حملة لمقاطعة اللحوم في السودان بسبب ارتفاع أسعارها

الثلاثاء 3 يوليو 2018 10:07 ص

انطلقت حملة لمقاطعة شراء اللحوم في السودان، أمس الإثنين، وذلك للارتفاع الكبير في أسعارها، والذي وصل إلى 200%، في وقت يصنف فيه السودان ضمن أكبر ثلاث دول في العالم إنتاجا، ويمتلك ثروة حيوانية تفوق 100 مليون رأس من الماشية.

وخلت أمس مئات محلات بيع اللحوم في العاصمة الخرطوم وأسواقها المركزية من أي مظاهر شراء أو تعامل مع اللحوم بكل أنواعها، بما في ذلك الدجاج الذي قفز سعره إلى الضعفين، ما يؤكد نجاح الحملة التي أطلقها إعلاميون وأطباء وموظفون سودانيون بدءا من أمس ولمدة أسبوع، تحت شعار «ما دايرين لحم».

وقال منظمو الحملة إنها تهدف إلى محاربة جشع التجار الذين رفعوا أسعار اللحوم بشكل كبير، حيث بلغ سعر كيلو لحم الضأن نحو 250 جنيها، رغم  أن تكلفته بحسب متخصصين لا تزيد على 80 جنيها، وكيلو لحم البقر بلغ سعره 150 جنيها، وكان لا يزيد على 70 جنيها قبل تطبيق ميزانية العام الجاري، التي رفعت دعما عن سلع ورفعت سعر الدولار الجمركي للاستيراد وخفضت سعر الجنيه السوداني إلى مستوى 28 جنيها مقابل الدولار.

وكذلك وقعت الزيادات في باقي اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك بنسب تتجاوز 300%.

ودعا مطلقو الحملة الذين نشطوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجميع إلى الامتناع عن شراء اللحوم، وعمموا الدعوة لكل قطاعات المجتمع السوداني، مشيرين إلى أن نجاح حملتهم سيؤدي إلى العودة إلى الأسعار الحقيقية، ليس قبل الميزانية فقط، بل إلى أسعارها قبل رفع الدعم عن السلع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث كان كيلو الضأن لا يتجاوز 80 جنيها.

وطالب منظمو الحملة الذين انضمت لهم أمس الجمعية السودانية لحماية المستهلك، باستخدام بدائل اللحوم من البقوليات التي تقلّ أسعارها عن اللحوم، وطالبوا بضرورة إنجاح الحملة لإجبار التجار على التراجع عن الأسعار المطروحة الآن.

وأكد الأمين العام للجمعية «ياسر ميرغني» في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس تضامنهم مع مطلقي الحملة في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل المراحل حتى بعد نهاية الأسبوع الذي حدد للحملة، مشيرا إلى أن الجمعية ستظل متمسكة بشعارها الدائم «الغالي متروك»، وهو شعار يصلح لكل زمان ومكان.

وفيما ينادي أمين جمعية حماية المستهلك بتنظيم حملات لتوعية المستهلك لرفض الغلاء، والذي انتاب جميع السلع في البلاد، حتى السلع التي تمتلك فيها البلاد ثروات ومقومات، قال منظمو الحملة إن الحملة نجحت في يومها الثاني أمس الإثنين في لفت انتباه الحكومة للتقصي حول الرسوم والجبايات التي تفرضها بعض الولايات، ما ساهم في ارتفاع أسعارها محليا.

ويعول خبراء اقتصاديون على زيارة وزير الثروة الحيوانية السودانية إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، والتي أجرى خلالها مباحثات لتسهيل أعمال المستثمرين الأمريكيين في السودان.

وتعهدت واشنطن بعد المباحثات، والتي تعتبر الأولى منذ رفع العقوبات الأمريكية على السودان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتذليل كل العقبات التي تواجه المستثمر الأمريكي والسوداني في مجالات الثروة الحيوانية، خاصة مشكلة التحويلات البنكية.

ويتوقع وصول وفد من وزارة الزراعة الأمريكية قريبا للخرطوم لضم السودان في برامج تنمية القدرات والتدريب في مجال الثروة الحيوانية الأمريكي.

كما سيتم توقيع اتفاق إطاري في الفترة القادمة مع عدد من الشركات الأمريكية للاستفادة من التقنيات الأمريكية في تطوير الثروة الحيوانية في البلاد.

ويواجه اقتصاد السودان صعوبات منذ انفصال الجنوب إلى دولة مستقلة في العام 2011 آخذا معه ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط الخام.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

ثرو حيوانية ارتفاع الأسعار أزمة اقتصادية السودان حملة مقاطعة