قال خبراء تجاريون سعوديون إن التراجع الكبير في المبيعات قد يدفع عددا كبيرا من المحلات التجارية في قطاع التجزئة إلى الإغلاق خلال العام الجاري 2018، وقدروا نسبة تلك المحلات التي تتجه إلى الإغلاق بنحو 20% من محلات التجزئة.

وأرجع المختصون تراجع المبيعات إلى زيادة التوجه إلى بيع المنتجات عبر المنصات الإلكترونية بسبب ارتفاع الكلفة التشغيلية، وتغير سلوك المستهلك، واحتدام المنافسة.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «المدينة» السعودية إن إحدى كبرى شركات قطاع التجزئة أعلنت أنها ستغلق 70 متجرا في 2018، والتوجه إلى البيع على المنصات الإلكترونية لزيادة أرباحها وخفض مصروفاتها.

وقال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، «عبدالله المغلوث»، إن قطاع التجزئة يعاني عدة صعوبات دفعت كثيرا من المحلات لإغلاق أبوابها، فضلا عن احتدام المنافسة بعد دخول شركات أجنبية برأس مال 100%.

وأكد «المغلوث» أنه يتوقع إغلاق 20% من محلات التجزئة أبوابها لارتفاع أجور الأيدي العاملة والتكلفة التشغيلية لإيجارات منافذ البيع والرسوم الحكومية، إضافة إلى توطين وظائف المبيعات دون تدريب حتى لا يتم إيقاف خدمات الشركة.

وبرر «المغلوث» تراجع المبيعات بـ«تطور سلوك المستهلك وأصبح لديه وعي وثقافة استهلاكية» مما يستوجب تطوير خدمات شركات التجزئة بما يواكب تطلع المستهلك، خاصة أن «عددا كبيرا من المستهلكين يفضلون الشراء عبر المنصات الإلكترونية التي تتميز بالخدمة المميزة والتكلفة القليلة».

بدوره، قال رئيس لجنة ريادة الأعمال بغرفة جدة، «ثامر الفرشوطي»، إن هناك متغيرات عديدة دعت المتاجر إلى اتخاذ إجراءات لخفض الكلفة التشغيلية والبحث عن طرق حديثة لمواكبة السوق والقدرة على ترويج المنتجات، مضيفا أن سلوك المستهلك تغير عالميا وأصبح يفضل التقنية في الشراء لعدة أسباب أهمها سهولة المقارنة بين المنتجات والأسعار دون جهد ولتوفير الوقت.

وأوضح أن المنافس الحقيقي للشركات هو كيفية التواجد على خارطة التقنية والحصول على حصة سوقية لدى تطبيقات ومنصات البيع.

وتأتي تقارير تراجع مبيعات محلات التجزئة في الوقت الذي ارتفع متوسط الأجر الشهري للعاملين السعوديين إلى 10 ألاف و89 ريالا (2690 دولارا أمريكيا) خلال الربع الأول من 2018، مقابل 9 آلاف و939 ريالا (2650 دولارا) خلال الربع الرابع من 2017، لكنه في الوقت ذاته ارتفعت معدلات البطالة في البلاد.

ويقول مراقبون إن ثقافة الاستهلاك في السعودية تغيرت خلال السنوات الماضية في ظل انتشار المولات التجارية الكبرى وتوسع البيع عن طريق الإنترنت، حيث إن 42% من المتسوقين اشتروا عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بينما تبلغ نسبة التسوق الإلكتروني للسعوديين 55%، كما يصل عدد متابعي متاجر التواصل الاجتماعي 1.5 مليون متابع.