«الهواء المنساب في شعري».. كتاب لناشطة إيرانية تتحدى السلطة

الأحد 3 يونيو 2018 01:06 ص

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، تقريرا عن فتاة إيرانية شابة، تكبدت عناء رغبتها في كشف شعرها، بأن دفعت في مقابل ذلك سنوات من عمرها في الملاحقة الأمنية والاعتقال.

وحكم على «مسيح النجاد» بالسجن، ثم هربت من موطنها إيران إلى بروكلين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاشت وتزوجت ولا تستطيع رؤية عائلتها حتي الآن، بسبب أنها «رغبت في أن يكون لها ولغيرها الخيار في أن تقرر ارتداء الحجاب أو لا».

و«مسيح» هي ناشطة إيرانية قضت حياتها وهي تناضل من أجل حقوق المرأة في بلدها من خلال معركة بسيطة واحدة: وهي الحملة ضد القانون الذي يفرض حجابا إلزاميا على النساء في إيران.

ووفقا للصحيفة، كانت «مسيح» منذ مراهقتها بمثابة «شوكة في جانب آيات الله الذين يحكمون إيران»، وتابعت الصحيفة أن الناشطة الإيرانية «اشتكت واحتجت، وتحدثت وتحدت، بصخب، كل أولئك الذين يدعمون ارتداء الحجاب الإجباري».

مضيفة أنها عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، ألقت شرطة الأخلاق القبض عليها واعتقلت في السجن بدون تهمة، وفي النهاية أخبرها قاضٍ أنه كان لديه أدلة كافية لإعدامها.

وفي كتابها «الهواء المنساب في شعري»، والذي تم طرحه في الأسواق هذا الأسبوع باللغة الإنجليزية، تشرح «مسيح» أن الفتيات في بلادها يحرصن على «إبقاء رؤوسهن منخفضة ليكن غير مزعجات أو ملحوظات قدر الإمكان، وأن يكن ودودات»، وتؤكد الصحيفة أن «مسيح» كل ما هو عكس ذلك، فهي تمتلك الكثير  من الشعر الأجعد الملفت للأنظار، الكثير من الحماس والطاقة، وفوق كل ذلك، ليس لديها ما تخاف منه.

وتقول «الغارديان» إنه حتى لو «كانت مسيح قد نشأت في أسرة نخبوية إيرانية متعلمة، فإنها ستكون استثنائية، لكن حقيقة ترعرعها في فقر ريفي، في قرية غوميكولا الصغيرة في مازندران في شمال إيران، تجعلها أكثر من استثنائية».

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن والدها من مشاة الشوارع، وأمها، التي لا تستطيع القراءة أو الكتابة، تعيش هي و6 أطفال في منزل مع غرفة واحدة كانت بمثابة أماكن للنوم والأكل والمعيشة.

في كتابها، تصف «مسيح»، «ظلام رحلاتهم إلى مرحاض السطح في الليل الذي لم يكن أكثر من ثقب في الأرض»، أصبحت تلك الرحلات حجر الزاوية في تعليمها.

أولا، لأن شقيقها، الذي بدا جريئا وشجاعا في النهار، وحرا لدرجة كانت تحسده عليها، كان يخاف من الظلام في الليل، وتوسل إليها أن تذهب معه؛ وهو ما علمها أن القوة لا علاقة لها بمظهر القوة الخارجي.

وكذلك لأن والدتها أعطتها بعض النصائح حول كيفية التعامل مع الظلام، وتقول عن ذلك: «قالت لي، الظلام يمكن أن يلتهمك فقط إذا سمحت له أن يخوفك، لذا افتحي عينيك بأقصى ما تستطيعين، وواجهي الظلام».

وكلما كبرت «مسيح»، تقول إنها أصبحت تدرك أن وضع حقوق الإنسان برمته في إيران يشبه الفناء الخلفي لطفولتها: «مظلم، ويجب على النساء أن يفتحن أعينهن على أوسع نطاق ممكن، لأن هذه هي الطريقة التي تجعل الظلام يختفي»، على حد وصفها.

وتقول «مسيح» للصحيفة البريطانية: «ينصب تركيز العالم على صفقة إيران النووية، لكن بعض النقاط الواضحة يجري التغاضي عنها»، وتابعت: «الجميع يفكر في إيران كتهديد له، لكنهم لا يفكرون في التهديد الذي تمثله إيران لنسائها».

وتضيف الناشطة الإيرانية: «يقول زعماء إيران إن العدو الأكبر وأعظم شيطان هو أمريكا. لكنهم يجلسون للتفاوض مع الشيطان الأكبر، ولا يجلسون للتفاوض مع النساء»، متابعة: «أعتقد أن إيران أكبر عدو لنا، نحن النساء، فالحكومة تتحكم في مجتمع كامل من خلال النساء».

وتستطرد: «إنه لأمر محزن للغاية عندما يقول الناس إن الحجاب شيء صغير وهو قطعة قماش لا أكثر، لأن كل شيء يبدأ من هذا التعدي على حقوقنا»، وتقول إن ثقافة التعصب برمتها مبنية على ذلك، وتتحمل المرأة وطأتها، من سن السابعة.

وتتطلع «مسيح» للعودة إلى إيران، وتقول إنها في قلبها تعتقد أنها ستفعل ذلك يوما ما، «لكن في الوقت الحالي، رغم أنني لست داخل إيران، فأنا موجودة هناك كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

وتختتم قائلة: «عندما كنت طفلة، كانت أمي تقول: إذا تم إخراجك من الغرفة، فستجدين دائما نافذة للعودة، والآن أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعية هي نافذتي، تراقبني السلطات، وتلاحق حملتي، لأنهم يعرفون مدى قوة احتجاج النساء العاديات من أمثالنا».

وتؤكد: «نحن نخاطر بخرق القانون وبسلامتنا الشخصية من أجل تحقيق شيء نعرف تماما أنه صحيح، وأنه من حقنا».

  كلمات مفتاحية

المرأة المرأة الإيرانية إيرانيات حجاب الحجاب الإلزامي الحجاب الإجباري إيران

السجن 5 سنوات لإيرانية بتهمة تشكيل مجموعة «تعارض الإعدام»

إيران تعتقل صحفية وناشطة في حقوق المرأة