بعد فوز بنكهة أفريقية مسلمة.. دعوات لفرنسا بهجر العنصرية

الاثنين 16 يوليو 2018 01:07 ص

شكل اللاعبون المهاجرون الذين ينحدرون من أصول أفريقية قوة المنتخب الفرنسي الذي حقق نجمته العالمية الثانية، بتتويجه بلقب كأس العالم في روسيا أمام المنتخب الكرواتي، بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين.

وهو ما أثار تعليقات حول العالم، على ما تمارسه السلطات الفرنسية من تهميش وربما إقصاء صريح أحيانا لتلك الشريحة من المجتمع التي لا تحظى بذات القدر من الاعتراف والتقدير.

ويضم منتخب الديكة، بطل العالم، 16 لاعبا من أصول أجنبية من بين 23 لاعبا مثلوا المنتخب الفرنسي في مونديال روسيا 2018.

وفي مباراة النهائي برز لاعبون من أصول أفريقية مسلمة عندما ساهموا في تحقيق اللقب العالمي لفرنسا بهدفين من أقدامهما في شباك المنتخب الكرواتي، ويتعلق الأمر بـ«كليان مبابي» و«بول بوغبا».

وحول ذلك، علق الكاتب والناشط الأمريكي المسلم «خالد بيضون» في تغريدة قام بنشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر، وحظيت بتداول ضخم تخطى 150 ألف إعادة تغريدة وإعجاب أكثر من ربع مليون متابع: «هنيئا يافرنسا على كأس العالم، 80% من فريقكم سود، لذا أوقفوا العنصرية. و50% من فريقكم مسلمون، لذا أوقفوا الكراهية ضدهم. كما قدموا لكم كأس العالم، قدموا لهم العدالة».

Dear France,

Congratulations on winning the #WorldCup.

80% of your team is African, cut out the racism and xenophobia.

50% of your team are Muslims, cut out the Islamophobia.

Africans and Muslims delivered you a second World Cup, now deliver them justice.

— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) July 15, 2018

 

أما عربيا، فقد علق أيضا على ذات النقطة باحثون وكتاب بارزون، حيث قال الكاتب والباحث والمفكر الإسلامي «بشير نافع»: «حققت فرنسا فوزا مستحقا بكأس العالم، ولكن عليها ألا تنسى سريعا أن هذا الإنجاز قام عليه فريق ثلاثة أرباعه من أبناء المهاجرين، مسجلا أربعة أهداف، أحدها بخطأ كرواتي، والثاني للاعب أبيض، وآخر للاعب مسلم، والرابع للاعب أسود ابن مهاجرين».

 

حققت فرنسا فوزاً مستحقاً بكأس العالم، ولكن عليها أن لا تنسى سريعاً أن هذا الإنجاز قام عليه فريق ثلاثة أرباعه من أبناء المهاجرين، مسجلاً أربعة أهداف، أحدها بخطأ كرواتي، والثاني للاعب أبيض، وآخر للاعب مسلم، والرابع للاعب أسود ابن مهاجرين.

— Basheer Nafiبشيرنافع (@BasheerNafi) ١٥ يوليو ٢٠١٨

 

بدوره قال الصحفي الفلسطيني «وضاح خنفر» عبر حسابه على تويتر أيضا: «فازت #فرنسا، ولكن من الذي حقق لها النصر؟ فريق متعدد الأعراق والألوان! ماذا يقول المتطرفون القوميون الفرنسيون ممن يعادون الهجرة ويحتقرون الأجانب؟ #فرنسا_كروتيا».

 

فازت #فرنسا، ولكن من الذي حقق لها النصر؟
فريق متعدد الأعراق والالوان!
ماذا يقول المتطرفون القوميون الفرنسيون ممن يعادون الهجرة ويحتقرون الأجانب؟ #فرنسا_كروتيا

— W.Khanfar وضاح خنفر (@khanfarw) July 15, 2018

 

وسجل «بوغبا» الهدف الثالث لمنتخب فرنسا في الدقيقة 59 قبل أن يضيف زميله «مبابي» هدف الفوز الرابع للديكة بعد خمس دقائق فقط، ليصنعا فرحة فرنسية بأقدام أفريقية الأصول.

