا في سوق النفط الخام وهم سواء كانوا منتجين أو مستهلكين يتمتعون بأعلى درجات التعاون والرغبة في النهوض بالصناعة وتعزيز وضعية سوق النفط العالمية.

وأوضح التقرير نقلا عن بيانات لمنتدى الطاقة العالمي أن سوق الطاقة العالمية حدث فيها عديد من التحولات الجوهرية بسبب وفرة الإنتاج من النفط الصخري الزيتي وأيضا الطاقة المتجددة وهو ما جعل حالة عدم اليقين تحيط بالسوق ولا يعرف أحد تطورات أسعار النفط في العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة بسبب احتمال حدوث تطورات غير متوقعة في إنتاج الطاقة المتجددة.

وأشار إلى أنه قبل 10 سنوات كان المستثمرون في النفط والغاز أكثر ثقة وتأكدا من وضعية السوق بينما الآن تراجعت هذه الحالة من التأكد، لافتا إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية سجل الاستثمار في احتياطيات النفط الخام أدنى مستوياته في الـ60 عاما الماضية وهو ما فرض عديدا من التحديات الكبيرة على مستقبل صناعة النفط الخام.

توقعات 2040

واعتبر التقرير الدولي أن توقعات السوق النفطية حتى عام 2040 المعلنة من كل المنظمات والأطراف الدولية المعنية تؤكد أن المعروض من الوقود الأحفوري سيظل يوفر أغلب احتياجات الاستهلاك مقارنة بموارد الطاقة الأخرى.

وفيما يتعلق بمستقبل الاعتماد على النفط والغاز، أوضح التقرير الدولي أن النفط والغاز معا من المتوقع أن يوفرا أكثر من نصف احتياجات العالم من الطاقة حتى عام 2040 مع تسجيل حصة مشتركة مستقرة نسبيا عند مستوى 52-53% على مدار فترة التوقع البالغة 25 عاما تقريبا.

ومن المتوقع أن يصل استهلاك النفط إلى أكثر من 111 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، بزيادة قدرها نحو 15 مليون برميل يوميا.

وخلص التقرير إلى أن الاستقرار مطلوب بقوة في سوق النفط الخام، لافتا إلى أهمية تعزيز الاستثمار وتوسيع إنتاج الطاقة لتوفير خدمات الطاقة الحديثة إلى المحرومين منها وبما يعزز نمو الاقتصاد العالمي ويحقق كلا من أمن الطلب والعرض وتلبية وتوفير وتأمين احتياجات المستهلكين.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت في ختام الأسبوع الماضي، لكن خام برنت سجل سادس أسبوع على التوالي من المكاسب، مدعوما بهبوط حاد في إنتاج فنزويلا وطلب عالمي قوي وعقوبات أمريكية مرتقبة على إيران.

وارتفعت أسعار النفط العالمية أكثر من 70% على مدى العام المنصرم بسبب الزيادة الحادة في الطلب وتخفيضات الإنتاج التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية مع منتجين رئيسيين آخرين من بينهم روسيا.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي ما زاد المخاوف من أن تواجه الأسواق نقصا في وقت لاحق هذا العام عندما تدخل القيود التجارية حيز التنفيذ.

ونقلت وكالة «رويترز» عن المحلل الاستثماري لدى «ريفكين» للأوراق المالية «وليام أولوخلين» قوله إن «التزام السعودية وباقي أعضاء أوبك بتخفيضات الإنتاج عامل رئيسي في دعم السعر في اللحظة الحالية، بالإضافة إلى احتمال انخفاض الواردات من إيران بسبب العقوبات».

وأنهى شح المعروض من النفط في الأسواق تراكم الإمدادات العالمية التي خفضت الأسعار بين نهاية 2014 وبداية 2017.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط عقوبات أمريكية أوبك الإمدادات العالمية شح المعروض خفض الإنتاج