كتاب عن النبي «محمد» بمكتبة الفاتيكان

الخميس 5 يوليو 2018 11:07 ص

أهدى إمام المسجد الزجاجي (الشفاف) بمدينة بنسبيرغ الألمانية «بنيامين إدريس»، الفاتيكان، كتابا أصدره عن الرسول الكريم «محمد» (صلى الله عليه وسلم).

وارتبط إصدار الكتاب بخطاب ألقاه البابا السابق «بينديكت السادس عشر»، قبل سنوات، وتضمن عبارات حول النبي «محمد»، أثارت احتجاجات واسعة بدول إسلامية، مما دفع البابا حينها للاعتذار.

وأوضح «إدريس»، الذي يترأس منتدى الإسلام بمدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية، أن كتابه الذي أهداه لبابا روما السابق، والحالي «فرنسيس»، يعرّف باللغة الألمانية بالرسول الكريم.

ويحمل الكتاب، الذي حقق معدلات انتشار لافتة بين المسلمين وغير المسلمين بسوق النشر الألمانية، عنوان «نبي يتحدث للعالم»، ويعرّف بشخصية الرسول الكريم من خلال أحاديثه وحكمه.

وقال، حسب ما نقلته عنه «الجزيرة نت»، إنه يرد من خلال الأحاديث النبوية على اتهامات غربية وجهت عبر التاريخ لمقامه الشريف، ومن بينها ما ورد على لسان إمبراطور بيزنطي وكرره البابا السابق «بينديكت» عام 2006 في خطاب له، تسبب باحتجاجات واسعة بدول إسلامية ودفعه للاعتذار.

وأوضح «إدريس»، أن كتابه جاء ردا على محاضرة ألقاها البابا السابق «بينديكت السادس عشر»، بجامعة ريغنسبورغ الواقعة بمسقط رأسه بولاية بافاريا عام 2006، وتحدث فيها عن علاقة العقل بالدين، وتعرض لموضوع آيات القتال بالقرآن الكريم، مستشهدا بنص تاريخي لحوار دار بين الإمبراطور البيزنطي «مانويل الثاني» وأحد المفكرين الفرس.

وذكر الكاتب أن مؤلفه، يؤسس لرد حقيقي على سؤال الإمبراطور الذي كرره «بينديكت» بمحاضرته: «قل لي ماذا أتى به محمد إلا الشر؟»، ويفند من خلال أحاديث نبوية مختارة النظرة الغربية التاريخية السلبية تجاه الرسول الكريم.

ويعرض كتاب «نبي يتحدث إلى العالم»، مئة حديث نبوي، تتعلق موضوعاتها بالحياة العامة والقيم الأخلاقية، موجهة للقراء دون تمييز.

وتتناول هذه الأحاديث موضوعات مختارة تشمل التسامح مع الآخر، وحقوق المرأة، والحفاظ على البيئة، وحقوق الحيوان، وإتقان العمل، ونبذ العنف والكراهية والتطرف، والدعوة للتحاب والسلام.

ولفت «إدريس» لابتعاده في كتابه عن التقيد بالترجمة الحرفية، ومراعاة المعاصرة للوصول لعقل القارئ غير المسلم، وتيسير فهمه دون ابتعاد عن صيغة النص الأصلي للأحاديث.

وقال إن كتابه الذي وجد صدى واسعا بين الجمهور الألماني، من عامة القراء ومن شخصيات معروفة، يسد نقصا كبيرا موجودا بسوق النشر الألمانية بترجمة الأحاديث النبوية.

وخلص إلى أنه هدف من كتابه لتعزيز روح المعرفة الصحيحة، والإسهام بالتعريف بالرسول من خلال أحاديثه كشخصية محورية لعبت دورا كبيرا ببناء مجتمع مسالم، مثّل القدوة بنشر الاحترام المتبادل والتسامح بين المسلمين وغير المسلمين.

من جانبهما، وجّه بابا الفاتيكان الحالي «فرانسيس» وسلفه «بينديكت السادس عشر» رسالة شكر لـ«إدريس»، ردا على إهدائه لهما الكتاب.

وثمّن البابا السابق والحالي، في رسالتين إلى «إدريس» ما تضمنه كتابه الذي دخل مكتبة الفاتيكان من تصحيح لتصورات سلبية سائدة عن الإسلام ورسوله، وسعي لمد جسور من الاحترام المتبادل بين الإسلام والمسيحية.

يشار إلى أنه في فبراير/شباط 2017، امتدحت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل»، في رسالة لـ«إدريس»، مبادرة أطلقها لتعزيز روح التسامح والتعايش السلمي والحوار الديني بالمجتمع الألماني، ومشاركته في توجيه رسالة لها، توضح موقف الإسلام من التطرف والإرهاب.

والإمام «بنيامين إدريس»، ألباني من مقدونيا، وحاصل على درجة الدكتوراه في موضوع «العلاقة الأفقية بين العقل والنصوص الدينية في الإسلام».

وأسس عام 2009 بمدينة بنسبيرغ مركزا إسلاميا عرف باسم المسجد الزجاجي، نسبة لهيكله الخارجي المشكل من الزجاج الذي يعكس للخارج ما يدور في داخله.

واشتهر هذا المسجد بأنشطته المختلفة في مجال الحوار الديني وخدمة المجتمع، وهو ما مكنه من بناء علاقة جيدة مع السياسيين والكنائس بولاية بافاريا، وإقناع شبكة الإذاعة والتليفزيون بالولاية بنقل صلاة العيد فيه منذ عام 2015.

  كلمات مفتاحية

الفاتيكان كتاب تعريف بالنبي أحاديث الإسلام

«فان دام» ينصح الرياضيين بالاقتداء بالنبي «محمد» ﷺ في تغذيتهم

«الاندبندنت» : إلغاء معرض للرسوم المسيئة للنبي «محمد» في لندن