يقال دائما إن الوطن هو بمثابة الأم؛ وهذا تحديدا هو حال المدافع «مانويل دا كوستا» الذي اختار حمل قميص المغرب، بلد والدته، بعد خوضه تجربة مع منتخبات الشباب لبلد والده البرتغال وقد شاءت الأقدار أن يواجه الدولي المغربي منتخب بلده الثاني البرتغال في أول مشاركة له في كأس العالم.

وتجرى الآن مواجهة أسود الأطلس مع منتخب البرتغال، على ملعب «اولمبيسكس كومبليكس لوزنيكي»، ضمن الجولة الثانية من المجموعة «B» بمونديال 2018، المقامة حاليا في روسيا.

وعلى الرغم من أصوله البرتغالية، إلا أن «دا كوستا» أكد في مقابلة حصرية مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي «الفيفا»، أنه يفتخر بتمثيله للمنتخب المغربي، كما كشف بأن المشاعر ستكون مُتباينة في منزله الذي سيكون مُنقسما ليوم واحد فقط عندما يلتقي المنتخبان.

وقال «دا كوستا»: «المشاركة في كأس العالم هو أمر كبير بالنسبة لي لأنني أمثل وطني وأصولي، وإنه شرف كبير أن أحمل قميص المنتخب المغربي لأنه عندما تُشارك في هذه البطولة، فإنك تُعرف العالم على بلدك وثقافته».

وأضاف: «تلقيت عرضا من المنتخب المغربي عن طريق مصطفي حجي وبعد نقاش طويل معه ومع مدرب المنتخب آنذاك السيد بادو الزاكي، اقتنعت بمشروع الفريق وأهدافه وكان شرف لي أن أمثل المغرب».

ويملك «دا كوستا» الكثير من المعلومات عن أسلوب لعب المنتخب البرتغالي بطبيعة الحال خصوصا وأنه جاور عددا من اللاعبين في السابق، حيث قال: «لعبت تقريبا مع مُعظم اللاعبين عندما كنت صغيرا، لا يُمكنني ذكر جميع الأسماء لأن ذلك يأخذ وقتا طويلا لكنني أتذكر أنني لعبت مع كواريسما وكريستيانو رونالدو وبيبي وقد تعلمت الكثير منهم».

وأكمل: «المنتخب البرتغالي هو أحد أفضل المنتخبات في العالم ولن نركز فقط على كريستيانو رونالدو، نعرف جيدا أنه ممتاز لأنه محاط بلاعبين جيدين. لكن الأهم هو التركيز والدقة وأن نكون متضامنين في كل ما نقوم به».

وولد «دا كوستا» البالغ من العمر 32 عاما، على مقربة من مدينة نانسي الفرنسية، وبدأ مسيرته الكروية ضمن صفوف نادي جارفيل، قبل أن يقدم نادي المدينة نانسي أول عقد احترافي.

خاض تجربته الدولية الأولى مع منتخب فرنسا، ولعب في سن الثانية عشرة ضد إيطاليا، على ملعب «ستاد دو فرانس»، وفي سن العشرين، استدعته البرتغال إلى منتخبات فئات الشباب حيث شارك معها في بطولة طولون الفرنسية في عام 2006، ثم في كأس أوروبا للمنتخبات الأولمبية التي نظمت في العام التالي في هولندا.

ووجهت إلى «دا كوستا» الدعوة 4 مرات للدفاع عن ألوان المنتخب البرتغالي الأول، وكانت من مدربه في ذلك الحين البرازيلي «لويز فيليبي سكولاري» الذي أشرف على إدارته الفنية بين 2003 و2008، من دون أن يشركه في أي مباراة.

وفي عام 2012، حصل على فرصة جديدة، على يد البلجيكي «إريك غيريتس»، الذي كان يشرف وقتها على تدريب المنتخب المغربي، أبدى اهتمامه بخدماته؛ لكنه ترك أسود الأطلس في العام نفسه.

وفي سن الـ28، أعلن «دا كوستا» أنه مستعد لتمثيل المنتخب المغربي بفخر كبير، ما جعل المدرب الفرنسي «هيرفي رونارد»، يتحمس لاستدعائه لتمثيل أسود الأطلس.

دافع «دا كوستا» خلال مسيرته عن ألوان 10 أندية في 8 دول مختلفة، هي نانسي الفرنسي، أيندهوفن الهولندي، فيورنتينا وسمبدوريا الإيطاليين، وستهام الإنجليزي، لوكوموتيف موسكو الروسي، ناسيونال ماديرا البرتغالي، سيفاسبور التركي، أولمبياكوس اليوناني، وأخيرا إسطنبول باشاك شهير التركي.

وخلال مسيرته حصد «دا كوستا» مع أيندهوفن على الدوري هولندي (مرتين) 2006-2007، 2007-2008، ومع أولمبياكوس توج بالدوري اليوناني (مرتين) 2015-2016، 2016-2017.