أعلنت الولايات المتحدة أنها ماضية قدما في فرض رسوم جمركية على واردات الألومنيوم والصلب من كندا والمكسيك و«الاتحاد الأوروبي»، منهية بذلك إعفاء استمر شهرين وممهدة لحرب تجارية محتملة مع أهم حلفاء واشنطن.

وأبلغ وزير التجارة الأمريكي «ويلبور روس» الصحفيين بالهاتف أن رسوما نسبتها 25% على واردات الصلب، و10% على واردات الألومنيوم من «الاتحاد الأوروبي» وكندا والمكسيك، ستدخل حيز التنفيذ من منتصف الليل (الساعة 04.00 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة).

وقال: «نتطلع إلى استمرار المفاوضات مع كل من كندا والمكسيك من جانب ومع المفوضية الأوروبية من جانب آخر لأن هناك مسائل أخرى نحتاج إلى تسويتها أيضا».

ولم يذكر تفاصيل بشأن ما يمكن لـ«الاتحاد الأوروبي» وكندا والمكسيك القيام به لإلغاء الرسوم.

وقبل ساعات من إصدار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قراره، حذر وزير التجارة الأمريكي «الاتحاد الأوروبي» من أنه في حال اتخذ إجراءات انتقامية سوف يكون مسؤولا عن أي تفاقم للوضع.

وأضاف في حوار مع صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية: «لا نريد حربا تجارية»، موضحا أن الأمر متروك لـ«الاتحاد الأوروبي» ليقرر ما إذا كان يريد اتخاذ إجراءات انتقامية.

وقال «روس»: «إذا حدث تصعيد، فسوف يكون بسبب أن الاتحاد الأوروبي قرر الرد».

وكان الوزير الأمريكي قد التقى بمفوضة التجارة الأوروبية «سيسيليا مالمستروم» في باريس، أمس الأربعاء، ولكن لم ترد تقارير حول إحراز تقدم.

وبدا أن اللقاء الذي جمع بين «روس» ووزير الاقتصاد الفرنسي «برونو لومير»، صباح الخميس لم يسفر عن نتائج أيضا.

وكان «ترامب» قد فرض رسوما على 25% من واردات الصلب و10% على الألومنيوم في مارس/آذار الماضي، بعد أن قال إن الصناعات الأمريكية في القطاع تضررت بسبب عقود من التجارة غير العادلة.

من جانب آخر، قال «الاتحاد الأوروبي» إنه لن يناقش تحت ضغط، وأرسل لمنظمة التجارة العالمية قائمة بالمنتجات الأمريكية التي يمكن أن تخضع لرسوم عقابية.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية تعليقا على الضرائب الأمريكية الإضافية على الواردات: «هذا يوم سيئ للتجارة العالمية».

وكانت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» حذرت من أن «الاتحاد الأوروبي» سيرد بشكل «ذكي وموحد وحازم» في حال فرض مثل هذه الرسوم، مشددة على أن هذه الرسوم لا تتوافق مع لوائح منظمة التجارة العالمية.

وفي ذات السياق، صرح وزير الخارجية الألماني «هايكو ماس»، الخميس: «لا مصلحة لدينا في العودة إلى الوراء على صعيد السياسة التجارية وحتى نكون واضحين فإن الحمائية والانغلاق يجب ألا يسودا على حساب التبادل الحر».

وتستورد الولايات المتحدة التي تنتقد الدول الـ28 الأعضاء في «الاتحاد الأوروبي» بأنها لا تفتح أسواقها بما يكفي أمام المنتجات الأمريكية، 51.3% من الألومنيوم و35.8% من الفولاذ من شركائها في مجموعة السبع، بحسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية للعام 2017.

ويحاول الأوروبيون اعتماد موقف موحد إزاء الولايات المتحدة ويدعون إلى حوار يشمل دولا عدة بدلا من المحادثات الثنائية.

وكانت الولايات المتحدة قد أعفت بشكل مؤقت كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي على أمل التوصل إلى حلول، لكن المسؤولين التجاريين من هذه الدول فشلوا في التوصل إلى تسوية ما دفع واشنطن لفرض الرسوم.