المساعدات الإماراتية والخليجية لمصر أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الاثنين 16 مارس 2015 07:03 ص

اهتمت المقالات الافتتاحية لصحف الإمارات الصادرة صباح اليوم بالمساعدات الإماراتية والخليجية إلى مصر ودورها في تحقيقا لأهداف الجيوسياسية.. بجانب تعزيز جانب الحوار بين الأطراف الليبية.. واتهام وسائل الإعلام الغربية بتحقيق ازدواجية المعايير مع كل ما يخص دول العالم الثالث حتى في إطار الكوارث الطبيعية.. إضافة لحروب الجيل الرابع التي يشنها العالم «الغرب» في مواجهة الإرهاب.

وتحت عنوان «دور محوري للإمارات في دعم الاقتصاد المصري» قالت نشرة «أخبار الساعة» إن ملامح المشهد الذي خرج به مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل»، الذي انعقد خلال الأيام الثلاثة الماضية في مدينة شرم الشيخ المصرية، دللت على نجاحه في تحقيق الأهداف المنشودة منه، والمتمثلة في إعطاء صورة إيجابية عن أجواء الاستقرار التي تنعم بها مصر الآن، وجذب انتباه المستثمرين الأجانب إلى الفرص الاستثمارية فيها، وتحفيزهم على ضخ رؤوس أموالهم فيها، وتحفيز قطاع السياحة فيها عبر مشاركة عدد كبير من قادة العالم في المؤتمر، وذلك إلى جانب أهداف أخرى ذات أبعاد جيوسياسية، من قبيل مساعدة مصر على استعادة مكانتها المهمة على الساحة الإقليمية، وإبراز أهميتها في مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.

واعتبرت النشرة - التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية- أن لحصيلة الضخمة من الاستثمارات الأجنبية التي تمكنت الحكومة المصرية من الاتفاق عليها مع شركائها العرب والأجانب، التي تخطت في بعض التقديرات الـ150 مليار دولار، عنوانا رئيسيا لنجاح المؤتمر.

وبينت أن هذا الأمر يوضح إلى أي مدى سيتأثر الاقتصاد المصري إيجابيا باستقبال هذا الكم الكبير من الاستثمارات خلال فترة قصيرة.. مشيرة إلى أن طفرة إيجابية كبيرة في أدائه.. ستمكّنه من التغلب على فجوة الموارد المحلية بين الادخار والاستثمار، التي ظلت مشكلة مزمنة بالنسبة إليه طوال العقود الماضية، كما أنها ستجلب له التكنولوجيا الحديثة، وسترفع كفاءة موارده البشرية وستزيد معدلات التوظيف فيه، وستزيد قدرته على الاتصال بشبكات الإنتاج والتوزيع على المستوى العالمي.

وأوضحت النشرة أن معظم دول الخليج العربية حرصت على الوقوف إلى جانب الشقيقة مصر في مواجهة أزمتها، فقد تعهدت حكومات الإمارات والسعودية والكويت وعُمان، بتقديم مساعدات اقتصادية لمصر بقيمة إجمالية تبلغ 12.5 مليار دولار، لتضاف إلى حصيلة مساعدات سابقة تخطت قيمتها الـ30 مليار دولار.

واستعرضت النشرة في ختام افتتاحيتها الاستثمارات ورؤوس الأموال الإماراتية.. العنوان الأبرز في المؤتمر.. فإلى جانب الاتفاقية التي وقعتها الحكومة الإماراتية مع الحكومة المصرية، التي يتم بمقتضاها بناء عاصمة إدارية جديدة لمصر، باستثمارات إماراتية تصل إلى 46 مليار دولار، فقد اتفقت الشركات الإماراتية على ضخ استثمارات تقدر بنحو 34 مليار دولار في قطاعات الطاقة والصحة والعقارات وتجارة التجزئة والخدمات اللوجستية، ليصل إجمالي الاستثمارات الإماراتية إلى نحو 70 مليار دولار.. ما يوازي 45% من إجمالي التدفقات الاستثمارية، المتوقع أن تستقبلها مصر خلال الفترة المقبلة.

