الأتراك يترقبون آثار جهود وقف تدهور الليرة

السبت 26 مايو 2018 09:05 ص

تسود حالة من الترقب والقلق في الشارع التركي على خلفية الانخفاضات الحادة التي شهدها سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار خلال الأيام الماضية، فيما يربط البعض بين تلك الأزمة والانتخابات الحاسمة المزمع إجراؤها في 24 يونيو/حزيران المقبل.

وبلغ سعر الليرة التركية لفترة قصيرة 4.92 للدولار الواحد لكنها عوضت عن خسائرها الأربعاء بعد رفع غير متوقع لمعدلات الفائدة لدى البنك المركزي.

لكن البعض يرى أن هذا التدبير يبقى غير كاف، ولأنها لا تظهر إشارات فعلية عن التحسين، بلغ سعر الليرة 4.7 في مقابل الدولار لدى الإقفال، الجمعة، وخسرت 16% من قيمتها في مقابل الدولار خلال شهر واحد.

ورصدت وكالة «فرانس برس» عشرات الأشخاص يتدفقون على مكتب صرافة يقع في واحد من أبرز الشوارع التجارية في أنقرة، وذلك من أجل تبديل ليراتهم بالذهب أو الدولار أو اليورو.

ونقلت الوكالة عن بائع مواد البناء الذي جاء لتبديل ليراته بالدولار ويدعى «علي يليك»، قوله إن «تصريحات السلطات لم تقنعه كثيرا»، مضيفا: «من لا يساوره القلق من جراء وضع أسعار الصرف؟ في ظروف طبيعية، هذا لا يحصل. هذا أمر استثنائي».

ويؤكد ابنه «يحيى» المسؤول في مكتب «تونالي دوفيز» للصرف أن مزيدا من الأتراك يأتون لشراء اليورو والدولارات، يساورهم قلق من أن تشهد الليرة مزيدا من التراجع.

وقال: «يعتقدون ان الليرة ستواصل خسارة قيمتها»، موضحا أن «رفع معدلات الفائدة ليس سوى تدبير مؤقت».

في المقابل، قال تاجر الجملة «أورهان البيرق» إن «زيادة قيمة الدولار واليورو اصطناعية وسببها الضغط الاقتصادي للقوى الاجنبية»، مضيفا: «قبل 5 إلى 10 أيام من الانتخابات، أعتقد أن هذه الزيادة ستنقلب».

وفي وقت سابق السبت، دعا الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» مواطني بلاده إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية (اليورو والدولار)، إلى العملة الوطنية (الليرة).

وقامت بورصة إسطنبول بتحويل جميع العملات الأجنبية الزائدة عن احتياجاتها على المدى القصير إلى الليرة التركية، اعتبارا من الأربعاء الماضي، في خطوة تهدف لدعم سعر صرف الليرة.

وأرجع رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» أسباب اضطراب أسعار العملة المحلية في الآونة الأخيرة، إلى عمليات تلاعب، مؤكدا أن الحكومة تعرف مصدرها.

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء «بكر بوزداغ»: «من يعتقد بأن التلاعب بسعر صرف الليرة سيغير من نتائج الانتخابات المقبلة مخطئ، الشعب كشف اللعبة ومن يقف وراءها، ولن يسمح لأحد بالنيل من تركيا».

وأضاف: «نعرف قواعد الاقتصاد، ونؤكد أن اقتصادنا قوي، محذرا من أن الجهات التي تقف وراء رفع الدولار أمام الليرة التركية ستقوم بالكثير من المؤامرات».

ويتوجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع يوم 24 يونيو/حزيران المقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي أعلن عنها «أردوغان» قبل أسابيع.

وتحمل هذه الانتخابات أهمية خاصة كونها تأتي بعد التعديلات الدستورية التي تم إجراء استفتاء شعبي عليها في أبريل/نيسان 2017، وتتضمن تغيير نظام البلاد من البرلماني إلى الرئاسي.

المصدر | الخليج الجديد + فرانس برس

  كلمات مفتاحية

الليرة التركية أردوغان الانتخابات التركية الدولار أزمة نقدية