لم تسمح فنانة سعودية شابة، لعملها في شركة "أرامكو"، من أن يمنعها من ممارسة هوايتها وتطوير موهبتها في الرسم؛ هي تصمم على السهر واقتطاع الوقت الكافي من يومها المزدحم، من أجل الانتقال من "زيت النفط" إلى "زيت الألوان" للتعبير عن نفسها.

وبدأت هواية الرسم مع "مرام المطيري"، منذ الصغر، حيث شاركت في المعارض المدرسية، كما تمتلك مرسما واستوديو في منزلها، ولتفاعل أسرتها مع أجوائها التشكيلية، اندفعت الشابة الفنانة إلى المزيد من التطوير والابتكار.

وعلى مدى تجربتها الفنية، رسمت الفنانة التشكيلية السعودية "مرام المطيري" أكثر من 200 لوحة، تحاكي الإرث الحضاري والثقافي والتاريخي لبلادها، ما ساعدها في تصدير فنها إلى أكبر المعارض الدولية.

وتعتزم التشكيلية الشابة، إقامة معرضها الخاص داخليا، ومن ثم الانتقال به خارجيا فيما وراء المملكة، لتنافس كبار رواد الفن من مختلف المدارس الفنية، بعد أن أثبتت حضورها من قبل معرض "رواد الفن التشكيلي السعودي"، الذي أقامته.

وفي الرياض، شاركت ضمن مجموعة "قلم رصاص"، في رسم لوحة تحكي عن ارتباط رجال الصحراء في جزيرة العرب بالخيل والجمال والاستعانة بها في حلّهم وترحالهم وحروبهم.

وعن هذه المشاركة، تقول "المطيري"، لـ"الشرق الأوسط"، إن "السعودية مهد الحضارات، وجمال الخيول والجِمال والصحراء والبداوة، التي تبث قيم المروءة والشجاعة والكرم والأصالة، فأحببت استدعاء كل هذا المخزون الطبيعي لواقع المملكة وتاريخها، التي ترمز لها".

ومن بين مشاركاتها في معارض خارجية، معرض "إشراقات" في دبي، لعرض المنتج التشكيلي السعودي من الجنسين.

كما شاركت في معرض بأبوظبي، حيث كانت فكرته استقطاب التشكيليات السعوديات على وجه التحديد، وسيكون في دبي، وربما ستستضيفه لندن قريبا، ونالت شهادات.

وقد بدأت الجهات المعنية في الفترة الأخيرة بجبر التقصير الذي كان يلحق بهذا النوع من الفن لفترة طويلة مضت، غير أنها ترى أن هناك حراكا للنهوض بالحركة التشكيلية في السعودية، انسجاما مع الانفتاح نحو الفن بمختلف ضروبه.

كما تنادي التشكيلية الشابة بإعطاء المجال لاستقطاب التشكيليين الشباب في المعارض الكبيرة، وتنتظر ميلاد مجتمع السيدات في التشكيل، منوهة بأن هناك مجموعات تشكيليات تُعرض أعمالهن من فترة إلى أخرى، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم.