استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في العراق .. ميليشيا لكل دين

الجمعة 6 مارس 2015 06:03 ص

توصلت لجنة تقصي الحقائق الاميركية، التي خرجت الى العراق في شهر ايلول، الى استنتاجات بائسة وكئيبة، فحواها ان حوالي نصف الخمسين لواء من الجيش العراقي فقط مناسبة للدعم العسكري. وباقي الالوية عالقة في السياسة الطائفية والدينية، فيما ولائهما الوطني هو موضع شك.

والتقارير التي وصلت في الاشهر التي تلت ذلك تعرض صورة قاتمة اكثر. ووفقا لها فإنه من بين الـ 14 لواء فقط يوجد 5 جاهزة للقتال، ومن بين 60 – 240 كتيبة «تبخرت»، او انها قائمة على الورق فقط. وما لا يقل عن 50 الف جندي عراقي مسجلين لدى القوى البشرية، ولكنهم عمليا لا يخدمون في الجيش. وان التسجيل الكاذب لهذه الاعداد الهدف منه تخصيص الميزانيات الكبيرة، التي تصل الى جيوب كبار الضباط، وهو نموذج للفساد العميق الذي يحيط بالحكومة العراقية بشكل عام وفي الجيش بشكل خاص.

من الواضح من هذه المعطيات، ان الحكومة الاميركية، التي استثمرت اكثر 20 مليار دولار في بناء الجيش العراق بعد سقوط صدام حسين، غرقت في غيبوبة عميقة، استفاقت منها فقط بعد احتلال الموصل من قبل داعش في حزيران من العام 2014، عندما فر حوالي 60 الف جندي وحاولوا النجاة بانفسهم خوفا من مواجهة آلاف المقاتلين الاسلاميين.

من بقايا هذا الجيش يعتزم التحالف الدولي تأهيل حوالي 25 الف جندي، ليحملوا على عاتقهم مهمة تحرير الموصل من ايدي داعش، وهي الخطة التي من المقرر تنفيذها في نهاية شهر نيسان او بداية شهر آيار. والمشكلة هي ان الجيش العراقي ليس هو القوة المسلحة الوحيدة في العراق. فهناك الكتائب الكردية، المليشيات الشيعية، قوات الصحوة السنية، المئات من «المستشارين» الايرانيين وعصابات الاجرام المسلحة، وجميعهم اقاموا قوات من المليشيا لا تأتمر بإمرة الحكومة المركزية.

والقوة الاكثر فاعلية هي بأيدي الميشيات الشيعية، التي تعمل تحت عنوان «التجنيد الشعبي» وتعد عشرات الآلاف من المقاتلين، وهذا الجسم شبه الرسمي تشكل في العام 2014، بعد احتلال الموصل، ومهمته هي كبح داعش وتحرير المناطق التي احتلها التنظيم. وتعمل ما لا يقل عن اربعة منظمات شيعية كبيرة تحت لوائها، ومن بينها «جيش السلام» (سابقا جيش المهدي)، الخاضع لرجل الدين مقتدى الصدر، كتائب الخراساني، الخاضعة لقيادة حراس الثورة، وهي بمثابة حزب الله العراقي، ومنظمة بدر، التي اقيمت في بداية العام 1980 كذراع عسكري للمعارضة الشيعية ضد صدام.