بغض النظر عن تضارب حصيلة أرقام «الرز» الخليجي في المؤتمر وخلال عامين؟ وحجم المساعدات الإماراتية هل هي 70 أم 80 مليار؟!، أكدت الإمارات وما زالت أن الأموال «المتوقع» ضخها إلى مصر هي «استثمارات» وليست «منحا» كما يروج الإعلام المصري، وهي أموال إماراتية تعطي للنظام في شكل مشروعات ينفذها إماراتيون على أرض أشترتها الشركات المصرية بعد تعديل قانوني بيد «السيسي» يمنح الحق للأجانب في التملك، وغني عن القول أن ذلك يتم في غيبة برلمان مصري بالكلية يعبر عن الشعب في عرض العقود والاتفاقات التي تتم من تحت الطاولة.

وقالت صحيفة «البيان» تحت عنوان «الحوار المفقود في ليبيا» إن الحوار بين الأطراف الليبية كان ولا يزال معقدا.. ما أدى إلى استمرار الفوضى الخلاقة في ليبيا التي أصبحت مرتعا للإرهاب، والحركات المتطرفة.. وإصرار المتشددين على إفشال الحوار لتكريس التدخل الخارجي في البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه.. آن الأوان لوضع جميع الأطراف سواء كانت السياسية منها أو العسكرية كل الخلافات وراء ظهرهم وأن يضعوا نصب أعينهم ليبيا إن كان لديهم غيرة على هذا الوطن.

ورأت الصحيفة أن.. الإقبال على طاولة المفاوضات حقنا للدماء وحفظا للشعب الليبي.. موضحة أن ليبيا بحاجة أيضا إلى مبادرة وطنية تساعد على رأب الصدع وإيقاف الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.

وختمت الصحيفة افتتاحياتها بالتحذير من الانسياق وراء مغامرات عسكرية ستكون وخيمة على ليبيا وعلى دول الجوار أيضا، والحل السياسي كفيل بإعادة القطار إلى السكة..

يعد الملف الليبي في الافتتاحيات الإماراتية نموذجا لصناعة الحيرة، فبالأمس فقط جاءت افتتاحية الخليج تتحدث عن حوار فاشل ترعاه الأمم المتحدة ومماطلة من جانب وعدم مشاركة من جانب آخر.. واليوم البيان تحذر من مغامرات عسكرية وعاقبة ومخيمة على ليبيا ودول الجوار.. فهل تتزامن افتتاحية اليوم والأمس مع زيارة «محمد بن زايد» للمغرب لعرض أجندته التي تحتمل الحوار واللاحوار «حسب الأجواء».

وتجسد صحيفة «الوطن» هذا الرأي عندما تتحدث افتتاحيتها عن «حروب لا غنى عنها» وتقول إن الحروب هي عنوان المرحلة الحالية كما أنها لم تعد مقتصرة على الجيوش التقليدية ولا تنحصر بما يتعارف عليه بـ«حروب الجيل الرابع» بحيث لم تعد الفكرة قاصرة على العسكرة والسلاح والقوة بل بات أي تحرك تجاه أزمة أو وباء يعتبر حربا ضرورية لا غنى عنها.

وأوضحت الصحيفة أن «الحرب» إن لكم يكن العنوان الوحيد فمن العراق إلى سوريا وصولا إلى ليبيا ثم مالي ونيجيريا والنيجر والصومال يجد القاسم المشترك فيها هو تفشي الإرهاب والحرب عليه.. مشيرة إلى أن العلاج.. لم يعد مقتصرا على القوة العسكرية لاجتثاث ومحاربة ومكافحة الإرهاب ونموه.

وختمت الصحيفة مقالها بأن العالم ماض في تفعيل التعاون والتدخل بقوة في أي منطقة يمكن أن يصله منها الوباء وهذا يقتضي سياسات متعددة ثقافية وتربوية وتنموية وعسكرية يكون التفاهم عليها بين الجميع عبر أفضل السبل للخلاص من هذا الوباء حتى تنعم شعوب المناطق التي تعاني منها بالأمن والأمان..

