فنانة تشكيلية توثق حال المرأة السعودية عبر أعمالها الفنية

الاثنين 2 يوليو 2018 11:07 ص

استغلت الفنانة التشكيلية السعودية «منال الضويان»، حقوق المرأة في المملكة وما تمثلة من مساحة خصبة، كمادة خام لأعمالها الفنية المختلفة، وذلك على الرغم من عدم اهتمامها بتناول السياسة في أعمالها، مكتفية بتسليط الضوء على بنات بلدها، ومكانتهن في المجتمع.

وتسعى «الضويان» البالغة من عمرها 45 عاما، من أجل حصول النساء على أمور بسيطة، مثل حقهن في مناداتهن بأسمائهن، وهي المبادرة التي أطلقتها عام 2012 ولاقت ردود فعل واسعة، وتدعو من خلالها النساء لكتابة أسمائهن على كرات خشبية، حولتها بعد ذلك لمسبحة ضخمة.

وتقول الفنانة السعودية إن «المجتمع السعودي محافظ إلى حد أنه في بعض الأحيان يكون هناك حرج من ذكر النساء لأسمائهن علنا»، مشيرة إلى أنه جرت العادة على مناداة الأم باسم أكبر أبنائها من الذكور.

وقد تجاوزت مبادرة «اسمي» حدود الفن التشكيلي، لتكون جزءا أساسيا من ندوات واجتماعات مائدة مستديرة شاركت بها العديد من النساء؛ سعيا للكشف عن أسمائهن، لتكتسب الحركة صدى عالميا أيضا.

يذكر أنه قبل عام من مبادرة «اسمي»، كانت منال قد أطلقت دعوة للمرأة السعودية لكي ترسل لها مختلف أنواع التصاريح التي يتعين عليهن أن يطلبنها، سواء للعمل أو السفر أو الحق في التنقل أو عمل أي شيء.

ولاقت الدعوة تفاعلا من 200 امرأة، لتقوم التشكيلية السعودية بدمج هذه الطلبات في عمل فني على شكل مجموعة من الحمام الذي لا يستطيع التحليق في الجو، يحمل عنوان «في الهوا سوا»، وتم عرض العمل في إسبانيا باستضافة من مؤسسة «سانتاندر».

وفي «شجرة الحراس» لعام 2014، تستعيد «منال» شجر العائلات، في محاولة لإنقاذ هويات نسائية لم يتم توثيقها في البلاد، متسائلة: «متى تختفي النساء من الذاكرة؟».

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، فإن إحدى السمات المميزة لنشاطها النسوي يكمن في «عملها بعيدا عن الأحكام المسبقة للغرب، حيث تؤكد أنها تشوه الكثير من النضالات الاجتماعية، ومن داخل نظام لم يمارس عليها مطلقا أي رقابة»، مبرزة في هذا السياق دور دعم والدها الحيوي في الاستمرار بممارسة نشاطها.

تصنيف النقاد لعملها

يصنف النقاد «منال الضويان» على أنها فنانة متعددة المناهج والطرائق بامتياز»، حيث قدمت أعمالا فنية مرئية ومسموعة وأعمالا نحتية وتصويرا فوتوغرافيا بالأبيض والأسود، بالإضافة إلى أعمال تركيبية وغيرها من المشارع الفنية التي طافت بها جميع أنحاء العالم، وبصفة خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وإسبانيا، فضلا عن جميع دول الخليج.

وبدأت الفنانة السعودية مشوارها الفني عندما دعتها تاجرة أعمال فنية إسبانية لتجربة معايشة فنية في لندن، وقد تمكنت من تحقيق ذلك بفضل ضربة حظ وتوافر الكثير من الظروف الإيجابية، من بينها أنها كانت تمارس الفنون قبل وقت طويل من حالة الفوران التي شهدتها بعد ذلك منطقة الخليج.

وفي عملية التوثيق حول المرأة، تأمل «منال» أن تصبح تصاريح السفر أو القيادة جزءا من التاريخ؛ مضيفة: «ستكبر بنات شقيقاتي وسوف أخبرهن: هل تتذكرن أننا كنا نعيش في بلد لا تستطيع النساء فيه قيادة السيارات؟».

يذكر أنه اعتبارا من 24 من يونيو/حزيران الجاري، أصبح مسموحا للنساء قيادة السيارات بأنفسهن في شوارع المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار سلسلة من إجراءات التغيير والانفتاح الاجتماعي التي طبقها ولي العهد محمد بن سلمان، وشملت افتتاح دور السينما وإقامة حفلات موسيقية، ورفع الالتزام الإجباري المفروض على النساء بارتداء غطاء الوجه، أو النقاب.

وحول الشكوك حيال إذا كان هذا سيسهم حقيقة في تحسين وضع المرأة في مجتمع محافظ، تعرب «الضويان» عن تفاؤلها؛ مضيفة «مجرد وجود رغبة في التغيير تعد إشارة جيدة».

  كلمات مفتاحية

السعودية المرأة السعودية قيادة المرأة تمكين المرأة فن الفن التشكيلي أعمال فنية

تشكيلية سعودية مبتعثة تروي القصة وراء تصاميمها للمجوهرات