مخاوف من انتشار التشدد بجامعات بريطانيا بعد كشف هوية «الجهادي جون»

الجمعة 6 مارس 2015 01:03 ص

تزايدت المخاوف بشأن ما اذا كان شبان مسلمون يتجهون للتشدد داخل الجامعات البريطانية بعد أن اتضح أن عضو تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلاميا باسم «الجهادي جون» هو «محمد الموازي» خريج جامعة وستمينستر في لندن.

وقالت الجامعة إنها «مصدومة ومشمئزة» لنبأ أن «الموازي» هو الرجل الملثم الذي أصبحت صورته في مقاطع فيديو لذبح الرهائن نشرها تنظيم «الدولة الإسلامية» علامة مميزة للتنظيم المتشدد على مستوى العالم.

وهو ليس أول إسلامي متشدد درس في جامعة بريطانية. تقول الحكومة إن ثلث من أدينوا في جرائم إرهاب ببريطانيا ارتادوا الجامعات.

ومن القضايا الأخرى التي استقطبت اهتماما إعلاميا كبيرا قضية «عمر الفاروق عبد المطلب النيجيري» الذي حاول تفجير طائرة كانت في طريقها إلى ديترويت عام 2009 بقنبلة أخفاها في ملابسه الداخلية. وهو خريج جامعة لندن التي كان رئيسا للجمعية الإسلامية بها ذات يوم. 

وليس معروفا على وجه التحديد كيف ومتى اتجه «الموازي» للتشدد لكن أدلة تشير الى احتمال أن تكون تجربته في جامعة «وستمينستر» قد لعبت دورا.

وقال «روبرت ساتون» مدير منظمة حقوق الطلاب التي تراقب التطرف في الجامعات وتقود حملات لمكافحته «إنها واحدة من الجامعات التي كنت سأضعها على رأس قائمتي لو طلبت مني تخمين اسم الجامعة التي ارتادها».

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بعد أن ترك «الموازي» «وستمينستر» يسجل ساتون المناسبات التي تتحدث فيها شخصيات من خارج الجامعات من أصحاب الآراء المتشددة. وقال إن 22 مناسبة من هذا النوع أقيمت في وستمينستر وهو ما يفوق معظم الجامعات الأخرى.

وكان من بين المتحدثين أعضاء في حزب التحرير وهو منظمة تدافع عن إقامة دولة خلافة إسلامية وانتخب طالبان مؤيدان للمنظمة ليكونا ممثلين للطلاب.

ويرى أكاديميون ومدافعون عن حرية التعبير وبعض الساسة أن من الضروري السماح لضيوف متشددين بالحديث في الجامعات ويقولون إن من الأفضل التعبير عن هذه الآراء ودحضها بدلا من دفنها.

لكن منتقدين لهذه الممارسة يقولون إن المناسبات من هذا النوع نادرا ما تأخذ شكل المناظرة الحقيقية بل يظهر المتحدثون بمفردهم او مع آخرين يشاركونهم وجهات النظر نفسها في غرف تمتلىء بالمؤيدين الذين لا يبدون أي معارضة.

علاوة على ذلك فإن بعض المناسبات التي نظمتها الجمعية الإسلامية في وستمينستر وغيرها يتم فيها الفصل بين الجنسين وهو ما يتعارض مع قوانين المساواة ولوائح معظم الجامعات.

ويقول انتوني ليز من مركز دراسات الأمن والمخابرات في جامعة بكنجهام «تحت غطاء الحرية الأكاديمية وحرية التعبير نعطي فرصا للمتطرفين ليتسكعوا في الجامعات ويبثوا رسالة كراهية».

وقالت الجمعية الإسلامية في جامعة وستمينستر في اليوم الذي أعلن فيه عن أن "الجهادي جون" هو الموازي إنها "لا تمارس أي نشاط متطرف" ونددت بالتغطية الإعلامية التي أدت الى إلغاء ندوة كانت نظمتها لتلك الليلة.

وكان ضيف الندوة رجل الدين هيثم الحداد الذي رفض آلاف الطلاب وجوده بالحرم الجامعي بسبب آرائه التي وصفوها بأنها تنم عن رهاب المثليين والتمييز على أساس الجنس ومعاداة السامية. وقالت الجمعية الإسلامية إن آراءه تعرض بصورة محرفة.

وشكك الطلبة في قرار الجامعة السماح للحداد بالحديث في ندوة داخلها. وكان من بواعث القلق أن هذا من مسؤوليات مستشار الجامعة لحوار الأديان يوسف قبلان الذي قال الموقع الالكتروني لإذاعة طلابية إنه من تلاميذ الحداد.

