تشكيلية سعودية مبتعثة تروي القصة وراء تصاميمها للمجوهرات

الأحد 23 ديسمبر 2018 09:12 ص

تمكنت المواطنة السعودية "ابتسام البلوي" من أن تكون أول متخصصة بتصميم المجوهرات لتعكس عادات وتقاليد المجتمع السعودي بتصاميم مجوهراتها.

وأقامت "البلوي" أول معرض خاص بها بمدينة جورجيا باسم المشاعر "Interior Emotions"، واستطاعت النجاح؛ بسبب تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية في جميع أعمالها.

وتحدثت المصممة السعودية مع صحيفة "سبق" للحديث عن تخصصها، وكيف ربطت تصاميمها بعادات وتقاليد المجتمع السعودي.

وتروي أنها اعتذرت من والدها قبل وفاته عن تناول الإفطار معه، لانشغالها بدراستها، وهو ما تسبب في إصابتها بالندم والأسف باقي حياتها، ومرورها بحالة نفسية ما ألهمها بإطلاق معرضها الذي حمل عنوان المشاعر.

وتابعت: "هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الاجتماعية والعائلية الأخرى وطقوسها ومراسمها التي لا تنسى مما تمليه علينا عاداتنا وتقاليدنا كانت قد تمكّنت مني، فأغرقتني بأفكار جمة كان لها الفضل مما اعتمدت عليه في استكمال أبحاثي ودراستي".

وحول ارتباط تصاميمها وكيف نقلت عادات المجتمع والعائلة إلى تصاميمها، تقول: "لقد خطرت لي مثل هذه الأفكار وحكاياتها فيما كان يلهمني حول تنفيذ مشروع أبحاثي، وقد خرجت منها بأن القوة المتمثلة في دمج الأشياء الصغيرة وتجميعها يمكن تحويلها إلى قطعة واحدة".

وتابعت: "الزيتون مثلا يعد بالنسبة لي أهم منتج زراعي يعتد به في الثقافة العربية وموجود في القرآن الكريم، وهو يحمل الكثير من المعاني المتصلة بموضوع دراستي، لذلك استخدمت الزيتون كشكل يمثل تلك الفاكهة الصغيرة التي تحمل الكثير من الفوائد، وفي نفس الوقت يذكّرني بالوطن والبيت والأمان".

وتتابع: من هنا تبلورت فكرتي في ضم عناصر كثيرة يتم وضعها في حاوية أو إناء لتشكل معا شيئاً واحداً أو تصميماً يعبّر عن الشعور القوي بالعاطفة والحب المتبادل والدفء في الوسط العائلي. ومن ثم تصبح قطعتي التي اكتملت قصة تمتلك في ذاتها عناصر الجمال والإحساس بالوقت الذي قضيته مع عائلتي.

وعن بدايتها تقول: "بدأ تخصصي في المرحلة الجامعية بالرسم، لكنني كنت قد أحببت تصميم المجوهرات كفن فارتبطت به ارتباطا وثيقا، ومن خلاله أقمت بسببه هذا المعرض الذي يرمز إلى العلاقات الجميلة التي تظهر بين الناس وهم يقضون أوقاتا ممتعة مع بعضهم".

وتضيف: "لا يقتصر تصميم المجوهرات على السمة الجمالية بلغة الإبداع الفني فقط، بل إنها أيضا وسيلة لتقاسم المشاعر والعاطفة التي تخرج من القلب، ومن ثم فإن القصص المحيطة بهذا الإبداع، تمثل تعبيرا حقيقيا ساحرا لكل حكاية أو قصة انصهرت في عاداتنا وتقاليدنا".

وعن الصعوبات تقول: "لم يكن ذلك بالأمر الهين على مبتعثة في درجة الماجستير مثلي لا يشاركها أحد في التخصص الذي اختارته رغم صعوبته، فضلا عما تواجهه من معاناة وصعوبات مادية جمة كادت أن تقف عقبة في سبيل استمرارها في الدراسة".

وتستطرد: "لقد عايشت ذلك في غربة عن الناس والوطن، وأنا أتابع رحلة دراستي، ملتزمة بتديني وحجابي، هذا العزم الذي كاد أن يتحطم على صخرة إرادتي؛ بسبب البعد عن الأهل وجذوة الاشتياق للوطن، ويأسي من القدرة على الاستمرار في الدراسة"، مؤكدة أن رحلتها لتحقيق رؤيتها لم تكن سهلة.

‏وتختم حديثها بالقول: "أسعى لفتح معرض خاص بي هنا في السعودية، وتشجيع الفتيات اللاتي لديهن موهبة في الرسم؛ لكوني فنانة تشكيلية، ونقل تلك الطاقة الفنية إلى تصاميم في المجوهرات للتعبير عن إحساسهن".

  كلمات مفتاحية

السعودية فنانة تشكيلية سعوديات تصميم المجوهرات فن

تشكيلية سعودية تجمع بين زيت لوحاتها الفنية وزيت أرامكو

فنانة تشكيلية توثق حال المرأة السعودية عبر أعمالها الفنية

فنانة تشكيلية سعودية تتحول إلى مقاتلة في «الدولة الإسلامية»

السعودية: افتتاح أول معرض من نوعه يتعلق بالجواهر العربية