فيما يعد دليلا على تطور التنسيق المشترك بين الدوحة والخرطوم، تلقى أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، رسالة شفهية من الرئيس السوداني «عمر البشير»، مساء الخميس، تتعلق بتعزيز علاقات التعاون الوثيق بين البلدين، وبحث المستجدات الراهنة إقليميا ودوليا.

وهذه هي الرسالة الثالثة بين الطرفين خلال أقل من أسبوعين، حيث تأتي بعد أيام من استقبال «البشير»، الأحد الماضي، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري، «مطلق القحطاني»، لبحث سير تنفيذ اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور غربي السودان.

وآخر الشهر الماضي، تسلم الرئيس السوداني، رسالة خطية من أمير قطر، حول العلاقات الثنائية وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

والتقى الشيخ «تميم»، في قصر البحر مساء أمس الخميس، وزير الخارجية السوداني، «الدرديري محمد أحمد»، الذي قام بنقل الرسالة، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

ولم يفصح أي من الجانبين عن فحوى الرسالة، لكن من المتوقع أن تكون الأزمة الخليجية، والوضع الاقتصادي المتأزم في السودان أبرز مضامينها.

ويعاني السودان من ضعف القدرة على إجراء التحويلات المصرفية مع دول العالم، رغم رفع العقوبات، إضافة إلى شح النقد الأجنبي، فيما بلغت الديون الخارجية العام الماضي، نحو 52 مليار دولار، 85% منها متأخرة.

وهذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية السوداني إلى الدوحة، منذ تعيينه في 15 مايو/آيار الماضي، بديلا لـ«إبراهيم غندور».

وفي مارس/آذار الماضي، بعث أمير قطر، برسالة خطية إلى الرئيس السوداني، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتنميتها.

وتشهد العلاقات السودانية القطرية تطورا ملحوظا، وزيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين.

يشار إلى أن الخرطوم رفضت الضغوط السعودية والإماراتية لضم السودان إلى دول الحصار، عقب اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران قبل الماضي.

وسبق أن أعلن السودان دعمه لجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، على خلفية قيام 4 دول عربية (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، بمقاطعة قطر؛ بدعوى «دعم الإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة مرارا.

وتستثمر قطر بما قيمته 1.5 مليار دولار في السودان، عبر 40 مشروعا زراعيا وسياحيا وعقاريا، وفقا لبيانات سودانية رسمية.

وقطر الدولة الوحيدة التي أوفت بتعهداتها في مؤتمر المانحين الذي عقد في الدوحة عام 2013، وقضى بجمع مبلغ 4.5 مليار دولار لإعمار إقليم دارفور، غربي السودان.