كشفت صحيفة روسية عن محاولة الكونغرس تشريع قانون يتيح محاكمة الدول المنتجة للنفط أمام محاكم أمريكية، ومصادرة أصولها وأموالها.

وقالت صحيفة «أوراسيا ديلي»، إذا كان «دونالد ترامب ينتقد أوبك، بصوت عالٍ ولكن دون تأثير، فإن الكونغرس الأمريكي يطور بهدوء عملا لابتزاز بل توجيه ضربة حقيقية للبلدان المنتجة للنفط، فيمكنهم في الولايات المتحدة اعتماد قانون تشريعي من شأنه أن يعاقب منظمة أوبك وروسيا بشدة على ارتفاع أسعار النفط».

وأوضحت الصحيفة أن «الأمر يتعلق بإدخال تغييرات على قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار، الذي اعتمد في العام 1890، فهو يفترض مسبقا الكفاح ضد أي تواطؤ اقتصادي واحتكار، وفي القانون الجديد، يقترح المشرعون الأمريكيون أن يدرجوا دولا بالكامل في القائمة المشمولة بتأثيره».

وينص مشروع الوثيقة المنشورة على الموقع الإلكتروني لمجلس النواب على أن الدول تفقد في هذه الحالة الحصانة السيادية من المقاضاة أمام المحاكم الأمريكية.

وأضافت الصحيفة في مقالها: «نظريا، يمكن أن تقع تحت تأثير القانون، في حال تم تبنيه، جميع الدول المنتجة للنفط التي وقعت على اتفاقية أوبك+، بما في ذلك روسيا».

ويقول «إيغور يوشكوف»، المحلل البارز في الصندوق الوطني لأمن الطاقة: «هذه البلدان، تنتج 50% من نفط العالم، بينما الولايات المتحدة التي تنتج 20% تحاول إملاء شروطها».

وأشار إلى أن «اعتماد هذا القانون، يؤدي إلى أن أصول المشاركين في اتفاق أوبك+ في الولايات المتحدة قد تتعرض للاعتقال بقرار من محكمة أمريكية، وكذلك المدفوعات بالدولار مقابل النفط».

ويرجح الخبراء أن يستخدم القانون للابتزاز والضغط، لا أكثر.

وفي نفس السياق، كتب المحلل «روبرت بوسليغو» في «سيكينغ ألفا»: «إذا تم تبني الوثيقة، أتوقع أن يصادق عليها الرئيس ترامب لامتلاك أداة سياسية».

وتابع «السعوديون، على الأرجح سيحترمون القوانين الأمريكية، للحفاظ على إمكانية الوصول إلى السوق الأمريكية، من الواضح أن ترامب سيجري مفاوضات ولن يُفعّل القانون، فهو يفضل استخدام التهديدات ذات التأثير المالي لتحقيق أهدافه».

وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، اتهم «ترامب» منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) برفع أسعار النفط «على نحو مصطنع» بعد أكثر من عام على اتفاق بين «أوبك» والمنتجين المستقلين تقليص مخزونات الخام العالمية.

وأثارت انتقادات «ترامب» ردود فعل من الدول المنتجة للنفط مع تراجع أسعار الخام عقب تعليقاته.

وكتب «ترامب» في تغريدة على «تويتر» يقول: «يبدو أن أوبك تعيد الكرّة من جديد، في ظل الكميات القياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة عن آخرها في البحر، أسعار النفط مرتفعة جدا على نحو مصطنع وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا».

ومن غير الواضح ما الذي دفع «ترامب» إلى إطلاق هذه التغريدة، وهي أول ذكر لـ«أوبك» على لسان الرئيس الأمريكي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي منذ تولى منصبه قبل أكثر من عام.

وقال مصدر في (أوبك) إن المنظمة اتفقت مع منتجين مستقلين في العاصمة النمساوية فيينا، الجمعة، على زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا اعتبارا من يوليو/تموز.