مئات الجثث لا تزال تحت الأنقاض بعد 10 أشهر من استعادة الموصل

الاثنين 21 مايو 2018 10:05 ص

في أعلى تلة حطام على ضفة نهر دجلة بوسط المدينة القديمة في غرب الموصل، ينهمك عناصر الجيش والشرطة والدفاع المدني ببزاتهم المرقطة في حركة متواصلة سعيا إلى إخراج الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض وتزيد الحرارة المرتفعة من تحللها.

وبكمامات تغطي أنوفهم جراء الرائحة القوية، يعمل رجال الدفاع المدني والجيش والشرطة بدون توقف على انتشال الجثث، رغم خطر الألغام والعبوات غير المفككة في المدينة القديمة التي دمرت تماما جراء المعارك لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية».

يقول ضابط جهد الإنقاذ في الشطر الغربي من الموصل المقدم «ربيع إبراهيم» لوكالة «فرانس برس»: «إنه تم رفع 763 جثة خلال ثلاثة أيام، والعمل مستمر لحين رفع كل الجثث من المنطقة».

ويضيف: «يتم تسليم الجثث المتحللة إلى دائرة صحة نينوى وبلدية الموصل التي تتخذ الإجراءات اللازمة بدفنها».

ويوضح أن جثث المدنيين تسلم إلى ذويهم بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الهويات، فيما تدفن جثث مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في مقبرة خاصة بمنطقة السحاجي عند أطراف غرب الموصل.

لكن الفرق العاملة تواجه صعوبات يومية خلال عمليات انتشال الجثث.

يقول مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى «حسام خليل: «إن صعوبة العمل في المنطقة القديمة تكمن بصعوبة إدخال الآليات الثقيلة لضيق الأزقة والطرقات، ما يضطرنا إلى استخدام المعدات البسيطة».

مهمة محفوفة بالمخاطر

يأتي ذلك إلى جانب الخطر المحدق بالعملية التي تتركز في المنطقة المحصورة بين جسر الموصل الخامس والجسر القديم، وهي آخر الأحياء التي شهدت معارك كر وفر قبيل استعادة المدينة في يوليو/تموز.

ويلفت رئيس لجنة انتشال الجثث في بلدية الموصل المهندس «دريد حازم محمد» إلى أن «القوات الأمنية المرافقة للجنة عثرت على كميات من العتاد والمتفجرات والأحزمة الناسفة (…) بين الجثث وتحت الأنقاض».

وأضاف: «بعض جثث مقاتلي الدولة الإسلامية ترتدي أحزمة ناسفة، وهذا مصدر خطر كبير عند رفع الجثة ما لم تتم معالجة الحزام».

وهذا ما يطالب به المقدم «ضياء عبدالحسن الخفاجي» من الفرقة 20 التابعة للجيش العراقي، قائلا: «نحن في حاجة إلى فريق معالجة هندسي للحد من تلك المخاطر».

غير أن الخطر الأكبر الذي تطرحه هذه الجثث المطمورة تحت الأنقاض منذ 10 أشهر، يبقى خطرا صحيا على حياة المواطنين.

يقول «عثمان سعد شاكر» (40 عاما) الذي دمر منزله تماما في منطقة القليعات في المدينة القديمة إن الخوف من التلوث والإصابة بالأمراض بسبب الجثث يمنعنا من العودة إلى المنطقة.

نحو 3000 جثة

أما «أبو عادل» (33 عاما) وهو من سكان حي الميدان المجاور، فقد طالب الجهات الحكومية بسرعة رفع الجثث، وتعويض أهالي المنطقة مع توفير الخدمات حتى يتمكنوا من العودة وإعادة إعمار بيوتهم ومحالهم المدمرة.

لكن المهمة ضخمة، فمنذ استعادة القوات الأمنية للموصل في 10 من يوليو/تموز الماضي تم رفع 2838 جثة، بينها 600 تعود لعناصر «الدولة الإسلامية»، بحسب ما يؤكد محافظ نينوى «نوفل سلطان العاكوب».

ورغم دفن الجثث في أماكن بعيدة، فهي تترك وراءها جراثيم وأمراضا، قد يحملها النهر إلى خارج المدينة القديمة.

وتؤكد السلطات أن محطات التصفية لا تنتج مياها ملوثة بل هي معقمة وصالحة للشرب والاستخدام البشري، إذ أنها تسحب من عمق ووسط النهر، أي من المياه الجارية، وليس من المياه التي سرعتها صفر قرب الضفاف وحافات النهر.

لكن أخصائي الأمراض الباطنية الطبيب «أحمد إبراهيم» يحذر بشكل متكرر من الأمراض التي قد تنقلها المياه الملوثة.

ويقول «إبراهيم» إن تلك المياه معرضة للإصابة بأمراض مختلفة منها مرض التيفوئيد والنزلات المعوية والبلهارسيا والإسهال والملاريا والكوليرا، مطالبا الأهالي بغلي المياه قبل استخدامها، فهذه الأمراض قد تظهر أعراضها فورا، أو ربما لاحقا أو بعد سنوات.

  كلمات مفتاحية

العراق الموصل الدولة الإسلامية جثث

غضب سني بعد اكتشاف جثث مجهولة في بابل العراقية