بعد 23 عاما.. «سربرنيتسا» جرح غائر في وجدان الإنسانية

الأربعاء 11 يوليو 2018 01:07 ص

التفاصيل القاتمة لمجزرة «سربرنيتسا» التي حصدت، في يوليو/تموز 1995، أرواح آلاف مسلمي «البوشناق» في البوسنة والهرسك، ذكريات عزّت على النسيان، ولا زال ألمها لليوم يعتصر قلوب ذوي الضحايا، ممن لم يمنحهم الزمن فرصة لتوديع أحبائهم، ومن سنحت له فرصة اليوم ليواري رفات ذويه تحت التراب ويشهد مراسم دفنه بعد 23 عاما من موته.

وتنطلق اليوم مراسم دفن رفات 35 ضحية من مجزرة «سربرنيتسا» البوسنية، في الذكرى الـ23 للمجزرة التي قامت بها القوات الصربية، حيث دأبت السلطات البوسنية، في ذكرى المذبحة من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا، الذين توصلت إلى هوياتهم، في مقبرة «بوتشاري».

وتحيي البوسنة في الحادي عشر من يوليو/تموز كل عام ذكرى دخول القوات الصربية المدينة وذكرى إبادة قضى فيها نحو 8 آلاف شخص، وأجبرت أعداد ضخمة من المسلمين على النزوح فيها من«سربرنيتسا»، تلك المدينة الجبلية الصغيرة الواقعة شرقي البوسنة والهرسك، وحيث وقف جاكانوفيتش، ذات يوم، يساعد الفارين منها عبر «طريق الموت»، من جحيم القوات الصربية.

ويطلق البوسنيون على الغابات التي فروا عبرها خارج «سربرنيتسا» اسم «طريق الموت»؛ «لأنّ القوات الصربية كانت تنصب فيها الكمائن لإبادتهم».

وشارك الآلاف في البوسنة قبل أيام في مسيرة السلام السنوية، التي تمر من «طريق الموت».

وانطلق حوالي 6 آلاف شخص مشاركين في المسيرة، من بلدة «نزوك»، باتجاه سربرنيتسا وقبل الانطلاق تلى المشاركون الأدعية لضحايا المذبحة، ووقفوا دقيقة حداد، ومن ثم بدؤوا مسيرتهم التي يبلغ طولها حوالي 100 كيلومتر والتي انتهت بالأمس.

وتعد مجزرة «سربرنيتسا» أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)؛ نظرا لكم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.

وفي 11 يوليو/تموز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من «سربرنيتسا» إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية المدينة الصغيرة، غير أن القوات الهولندية أعادت تسليمهم للقوات الصربية.

وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة، وسمح للأطفال والنساء فقط بالخروج منها.

وارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة «حرب البوسنة»، التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية «دايتون»، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

ودفن الصرب المسلمين البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر وتحديد هوياتهم، لدفن مجموعة منهم كل عام في ذكرى تلك الواقعة الأليمة من تاريخ البشرية.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

مجزرة البوسنة البوسنة طريق الموت سربرنيتسا محمد كوثراني

غضب بدول البلقان لمنح نوبل لأديب يؤيد مذبحة سربرنيتسا