الى جانب هذه الجماعات بما في ذلك «التجنيد الشعبي» يوجد آلاف المتطوعين الغير المؤطرين. ويتلقى جميع مقاتلي «التجنيد» الرواتب، الطعام والخدمات الطبية، ويحظى الشهداء منهم بإعتراف الدولة، بما في ذلك المخصصات لعائلاتهم. ونشاطاتهم العسكرية تأتمر بإمرة قياة قوات القدس الايرانية وتنسق معها، برئاسة قاسم السليماني. ايران هي التي تزودهم بالتدريب والتسليح الاساسي لهم، بما في ذلك التدريب على استخدام المدفعية، واجهزة الاتصال المتطورة في الطائرات بدون طيار. ووفقا لشهادات المقاتلين الذين ينتمون الى «التجنيد الشعبي»، كل نشاط عسكري يتم التنسيق له مسبقا مع كبار القادة الايرانيين ويترافق بمدربين ايرانيين. وتتواجد قيادة اركان هذه القوات في مقر الحاكم العراقي على اعتبار انها جزء من الحكومة العراقية، على الرغم من انها لا تتمتع بأي مكانة قانونية. وعدا عن ذلك، ففي الاسبوع الماضي خصصت الحكومة العراقية 60 مليون دولار لتمويل تأهيل هذه القوة، على الرغم من الانتقادات القاسية التي توجه نحو تصرفاتها الجنائي، والتي تشمل اعمال النهب والقتل.

ومن المقرر ان تشارك هذه المليشيات الشيعية، والتي هي قوة مدربة ومنظمة اكثر من الجيش العراقي، في معركة الموصل. ووفقا للناطق بإسم «الحشد الشعبي» «كريم النوري»، فإنهم قد توصلوا الى اتفاق تعاون مع قوات البشمرغة الكردية. ويتخوف الاكراد من ان عين هذه الميليشيات لا تتجه صوب الموصل وحسب بل بإتجاه كركوك ايضا، التي هي محط خلاف بين الاكراد والحكومة المركزية العراقية. حيث ان دخول القوات الشيعية إليها من شأنه ان يوقع حربا داخل القوات العراقية.

بالنسبة للسنة، فإن مشاركة الميليشيات الشيعية في القتال هي اخبار سيئة. فهم يتخوفون، وعلى حق، من ان الشيعة، سوف لن يكتفوا بطرد داعش، بل سوف يدمروا العشائر السنية ويجعلوا من الموصل وكركوك مدنا شيعية كردية خالصة.

كما انه في داخل صفوف الحكومة العراقية فليس الكل راضي عن القوة الزائدة الممنوحة للميليشيات الشيعية، وبشكل خاص كونها محسوبة كذراع عسكري لايران وهي قوة غير خاضعة للحكومة، على الرغم من انها تمول جزء كبير من نشاطاتها. كما ان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، وجه توبيخا لمنتقدي هذه الميليشيات. 

أما بالنسبة للإدراة الاميركية فإنها تغض الطرف مؤقتا عن نشاطات الميليشيات الشيعية، حيث انها لا تعارض النشاطات العسكرية الايرانية المباشرة في العراق طالما انها تصب في اتجاه محاربة داعش. ولكن الخوف هو، من ان هذه الحرب تستخدم كغطاء للسيطرة الطائفية والدينية على اجزاء من العراق ولتعميق الوجود الايراني في العراق، التي ما زالت تعتبر الدولة الراعية لها. هذه الخوف لا يساور السنة فقط في العراق، بل ايضا يثير مخاوف السعودية وباقي الدول الخليجية، حيش تتشاور هذه الايام مع مصر والاردن بهدف إقامة قوات عربية للتدخل السريع في العراق. 

  كلمات مفتاحية

العراق الجيش العراقي الكتائب الكردية المليشيات الشيعية الصحوة السنية المستشارون الإيرانيون عصابات إجرام مسلحة الحكومة المركزية

العراق: تضخم «دولة الميليشيات» لمصلحة من؟

العراق: ميليشيا «حزب الله» تتحدي الحكومة وتتوجه للمشاركة في عمليات تحرير «تكريت»

سياسي كردي: الميليشيات الشيعية في ديالي تخلق مشاكل للأكراد

زمن الميليشيات !

«عشائر الأنبار»: الحكومة توفر كل الدعم لميليشيات «الحشد الشعبي» ودعمها للعشائر ”مخجل“

«كتائب الإمام علي»: لمحة عن ميليشيا شيعية عراقية متشددة تقاتل «الدولة الإسلامية»