لم تضف الافتتاحية جديدا إلا تأكيد أن حروب الجيل الرابع – وتبسيطا هي حروب بالوكالة عن الغرب – تهدف للتدخل في الدول التي بدأها المقال بالعراق وصولا للصومال، لمحاربة أفكار، ولو كان ذلك صحيحا لما وجد العالم هذه الحروب من الأساس، فالفكرة لا تموت ويموت المال والسلطان والجبروت.. كما أن الأمن والأمان يتحقق بالحرية وعدالة توزيع الثروات وكرامة المواطن.

من جانبها، قالت صحيفة «الخليج» إن الإعلام الغربي، كما الحكومات الغربية، تتعامل بازدواجية في كل ما يخص دول العالم الثالث، وفي مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وحتى في ما يتعلق بالكوارث الطبيعية التي تتعرض لها هذه الدول.

واتهمت الخليج الإعلام الغربي بالتمييز.. وشيء من الدونية وعدم المبالاة.. فبعيدا عن السياسة وفواجعها، وبعيدا عن الحروب والغزوات التي لا يزال الغرب يمارسها تحت شعارات الحرية والديمقراطية، والتي لعب فيها الإعلام الغربي بمعظمه دور المحرض والشريك في التمهيد والتغطية عليها.. فإننا نشهد شكلا آخر من هذا التضليل والتعامي بل والتجاهل المستفز لمصائب شعوب العالم الثالث.

وتحت عنوان «الكوارث إزدواجية معايير أيضا» أوضحت أن من نماذج ذلك بعض ما تعرضت له دول من كوارث طبيعية وفواجع مهولة أودت بحياة المئات من البشر، تعاملت معها وسائل الإعلام الغربية بعدم اكتراث وإهمال متعمد، وكأن الضحايا مخلوقات تستحق الموت.

وأشارت إلى مقتل أكثر من ألفي شخص في سلسلة من الانهيارات الأرضية في شمال شرق أفغانستان، إضافة إلى المئات الذين طمرهم التراب، وذلك في أسوأ كارثة تشهدها البلاد.. وفي ميانمار، غرقت عبارة تقل 209 أشخاص، ما أدى إلى وفاة 50 شخصا على الأقل، ولم يتم العثور على عشرات الركاب.. وفي جزر فانواتو في جنوب المحيط الهادئ ضرب إعصار عنيف، أودى بحياة المئات وترك دماراً هائلاً في أسوأ كارثة طبيعية تتعرض لها هذه الجزر .

وتساءلت الصحيفة كيف تعاطى الإعلام الغربي، من صحف ومحطات تلفزيون ووكالات أخبار؟ مجرد تغطية عادية وباهتة وتعداد لعدد الضحايا وكأنهم أرقام بلا قيمة ولا معنى.. بضعة أسطر في وكالات الأنباء..وبعض الثواني على شاشات التلفزيون.

وأضافت لو أن هذه الكوارث الطبيعية وقعت في بلد غربي، لكنا أمام مشهد إعلامي آخر تماما.. تغطية على مدار الساعة، ومتابعة التطورات، وحوارات مع ناجين ومسؤولين، وقطع برامج لتفاصيل جديدة.

وخلصت «الخليج» في افتتاحيتها إلى أننا نعيش في عالم غربي يعاني شيزوفرينيا سياسية وأخلاقية وإعلامية.

باتت الازدواجية من المعلوم من الغرب بالضرورة حتى في ملفات حقوق الإنسان فنجد الإعلام الغربي كما هو بعض الإعلام العربي يهتم بحقوق الحيوان مثل قضية الصيد الجائر أو مقتل كلب في شارع الهرم أو يتهم المسلمين بالدموية لذبح الخراف في أعيادهم، ولا تجد كثير من وسائل الإعلام تهتم باعتقال 3 شقيقات في أبوظبي على خلفية تغريدات على «توتير»، أو يتحدث عن كوارث - من صنع البشر - يتعرض المعتقلون في سجون الإمارات.

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

«ممدوح شاهين»: خزينة مصر فارغة والجيش يصرف منذ 2011