وولد «كيليان» في بوندي بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس في الـ20 من ديسمبر/كانون الأول 1998، والده من أصول كاميرونية، ووالدته من جذور جزائرية، وتدعى «فايزة».

ويلعب «كيليان» في مركز الهجوم والجناح مع نادي باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، ويعد أحد المواهب التي يتنبأ لها الجميع بمستقبل عظيم في كرة القدم الأوروبية والعالمية.

وكانت الجماهير الجزائرية قد طالبت اتحاد بلادها بانتداب اللاعب ليلعب في صفوف «الخضر»، قبل أن يقنعه الفرنسيون باللعب مع الديوك، ورأى بعض الإعلاميين الجزائريين آنذاك أن الاتحاد لم يبذل الجهد اللازم من أجل إقناع اللاعب الشاب بتمثيل الجزائر.

‎
أما بالنسبة لـ«بول بوغبا»، فقد ولد اللاعب «بول لايبيي بوغبا» يوم 15 مارس/آذار عام 1993 بمنطقة لانجي سور مارن في فرنسا لأبوين متحدرين من غينيا، وله أخوان توأمان يلعب أحدهما بناد فرنسي والآخر بناد أسكتلندي ويرتدي أحدهما قميص منتخب غينيا.

وإلى جانب تمثيله لمنتخب بلاده فرنسا، يلعب «بوغبا» في مركز الوسط بنادي «مانشستر يونايتد» الإنجليزي الذي انتقل إليه من نادي «يوفنتوس» الإيطالي.

وتوج «بوغبا» بالعديد من الألقاب رفقة ناديه السابق، «يوفنتوس»، كما حصل على جائزة «الفتى الذهبي» أفضل لاعب شاب في أوروبا عام 2013، واختير أحسن لاعب في بطولة العالم للشباب عام 2013.

وفي العالم الماضي ظهر اللاعب الفرنسي في صور وفيديوهات وهو يؤدي مناسك العمرة بعد الجدل الذي أثير حول ديانته، ليثبت بشكل واضح ديانته بالإسلام.

بوجبا ينشر فيديو له أثناء أداء مناسك العمرة عبر " انستجرام " pic.twitter.com/47YB3uGAXU

— Masralarabia Sport (@masrarabiasport) May 28, 2017

 

‎
وإلى جانب النجمين، يضم المنتخب الفرنسي عددا من اللاعبين المسلمين من أصول أفريقية، أبرزهم «عثمان دمبلي» من أصول مالية، و«عادل الرامي» من أصول مغربية، و«نبيل فقير» من جذور جزائرية.

وما زالت فرنسا في حالة تأهب بعد موجة من الهجمات الجهادية أدت إلى مقتل أكثر من 240 شخصا منذ عام 2015.

ومع أن عدد الأعمال المناهضة للإسلام التي سجلت عام 2017 تراجعت مقارنة بالعام 2016، خصوصا بسبب تراجع التهديدات البسيطة، فان أعمال العنف التي تدخل في هذا الإطار ازدادت من 67 إلى 72 عملا.

ويندد رجال دين مسملون ومسؤولون عن جميعات بارتفاع نسبة «الإسلاموفوبيا» بعد موجة الاعتداءات الجهادية. بينما تدعو الشرطة الفرنسية، الناس إلى عدم الخلط بين ما يقوم به أفراد متطرفون وحياة نحو ستة ملايين مسلم في فرنسا، ولكن العنف والعنصرية ضد المسلمين في تزايد.

  كلمات مفتاحية

فرنسا كأس العالم المنتخب الفرنسي أصول أفريقية مسلم إسلام إسلاموفوبيا قومية

8 دول أفريقية توجه ضربة لاقتصاد فرنسا