مظاهرات إيران تتسع بعد انهيار العملة.. وإضراب بـ«بازار طهران»

الثلاثاء 26 يونيو 2018 11:06 ص

لا تزال وتيرة المظاهرات الشعبية في العاصمة الإيرانية طهران تتسع لليوم الثاني على التوالي، بعد أن اندلعت، الإثنين، بسبب الانهيار الكبير لسعر العملة الإيرانية (التومان)؛ حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد نحو 9 آلاف تومان.

وحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أعلن، الثلاثاء، عدد من التجار والباعة في بازار طهران القديم، وهو العصب التجاري للعاصمة، إغلاق أبواب المحلات؛ احتجاجا على تذبذب الأسعار، قبل أن تتشكل موجات احتجاجية عفوية شقت طريقها من مختلف مناطق وسط طهران إلى محيط البرلمان الإيراني للتنديد بالوضع الاقتصادي.

وتسبب ذلك في وقوع مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان بهارستان.

وأظهرت المقاطع المتوفرة أن نواة الاحتجاجات بدأت بالإضرابات بين أسوار بازار طهران القديم منذ أول ساعات الصباح، قبل أن يشكل التجار والباعة إضافة إلى مواطنين غاضبين موجات بشرية شقت طريقها من الأسواق المركزية في وسط العاصمة الإيرانية باتجاه مقر البرلمان الإيراني في ميدان بهارستان.

وشمل الإضراب كل من أسواق المجوهرات، وسوق الصاغة، وسوق «باجنار»، وسوق منتجي الأحذية في «جهار سوق الكبير»، وسوق «الكيلو»، و«سبزه ميدان»، و«سراي ملي»، و«سراي بوعلي»، و«15 خرداد».

ونشرت صفحات إيرانية ناشطة على «تويتر»، مشاهد لمتظاهرين في طهران، يطالبون حكومتهم بالخروج من سوريا، وردد المتظاهرون شعارات «اتركوا سوريا وفكروا في حالنا» و«لا نريد دولار بعشرة آلاف تومان».

وامتنعت مكاتب الصرافة في العاصمة طهران عن بيع أو شراء العملات الصعبة، لاسيما الدولار خوفا من تقلبات العملة الشديدة.

بينما دفعت رواية وسائل الإعلام الحكومية باتجاه تمييز المتظاهرين بين تجار يرفعون مطالب اقتصادية محقة و«مجهولين حاولوا تحريف مسار المظاهرات».

وأظهرت مقاطع الناشطين موجات بشرية تردد هتافات بصوت واحد تطالب قوات الأمن بتوفير الأمان للمتظاهرين والسماح بإقامة الاحتجاجات وذلك على الرغم من تأكيد الجانبين على سلمية الاحتجاجات.

وحسب التقارير، شهدت مدن أخرى بالقرب من طهران، مثل شهريار وكرج، إضرابات مشابهة.

كما تداول ناشطون أنباءً بشأن حراك متزامن في أسواق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، وجزيرة قشم وبندر عباس وعبادان والأحواز في جنوب البلاد.

واستخدمت الشرطة الإيرانية القنابل المسيلة للدموع والهراوات ضد جموع المحتجين، واعتقلت العشرات منهم.

وألقى رئيس غرفة نقابات إيران باللوم على «أيدي خفية» سعت إلى تعطيل بازار طهران القديم لإحداث شلل اقصادي بالعاصمة.

ويرى مراقبون أن المشهد في العاصمة الإيرانية، منذ الإثنين، بات قريبا من مظاهرات ديسمبر/كانون الأول الماضي، التي شهدت خروج أمواج بشرية في معظم مدن البلاد، ضد السياسات الاقتصادية والسياسية التي وصفوها بـ«الفاشلة».

من ناحيته، دعا الرئيس الايراني «حسن روحاني» شعبه، إلى تقليل أجواء التوتر الداخلي المتصاعد حيال الوضع الاقتصادي في البلاد، لافتا إلى أن الحفاظ على ثقة وأمل الشعب هو مخرج الانتصار على المشكلات.

جاء ذلك في تصريحات له بخطاب تلفزيوني في المؤتمر السنوي الذي تنظمه السلطة القضائية.

وقال إن «وسائل الإعلام والأساتذة الجامعيين والخطباء والحوزات، كل أولئك الذين يتحدثون في العلن، والبرلمان، والنظام القضائي، جميعهم يجب أن يضمّوا جهودهم إلى جهودنا».

وأضاف: «أؤكد لكم أنه إذا تمكنا من المحافظة على هاتين الميزتين وهما أمل وثقة (الشعب)، فيمكننا الانتصار على كل المشاكل».

وتابع الرئيس الايراني: «لماذا يجب أن يقلق الناس؟ اليوم، هذا القلق تخلقه وسائل إعلام الأعداء. يقومون بعملهم (…) لكننا ننتظر المزيد من (الدعم) من أصدقائنا».

ويتعرض «روحاني» المحافظ المعتدل -الذي انتخب رئيسا عام 2013، وأعيد انتخابه عام 2017 بدعم الاصلاحيين- لهجوم عنيف منذ أسابيع عديدة من جانب المعسكر المحافظ المتشدد.

إذ يتهمه هذا المعسكر بإهمال الطبقات الأكثر ضعفا من الشعب ضحية ارتفاع الأسعار بسبب تراجع قيمة العملة، وبعدم الوفاء بوعودها في شأن المحافظة على مستوى التضخم، وبالتركيز على إصلاحات ليست ضمن الأولويات.

  كلمات مفتاحية

قائد بـ«الحرس الثوري» يدعو الإيرانيين لمساعدة الحكومة لتحسين الاقتصاد

انطلاق مؤتمر المعارضة الإيرانية بباريس تحت شعار «إسقاط النظام»

حليفان لـ«ترامب»: الفرصة متاحة الآن لإسقاط النظام الإيراني

في هبوط جديد.. الريال الإيراني يسجل 170 ألفا للدولار