أثارت سعودية تدعى «روان الشهري»، جدلا واسعا وغضبا عاما داخل المملكة، إثر نشر مقطع صوتي لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تغني «شيلة» تمتدح فيها ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» ورؤية «2030» التي أطلقها.
وأثارت «الشيلة»، وهي فن من الموروث الشعبي في السعودية وبعض دول الخليج العربي، الذي نشرته «روان»، غضبا واسعا، بين رواد «تويتر»، الذين دشنوا وسما بعنوان: «أول منشدة سعودية»، استنكروا فيه ما فعلته.
و«روان الشهري»، ذاع صيتها من خلال يومياتها التي تنشرها عبر «سناب شات»، وأحاديثها مع جدتها، وتعريف الناس بعادات أهالي جنوب السعودية، وأكلاتهم، ولباسهم.
وجاء في مطلع الشيلة، وهي من كلمات «محمد الشهري»: «يا سليل المجد، لك حسن القصايد»، في إشارة إلى «بن سلمان».
وقالت «روان» في الشيلة: «التطور في بلدنا منك زايد.. اسمك الأول ما ترضى بالردايد».
وشدد الناشطون على أن ما تشهده السعودية لم يجعلها كما كانت سابقا، وأنه لم يبق أمام النساء، إلا الصلاة بجانبهم في المسجد.
في وقت تبرأ منتسبون لـ«بني شهر» من «روان»، لافتين إلى أن ما قامت به هو «غناء موسيقي»، ولا مبرر له، بتسميته «شيلة»، أو الترويج على أنه مدحا لولاة الأمر.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها انتقاد مثل هذه الأمور في المملكة؛ حيث يرى ناشطون كثر أن هذه المشاهد، تتعارض مع مكانة المملكة، ودورها كواجهة للإسلام، وبلد يضم الحرمين الشريفين.
كما تساءلوا عن الفراغ الذي أحدثه غياب «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» رغم كل ما كان منها من تجاوزات.
و«الشيلة»، وهو التغني بالشعر، له عشاق كثر في المملكة، لاسيما في مناطقها الجنوبية، وترافق الشيلات كثيرًا من المناسبات والأحداث الاجتماعية، لكنها ارتبطت بشكل وثيق بالرجال أداءً وحضورًا.
تجدر الإشارة إلى أن السعودية في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وابنه ولي العهد «محمد بن سلمان»، اتخذت خطوات تخلت بموجبها عن بعض الثوابت الاجتماعية السعودية المحافظة، حيث صدرت سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الاجتماعية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود؛ أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، ورعاية هيئة الترفيه للحفلات والمهرجانات الغنائية.
يشار إلى أن كل هذه المشاهد، تترجم ما ذكره سفير الإمارات بالولايات المتحدة «يوسف العتيبة»، خلال حواره مع قناة (PBS) الأمريكية، في يوليو/تموز 2017، حين قال: «ما نريد أن نراه هو حكومات علمانية مستقرة مزدهرة وقوية»، في إشارة إلى دول الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين.