أكد الكاتب المصري «عزالدين فشير»، أن النظام العسكري عاجلا أم آجلا سيضطر إلى التخلي الحكم والانسحاب من المجال العام، مفسحين المجال لبداية عملية تحول ديمقراطي حقيقي، مقابل احتفاظهم، ولسنوات طويلة، باستقلالية في إدارة شؤون القوات المسلحة وبصوت مسموع في القرارات الاستراتيجية للبلاد.
وبنى الكاتب المصري، خلال مقال له على موقع «مدى مصر»، وجهة نظره على عدة افتراضات، أولها فشل النظام العسكري، في توفير وظائف الدولة الأساسية مثل توفير الأمن وتطبيق القانون، ورعاية النشاط الاقتصادي، وحشد الموارد البشرية والطبيعية وتنميتها، وتوفير إطار سلمي ومتوازن للصراع بين الفئات الاجتماعية ومصالحها ورؤاها، وحماية مصالح المجتمع الخارجية، وضمان توفر الخدمات الأساسية بشكل مقبول للأغلبية.
والسبب الثاني بحسب «فشير»، هو صعوبة إنهاء حالة الفشل التي تعيشها البلاد عن طريق شحذ الهمم أو حتى بتغيير الوزراء، وإنما يحتاج إلى تغيير «نظام تشغيل» الدولة نفسه؛ أي إعادة بناء مؤسسات الدولة كلها من جذورها.
والسبب الثالث، هو تغير ثقافة الشعب المصري وأنماط التفكير السائدة فيه، وتوقعاته من السلطات الحاكمة وعلاقته بالدولة، تغيرًا جذريًا خلال العشرين عامًا الماضية، بشكل يفاقم من أثر الفرضيتين السابقتين.
والسبب الأخير في رأي الكاتب المصري هو أن النخبة العسكرية الحاكمة لاتزال تقلل من فداحة فشل الدولة، وتحاول احتواءه من خلال خليط من المسكنات، وسياسات التعبئة الحماسية الهادفة لـ«إعطاء الناس أمل».
