الأردن: علاقتنا بقطر متينة ونثمن دعمها

الاثنين 2 يوليو 2018 08:07 ص

قالت وزيرة الإعلام، الناطقة باسم الحكومة الأردنية، «جمانة غنيمات»، إن الأنباء التي تداولتها وسائل إعلامية باشتراط الأردن عودة العلاقة مع قطر بتحسن علاقات الدوحة بكلٍّ من الرياض وأبوظبي أو أية دولة أخرى، لا أساس لها من الصحة.

وأكدت: «علاقتنا بقطر متينة، وتسير على ما يرام، ونحن في الأردن نثمن عالياً الدعم القطري لبلادنا من خلال الاستثمارات واستهداف مشروعات البنية التحتية بقيمة 500 مليون دولار، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في الدوحة».

ورأت «جمانة غنيمات» أن هذه المساعدات تأتي في «سياق العلاقة الأخوية المستمرة بين البلدين الشقيقين»، وفقا لـ«الخليج أون لاين».

وفي يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر واتهمتها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهي اتهامات تنفيها الدوحة، فيما تقوم الكويت بجهود وساطة للتقريب بين الجانبين.

وتعطلت الصادرات الأردنية إلى قطر، التي كانت تتم عبر أراضي السعودية، إذ أغلقت الأخيرة المعبر البري الوحيد مع قطر عقب المقاطعة.

وفي 26 مارس/آذار الماضي، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني القطرية (حكومية)، توقيع مذكرة تفاهم مع نظيرتها الأردنية، لزيادة حقوق النقل بين البلدين.

والعلاقة بين الأردن والسعودية تمر بحالة تتراوح بين الفتور والتوتر المكتوم، لا سيما بعد تباين وجهات نظر الرياض وعمان حيال تطورات القضية الفلسطينية وصفقة القرن وقضية القدس، علاوة على سعي دوائر سعودية إلى التأثير على العلاقات الاستراتيجية الأردنية الأمريكية.

الأردن وصفقة القرن

وحول موقف الأردن من خطة السلام الأمريكية، أو ما باتت تسمى بـ«صفقة القرن»، قالت الناطقة باسم الحكومة الأردنية: «الموقف الأردني من النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وعملية السلام، والحل النهائي، ثابت ولم يتغير».

وأضافت: «فيما يتعلق بصفقة القرن لم يطلعنا أحد بشكلٍ صريح على مضمونها، ولم يتم هذا الأمر حتى في زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، غاريد كوشنر، الأخيرة إلى المملكة».

وقالت «جمانة»: «نتحدث بكل صراحة ووضوح، إذا كانت صفقة القرن تستهدف وجود دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، فنحن معها، أما ما سوى ذلك فنحن لا نقبل بها، وهذا الأمر أكده الملك عبدالله الثاني في زيارته الأخيرة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».

وتابعت: «أؤكد على الثوابت الأردنية، خاصة ما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة»، فيما لم تنفِ الوزيرة الأردنية تعرض بلادها لضغوط دولية بغية تغيير الأردن موقفه من »صفقة القرن».

و«صفقة القرن» هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و(إسرائيل)، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.

اللاجئون السوريون

وحول الرؤية الأردنية فيما يتعلق بالأزمة السورية الأخيرة، ووجود الآلاف من اللاجئين على الحدود الأردنية - السورية، قالت وزيرة الإعلام الأردنية: «نحن نسعى مع الروس والمعارضة السورية للتوصل إلى توافقٍ ومصالحة دائمة»، مؤكدة أن «إقامة منطقة آمنة في سوريا هو مطلب أردني بالدرجة الأولى؛ لحماية النازحين السوريين داخل أوطانهم».

وأكدت «دخول 40 شاحنة أردنية محملة بالأدوية والأغذية والألبسة والمستلزمات الضرورية إلى داخل الأراضي السورية للتخفيف من معاناة السوريين الذين هم بالقرب من الحدود».

وأشارت إلى أن الموقف الأردني بـ«عدم السماح بدخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية كان انطلاقاً من حرص المملكة على عدم الدخول في مشاكل أمنية متوقعة».

وأوضحت: «لن نسمح بدخول اللاجئين السوريين إلى الأردن، لأننا جميعاً نتذكر حادثة الركبان (مخيم للاجئين على الحدود تعرض لانفجار العام الماضي) التي أدت إلى استشهاد جنودٍ أردنيين في وقتٍ سابق، ومن ثم ولسبب رئيسي هو التهديدات الأمنية لن يتم السماح بدخول اللاجئين السوريين».

وتابعت: «لن نمنع تقديم المساعدات العاجلة لهم، وإدخال من يحتاجون إلى مساعداتٍ طبية عاجلة على أن يعودوا إلى ديارهم بعد ذلك، بالإضافة إلى أن الأردن لم يعد لديه المقدرة الاستيعابية الكافية لاستقبال موجة لجوءٍ جديدة».

وقبل أسبوعين، بدأت قوات النظام السوري بدعم من الميليشيات التابعة لإيران وإسناد جوي روسي، عملية عسكرية للسيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة جنوبي سوريا، وتمكنت من التقدم في عدد من البلدات شرقي درعا أبرزها «بصر الحرير».

وأسفرت العملية عن مقتل 97 مدنيا على الأقل، ونزوح أكثر من 150 ألف مدني نحو الحدود السورية الأردنية في درعا، والشريط الحدودي مع الجولان الذي تحتله (إسرائيل).

وأجبرت العملية عشرات الآلاف على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصا في الريف الشرقي، توجه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكد أنه سيُبقي حدوده مغلقة.

يذكر أن الأردن وسوريا يرتبطان بحدود جغرافية طولها 375 كم؛ ما جعل المملكة من أكثر الدول تأثرا بما تشهده جارتها الشمالية؛ حيث تستضيف 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم يحملون صفة «لاجئ».

  كلمات مفتاحية

الأردن صفقة القرن قطر الأزمة الخليجية العلاقات القطرية الأردنية اللاجئون السوريون

نائبة قطرية تتصدى لرئيس البرلمان العربي لتجاهله اسم بلادها

136 ألف أردني يتقدمون للعمل في قطر