خفضت روسيا توقعاتها للنمو الاقتصادي في 2018، مبررة ذلك بتأثير عوامل عدة على اقتصاد البلاد؛ منها الوضع الجيوسياسي، والقرارات الحكومية المتعلقة بزيادة ضريبة القيمة المضافة.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، عن مصدر من الفريق الاقتصادي في الحكومة الروسية (لم تذكر اسمه)، قوله إن وزارة التنمية الاقتصادية خفضت توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي عام 2018 حتى 1.9%، بدلا من توقعات سابقة لنموه بنحو 2.1%.

ووفق التوقعات الجديدة أيضا، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي لن يزيد العام المقبل عن 1.4%، بينما أشارت توقعات سابقة إلى نموه بنسبة 2.2 %.

وفي حديثه عن الأسباب التي دفعت إلى تخفيض التوقعات، أشار المصدر إلى العامل الجيوسياسي الذي ما زال يشكل مصدر مخاطر على الاقتصاد الروسي.

وقال بهذا الصدد: «العامل الأول هو النمو المستمر لمعدلات الاحتياطي الفيدرالي (الأمريكي)، ما يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة».

وتابع: «من الواضح أن الحروب التجارية التي تنشب حالياً، تحمل معها كثيرا من المخاطر على دينامية الاقتصاد العالمي، ومن الصعب هنا أن نتوقع السيناريو الذي ستجري عليه تلك الحروب، ولهذا نرى أنها من أكثر المخاطر جدية على الاقتصاد».

وتطرق المصدر إلى العوامل «المحلية» التي دفعت لتخفيض التوقعات، وأشار بصورة خاصة إلى قرار الحكومة الروسية الخاص بتعديلات على المنظومة الضريبة، وزيادة ضريبة القيمة المضافة من 18%حالياً،  إلى 20% بدءا من مطلع يناير/كانون الثاني 2019.

وقال المصدر: «لن يكون عام 2019 سهلاً من ناحية القدرة على التكيف مع تغيرات ظروف الاقتصاد الكلي، والقرارات المتخذة، مثل زيادة ضريبة القيمة المضافة. كما نتوقع تباطؤا في النمو الاقتصادي خلال العام المقبل حتى 14%».

وفي ظل تراجع النشاط الاقتصادي وتسارع التضخم، توقع المصدر كذلك «تباطؤ نمو الأجور الشهرية للمواطنين حتى واحد في المائة العام المقبل، بعد أن سجلت نمواً بـ6.3% خلال العام الحالي».

ووفقا للتوقعات، فإن سعر الروبل، سيبقى عند مستوى 62 روبل أمام الدولار حتى نهاية العام الجاري، وسيضعف بعض الشيء منتصف العام المقبل، ويكون عند 63-64 روبل لكل دولار.

كانت الوزارة قالت في توقعات في شهر أبريل/نيسان الماضي، إن سعر الروبل وسطيا خلال عام 2018 سيكون عند مستوى 58.6 أمام الدولار.

وتتزامن هذه التوقعات مع صدور أكثر من تقرير عن وكالات تصنيف ومؤسسات مالية دولية، خفضت كلها توقعاتها السابقة للاقتصاد الروسي.

وفي تقرير حول «توقعات للاقتصاد العالمي» صدر في 13 يونيو/حزيران الجاري، خفضت وكالة «فيتش» توقعاتها لنمو الاقتصاد الروسي من 2%، ضمن تقريرها الصادر في مارس/آذار الماضي، حتى 1.8% في تقريرها الحالي.

كما خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي من 2%، حتى 1.9%، وقالت إن نموه سيكون مقيداً نتيجة سياسة الميزانية الحذرة، ونمو مشتريات وزارة المالية الروسية للعملات الصعبة من السوق المحلية.