ولم يرد قبلان على رسائل بالبريد الالكتروني أرسلتها رويترز لطلب التعليق. وقال متحدث باسم الجامعة إنها تطبق "سياسة قوية" لتقييم مدى ملاءمة المتحدثين من خارجها.

وبعد انتشار الاخبار عن الموازي ألغت الجامعة الندوة معللة ذلك «بزيادة الحساسية ومخاوف أمنية»، وقالت طالبة تدرس الصحافة في السنة الثانية بجامعة وستمينستر لرويترز إن «معظم الطلبة مستائين من أن جامعتهم التي يدرس بها 20 الف طالب من 150 دولة تصور على أنها معقل للتشدد بسبب الموازي».

وقالت الطالبة التي طلبت عدم نشر اسمها خشية أن تواجه انتقادات من زملائها «كثيرون يعتقدون أن هذا كان يمكن أن يحدث في أي جامعة في لندن. هل حدوث هذا في وستمينستر يشكل فرقا؟».

وأضافت أن الأغلبية العظمى من الطلاب من المسلمين وغير المسلمين آراؤهم معتدلة لكنها تعتقد أنه اذا انجذب شخص ما للأفكار الإسلامية المتشددة فإنه سيستطيع أن يعثر على أقلية صغيرة تشاركه نفس التفكير.

ومنذ إعلان اسم «الموازي» تحدث عدد صغير من الطلاب السابقين للصحافة عن تجاربهم في وستمينستر بعضهم للدفاع والبعض الآخر للانتقاد.

وكتب «جيمس تينينت» الذي يدرس اللغة العربية في وستمينستر لصحيفة اندبندنت إنه على مدار ثلاث سنوات في الجامعة «لم يلحظ قط أي علامات على ثقافة التلقين».

لكن افيناش ثارور التي دخلت الجامعة بعد أن أنهى الموازي دراسته بها مباشرة كتبت في صحيفة واشنطن بوست أن الطلبة لا يجدون صعوبة هناك في التعبير عن معتقدات خطيرة وتنطوي على تمييز لأنهم لا يواجهون اعتراضا موضوعيا من أقرانهم أو السلطات.

ولم تقتصر المخاوف بشأن سعي الإسلاميين المتشددين للوصول الى الشبان في أماكن دراستهم في بريطانيا على الجامعات فحسب بل امتدت للمدارس.

في العام الماضي ثار جدل كبير في برمنجهام ثاني اكبر مدينة في بريطانيا بسبب مزاعم عن أن إسلاميين متشددين يستهدفون المدارس التي توجد بها نسب مرتفعة من التلاميذ المسلمين في حملة منظمة للتأثير عليهم.

وفي الشهر الماضي اضطرت مدرسة بيثنال جرين اكاديمي الثانوية في لندن للدفاع عن نفسها بعد أن هربت ثلاث تلميذات في سن المراهقة الى سوريا للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية. وقالت المدرسة إن التلميذات لم يتجهن للفكر المتشدد داخل جدرانها.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي تيريزا ماي لصحيفة صنداي تايمز إنها تتوقع من الجامعات أن تأخذ موقفا أقوى في ضوء النبأ عن دراسة الموازي في وستمينستر، وأضافت «لو كانت الجامعات لم تدرك ما كنا نواجهه من قبل فلابد وأنها تدرك الآن».

 

  كلمات مفتاحية

بريطانيا مخاوف انتشار التشدد الجامعات البريطانية جامعة وستمنستر

جمعيات خيرية بريطانية قيد التدقيق بسبب «الجهادي جون»

«ديلي تليجراف»: «جون الجهادي» تحول من الشيعة إلى السنة بعد لقائه بقيادي في «القاعدة»

أمريكا تضع مغني راب ألماني على لائحة الإرهاب لانضمامه لـ«الدولة الإسلامية»

5 لاعبي كرة قدم أوربيون ينضمون إلى صفوف «الدولة الإسلامية»

الإرهاب بين العرب والجهاديين وأميركا!

بريطانيا تعد قوانين للطيران لمنع انضمام مواطنيها لـ«الدولة الإسلامية»

تركيا تحتجز بريطانية للاشتباه في محاولتها الانضمام لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا

بريطانيا تعتقل امرأة للاشتباه في جمعها تبرعات لـ«تمويل الإرهاب»

السعودية لألمانيا: مهتمون مثلكم بمواجهة التشدد بين الشباب