نشر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، «يوسف القرضاوي»، عبر موقعه الرسمي، رسالة إلى ابنته «علا» المعتقلة منذ عام لدى السلطات المصرية، أعرب خلالها عن حزنه عليها وشوقه لها، شاكيا الظلم الذي تكابده في سجنها الانفرادي.

وقال «القرضاوي»، في رسالته: «عام كامل من الحبس الانفرادي في واحد من أسوأ سجون العالم تعرضت خلاله ابنتي علا القرضاوي لمعاملة بالغة السوء، وحرمت فيه من أبسط حقوقها بلا توقف عن إهانتها وإيذائها».

وأضاف: «عام مضى ونحن ننتظر ضميرا ساكنا أن يتحرك، نائما أن يصحو، حبيسا أن يتحرر، ميتا أن يحيا».

وتابع: «عام مضى وهي بعيدة عن بيتها وعن أبنائها وعن أحفادها وعن أبيها وعن إخوانها وأخواتها، في زنزانة انفرادية ضيقة، لا تتوافر لها أدنى الحقوق، ويضيق عليها عمدا في كل أمورها، لماذا؟ لأنها ابنة القرضاوي، وتحمل الجنسية القطرية، فلا بد من الانتقام من القرضاوي وقطر في شخصها الضعيف».

وتوجه «القرضاوي» لابنته بالحديث قائلا: «إنك يا ابنتي لا تغيب صورتك عن مخيلتي، ولا ذكرك عن بالي، وأسأل الله في دعواتي وصلواتي وخلواتي أن ينجيك من القوم الظالمين، وإن كنت ككل أب تتحرك مشاعره ويعتصره الألم فيحترق قلبه وتفيض عيناه كلما ذكر هول ما تعانيه ابنته ظلما وعدوانا».

وتابع: «هكذا يقاد المرء البريء في مصر إلى غياهب السجون، وهكذا يزج به إلى ظلماتها».

وخاطبها قائلا: «لو كانت المناشدة يا ابنتي تجدي عند هؤلاء لناشدتهم، لكنهم قساة القلوب، غلاظ الأكباد، نزع الله الرحمة من قلوبهم، والمروءة من أخلاقهم، لكني ألجأ إلى الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وكفى به وكيلا».

واختتم رسالته بمناشده لـ«كل إنسان حر في هذا العالم أن يقوم بما يستطيع لإنقاذ علا وعشرات آلاف المسجونين ظلما وعدوانا معك، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

واعتقلت السلطات المصرية «علا القرضاوي» وزوجها «حسام خلف»، مطلع يوليو/تموز 2017، وحبستها في زنزانة انفرادية بسجن القناطر للنساء.

وسبق أن خلصت منظمة «العفو» الدولية إلى أن طريقة التعامل مع «علا» ترقى إلى مستوى التعذيب وفقا للمعايير الدولية.

والثلاثاء الماضي، أفاد محامي «علا» بأن موكلته بدأت إضرابا عن الطعام لحين «وقف تعذيبها وقتلها بالبطيء وتغيير أوضاع الحبس المأساوية».

وطالبت ابنة «القرضاوي» باتباع الإجراءات القانونية الواجبة التي تفضي لإطلاق سراحها فورا، وإنهاء حبسها «الذي لا يستند على أدلة قانونية ولا قضية من الأساس».

وجاء قرارها الإضراب عن الطعام بعد أن قررت محكمة جنايات الجيزة تجديد حبسها الاحتياطي لمدة 45 يوما.