تدهور صحة «الطحاوي» جراء إضرابه عن الطعام بسجون الأردن

الجمعة 15 يونيو 2018 12:06 م

قالت عائلة من يعرف بـ«الزعيم الروحي للتيار السلفي الجهادي» الأردني في الشمال «أبي محمد الطحاوي»، إنه أعلن ولليوم العاشر إضرابا عن الطعام داخل سجنه بسبب سوء المعاملة وتأخير محاكمته ومنع الافراج عنه.

وأبلغ «الطحاوي» عائلته بأنه أضرب لثمانية أيام عن الطعام احتجاجا على احتجازه بدون محاكمة وعدم عقد جلسات لمحاكمته منذ أكثر من 3 سنوات.

وعقدت حسب  المحامي الذي يتابعه، جلسة واحدة فقط في محاكمته لكنه بقي في السجن بالرغم من تحذير  يتعلق بوضعه الصحي المتدهور.

وشارك «الطحاوي» في اعتصام مدينة الزرقاء في أبريل/نيسان 2011 لتعتقله السلطات الأردنية إلى جانب قياديين جهاديين آخرين، وتحيلهم إلى محكمة أمن الدولة العسكرية، لتفرج عنهم في أكتوبر/تشرين الأول 2013، إلا أن هذا الإفراج لم يدم طويلا إذ عادت السلطات الأردنية واعتقلت «الطحاوي» في يناير/كانون الثاني من نفس العام، بحجة تغيبه عن جلسات المحاكمة.

ويعاني «الطحاوي» الذي يبلغ من العمر 64 عاما من أمراض مزمنة، كالسكري والضغط، وأمضى في السجن ما يقرب من 7 سنوات، منها 3 سنوات في الحبس الانفرادي دون عرضه على محاكمة، كما يقول ابنه «عبدالله».

ودعت العائلة المنظمات الحقوقية، إلى الالتفات للوضع الصحي لـ«الطحاوي»، مطالبين السلطات بالإفراج عنه، و«تكفيله أسوة بباقي المعتقلين على خلفية أحداث الزرقاء».

من هو «الطحاوي»؟

وبرز اسم الأردني «عبدالقادر شحادة» الملقب بـ(أبي محمد الطحاوي)، في سماء الشخصيات الجهادية في تسعينيات القرن الماضي، ليصبح فيما بعد أحد أهم منظري التيار السلفي الجهادي الأردني، ورقما صعبا في معادلة شطرت التيار نصفين بين «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».

عمل «الطحاوي» مدرسا للتربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية في الثمانينيات، وتأثر كثيرا في وقتها بكتابات الشيخ «عبدالرحمن الدوسري» (أحد أبرز شيوخ السلفية في السعودية)، لتسفّره السلطات السعودية هو عائلته في بداية التسعينيات إلى الأردن؛ بسبب ما يحمله من فكر سلفي «لا يرضي آل سعود» كما يقول صديق مقرب منه.

استقر «الطحاوي» في عام 1990 في الأردن، ليتوجه فيما بعد إلى «الجهاد في أفغانستان» التي أمضى فيها عامين كاملين ليعود مجددا إلى مسقط رأسه مدينة إربد (شمال العاصمة عمان)، ويبدأ بنشر الفكر السلفي الجهادي برفقة «أبي مصعب الزرقاوي» و«أبي محمد المقدسي» في فترة وصفها الكاتب المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية، «محمد أبورمان» بــ«الفترة الذهبية لصعود التيار الجهادي الأردني»؛ لأسباب اقتصادية واجتماعية.

وقاد «الطحاوي» التيار السلفي الجهادي الأردني إلى انعطافات مهمة بعد الربيع العربي، وشكل تحت وطأة المسيرات التي اجتاحت مدن وقرى المملكة عام 2011 «حراكا سلفيا جهاديا»، لينخرط ضمن الأصوات المطالبة بالتغيير، رافعا شعار «الشعب يريد تحكيم القرآن»، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من أبناء التيار.

خلق الحراك أعداء من أبناء التيار رفضوا الانخراط في المسيرات باعتبارها «ضربا من الكفر»، ما أحدث انقساما في صفوف التيار، وصلت إلى تكفير «الطحاوي» ومن شارك في المسيرات على يد «عمر مهدي زيدان» المكنى بـ«أبي المنذر»، الذي أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مقتله في أبريل/نيسان 2017 في رسالة تهديد موجهة إلى الأردن تحت اسم «إصدار بما يسوؤهم».

ودافع «الطحاوي» في حينها عن الاعتصامات في حديث سابق، معتبرا أن «هذه الوسائل مشروعة، استنادا لما قاله علماء في أن الأصل فيها الإباحة ما لم يرد نص فيها يحرمها، كما أن هذه الوسائل تتوافق إلى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وقاتلوا المشركين باللسان والسنان».

استمر «الطحاوي» وأنصاره بتنفيذ الاعتصامات، ليشكل اعتصام مدينة الزرقاء في أبريل/نيسان 2011 نقطة مفصلية في مصير التيار، بعد أن اشتبك أعضاء التيار مع الأجهزة الأمنية الأردنية التي فضت تجمعهم بالقوة واعتقلت المشاركين.

جاء التحول الكبير في حياة «الطحاوي» بعد بروز تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، ليعلن من سجنه (الموقر 2) مبايعة التنظيم في عام 2014 ومهاجمة «أبي محمد المقدسي» و«أبي قتادة»، خلال رسالة سربها لوسائل الإعلام، معلنا عن ولادة جسم بديل للتيار في رسالته يحمل اسم «أبناء دعوة التوحيد والجهاد»، الأمر الذي زاد التيار انقساما بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».

وقال «الطحاوي» في رسالته: «الدولة الإسلامية ليست فقاعة كما يقولون والتحالف الدولي حرب على الله ورسوله».

زادت هذه الرسالة –بحسب صديق مقرب سُجن مع «الطحاوي»- من إصرار السلطات الأردنية على عدم الإفراج عن «الطحاوي» الطاعن بالسن رغم حالته الصحية السيئة والأمراض المزمنة التي يعاني منها.

  كلمات مفتاحية

الأردن الطحاوي الإضراب عن الطعام السجون الأردنية

بسبب خاشقجي.. الأردن يتهم الطحاوي بتعكير العلاقات مع السعودية

الأردن.. السجن 3 أعوام لقيادي سلفي انتقد مقتل خاشقجي