«بلومبرغ» تشكك في تعهدات «بن سلمان» بشأن الإصلاح الاقتصادي

الأحد 8 يوليو 2018 05:07 ص

اعتبرت وكالة «بلومبرغ» الأمريكيّة أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» سيضطر إلى البحث عن وسيلة  لحفظ ماء وجهه بعد أن اتضح أن تعهداته الكثيرة بشأن الإصلاح الاقتصادي في المملكة لا تسير على ما يرام.

وقال الباحثان «جايفر بلاس» و«ييل كنيدي» في تحليل نشره موقع الوكالة إن «الشكوك تحيط بالذات في جدوى الإجراءات المتعلقة بشركة أرامكو التي تعتبر جوهرة التاج في البلاد».

وأشارت الوكالة إلى أن «بن سلمان قد صرح، في وقت سابق، أنه يعتزم بيع الأسهم في شركة أرامكو العملاقة التي تنتج 10% من نفط العالم وتمول الحكومة السعودية، وأن الاكتتاب العام الأول في عام 2018 يهدف لجمع أكثر من 100 مليار دولار لصندوق ثروة سيادي جديد، وإنشاء أكبر شركة مدرجة في العالم، وتحويل مئات الملايين من الدولارات كرسوم إلى وول ستريت، ولكن الأمور تبدو مختلفة تماما الآن بعد عامين».

واعتبرت أن «المشكلة هنا تكمن في أن الغطرسة في التقييم والإفراط في تقديم جدول زمني وعدم المبالاة قد أدت إلى نتيجة مثيرة للسخرية إذ شكك العديد من المستثمرين العالمين في أن الطرح العام سيعود عليهم بالفائدة، وهكذا اضطرت الرياض إلى تأخير البيع حتى عام 2019».

وتابعت: «ومما زاد الطين بلة، عدم قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتحمس جدا لفكرة بيع أسهم أرامكو في نيويورك على التحكم في أسعار البنزين، وهي قضية مهمة في الانتخابات النصفية القادمة، وهكذا طلب ترامب من السعوديين زيادة إنتاج النفط وهذا يعني بالطبع أسعارا رخيصة وبالتالي تخفيض قيمة الشركة».

وأشارت الوكالة إلى أن «السلطات السعودية استردت أكثر من 100 مليار دولار من حملة الفساد المثيرة للجدل، وهو نفس المبلغ الذى كان من المفترض أن يقدمه الاكتتاب في أسهم شركة أرامكو، ولكن المشكلة ليست متعلقة بالأموال فقط إذ إن تأجيل الاكتتابات الأولية بعد عام 2019 سيعني نكسة لخطط الإصلاح».

ولفتت إلى أن «أرباح ارامكو تفوق ربح أي شركة أخرى في العالم، وأن المليارات التي تضخها توفر للدولة فرصة تقديم المنح السخية مقابل الولاء السياسي وأسلوب حياة مئات الأمراء لعقود من الزمن ولكن الشركة ستجد نفسها عالقة الآن في الرياح الجيوسياسية، فالرياض تحتاج إلى أسعار نفط أعلى لتمويل ميزانيتها ولكن ذلك لا يناسب ترامب».

وأكد تحليل «بلومبرغ» أن «المشكلة تتجاوز واشنطن لتصل إلى بكين ونيودلهي وموسكو مع الإشارة إلى تعهدات السعودية بالحفاظ على توازن السوق، وفي نهاية المطاف، لم تستطع الرياض دفع أسعار النفط إلى مستويات تساعد على تقييم أسهم أرامكو».

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرغ

  كلمات مفتاحية

إصلاح اقتصادي أرامكو بن سلمان ترامب أسعار النفط اكتتاب مكافحة الفساد