«و.س جورنال»: حلفاء إيران يتخلون عنها

الجمعة 25 مايو 2018 03:05 ص

 

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن ثمة أحداث أثبتت أن نفوذ إيران في العراق وسوريا بدأ في التراجع والاهتزاز؛ بفعل رفض «حلفاء طهران الإقليميين».

وألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على فوز ائتلاف يقوده الزعيم الشيعي «مقتدى الصدر» بالانتخابات العراقية، وما أسمته بتبرم حلفاء إيران السوريين من دورها الطائفي هناك، إضافة إلى نفاذ صبر روسيا.

وألمحت إلى إمكانية أن تلجأ إيران إلى تخفيف وجودها في سوريا، مقابل التركيز أكثر في العراق؛ لضمان عدم التعرض إلى نكسة كبيرة هناك.

ودللت الصحيفة على تراجع نفوذ إيران في العراق بفوز ائتلاف «الصدر» بالانتخابات العراقية، مؤخرا، على حساب أطراف تتبع طهران مباشرة، وتصريحاته الأخيرة التي أظهرت تحديا للدور الإيراني في البلاد.

وقالت إن «الصدر»، شيعي يحمل توجهات عروبية قوية، وكان مؤيدوه يرددون في أوقات مختلفة شعارات تنتقد إيران.

أما في سوريا، فأشارت الصحيفة إلى أن السوريين يرون ان إيران تؤجج التوترات الطائفية، وأن صبر الروس على نفوذ طهران العسكري في سوريا نفد؛ حيث أدى التواجد العسكري الإيراني المتزايد إلى تحرك (إسرائيل) ضده بعنف.

واعتبرت «وول ستريت جورنال» أن الرفض الذي تواجهه إيران في كل من العراق وسوريا، يمثل تهديدا لها، في ظل سعيها إلى الدفاع عن مكاسبها في المنطقة وتفادي العزلة بعد قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي.

وذكرت أن إيران استغلت النزاعات العنيفة -التي زعزعت الاستقرار في كل من العراق وسوريا- لتقيم شبكة من النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي في البلدين.

وفي هذا الصدد، عملت طهران خلال السنوات القليلة الماضية على تقوية سلطة «بشار الأسد» في مواجهة المعارضة المناوئة له.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم ان إيران لن تتخلى عن المكاسب التي سعت إلى تحقيقها في المنطقة بسهولة .

ورأت أن ما يحدث الآن لا يعني أن إيران خسرت في العراق؛ فلا تزال طهران تتمتع بنفوذ «واقع لا مفر منه»، نظراً إلى طول الحدود المشتركة بين البلدين، وتمكن طهران من تعزيز نفوذها في العراق منذ الغزو الأمريكي للبلاد في 2003، ومساعدتها العراقيين في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضافت «وول ستريت جورنال» أن إيران لا تزال تتمتع بعلاقات وهامش مناورات بفضل علاقاتها الوطيدة بالسياسيين في العراق، بمن فيهم السنة والأكراد.

وفي سوريا، لا تزال طهران الحليف الوثيق لنظام «الأسد»؛ حيث أقامت قواعد عسكرية في هذا البلد العربي، ولا يجب أن ننسى دور «حزب الله» اللبناني على الساحة، وهو تابع تماما لإيران.

لكن تحركات (إسرائيل) ضد الأهداف الإيرانية في سوريا من شأنها أن توسع الحرب الدائرة هناك، وتقلل فرص «الأسد» في تعزيز مكاسبه بعد نجاحه في هزيمة المعارضة المسلحة تقريبا، وهو ما يلقي بتبعات ثقيلة عليه، قد تجبره على محاولة التخفف من الثقل الإيراني.

 وفي هذا الصدد، سعت دمشق للحد من وصول طهران في سوريا إلى ما هو أبعد من المجال العسكري؛ حيث ألغت اتفاقيات مبدئية تمنح إيران حقوق تعدين الفوسفات وإقامة شبكات للهاتف المحمول.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى تصريح الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» مؤخرا، وفي أشد تلميحاته ضد إيران، حينما طالب بخروج القوات الأجنبية من سوريا، وهو الأمر الذي ردت عليه الخارجية الإيرانية بأنها ستبقى في سوريا «طالما بقي الإرهاب».

ونقلت عن الخبير في الشؤون السورية الإيرانية، «جوبين غودارزي»، قوله إن «إيران تشعر كما لو أنها تتمتع بأهلية ما في سوريا، بعدما أنفقت مبالغ طائلة ووظفِت طاقات وخسرت أرواحا هناك، وهي اليوم تسعى إلى جني الثمار».

ورجح «غودارزي» أن تقدم إيران على تخفيض وجودها في سوريا حال الاضطرار الشديد فقط، لكنها ستحرص إلى ألا تتعرض لنكسة في العراق.

 

  كلمات مفتاحية

ايران العراق سوريا وول ستريت جورنال نفوذ مقتدى الصدر بشار الاسد

«بومبيو»: لا نسعى لتغيير النظام الإيراني

صحيفة روسية: النفوذ الإيراني في العراق يواجه مقاومة شيعية