8 دول أفريقية توجه ضربة لاقتصاد فرنسا

الجمعة 15 نوفمبر 2019 10:48 م

رجّح أكاديمي اقتصادي أن يكون لاتفاق 8 دول أفريقية، على سحب احتياطاتها النقدية من المصرف المركزي الفرنسي، تداعيات سياسية، محذرا من أن الإجراء -إن نُفذ- سيشكل ضربة للاقتصاد الفرنسي.

والأسبوع الماضي، قال رئيس دولة بنين "باتريس تالون"، لإذاعة فرنسا الدولية (إر إف إيه)، إن 8 دول غرب أفريقية، ستسحب من فرنسا الاحتياطات الأجنبية لعملتها الفرنك الأفريقي (CFA).

وأوضح أن الخطوة تم الاتفاق عليها بالإجماع بين تلك الدول وهي: بنين، وتوغو، وبوركينا فاسو، ومالي، و كوت ديفوار، والنيجر، وغينيا بيساو، والسنغال.

وقال "فريد موهوموزا"، وهو أستاذ لعلوم الاقتصاد في جامعة ماكيريري الأوغندية، إن هذا الترتيب (وضع تلك الدول احتياطاتها في الدول الأجنبية) مرتبط بالعلاقات الاستعمارية مع فرنسا.

وأضاف "موهوموزا"، أن إيداع العملات في الدول المتقدمة كان يهدف إلى عزلها عن الاضطرابات السياسية في البلاد.

وتابع: "هم (الدول النامية) يحتفظون باحتياطاتهم في البنوك المركزية للدول المتقدمة ليحققوا عوائد جيدة".

ولفت إلى أن العديد من الدول تفضل الاحتفاظ باحتياطاتها في النظام الاحتياطي الفيدرالي، أو النظام المصرفي المركزي للولايات المتحدة، باعتبار أن التجارة الدولية تستخدم في الغالب الدولار في البورصة.

ومضى الأكاديمي الاقتصادي بالقول: "في الحقيقة تعد تلك الاحتياطات موردا جيدا للدول المتقدمة وليس لأصحابها الحقيقيين".

وتوقع "موهوموزا"، أن يكون لخطوة سحب الاحتياطات من المصرف الفرنسي، إن حصلت، تداعيات سياسية لأنها ستضر بالاقتصاد الفرنسي.

وقال إن فقدان مجموعة من الموراد وفقدان السيطرة على اقتصادات تلك الدول سيكون له تبعات متتالية على فرنسا، التي بدورها قد لا تأخذ الخطوة على محمل الجد، وسيكون من الصعب تحويل تلك الاحتياطات.

وتابع أنه كان هناك مقترحات مماثلة من قبل، لكنها لم تتحول لواقع.

ورغم أن دول غرب أفريقيا الثمانية، نالت استقلالها قبل 6 عقود، إلا أنها واصلت ضخ احتياطياتها من العملات الأجنبية في المصرف المركزي الفرنسي، وقررت الآن نقل احتياطاتها إلى السنغال.

رئيس بنين قال، في مقابلة مع الإعلام الفرنسي، إن باريس وافقت على الإفراج عن احتياطياتهم، لافتًا إلى أنهم سيضعونها الآن في المصرف المركزي للدول الإفريقية ومركزها (السنغال).

بيد أنه أقر بأن قرار سحب الاحتياطات رغم اعتماده في اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إلا أن تنفيذه قد يستغرق بعض الوقت.

يشار إلى أن الفرنك الإفريقي (CFA) الذي تم إنشاؤه سنة 1945 للمستعمرات الفرنسية في أفريقيا، مرتبط بعملة اليورو، وتستخدمه 14 دولة غرب ووسط أفريقيا.

وتخطط دول غرب أفريقيا، بحلول 2020، إلى استبدال الفرنك الأفريقي بعملة جديدة مشتركة بينهم تحت اسم "إيكو" (eco).

وبموجب ترتيب معين، وصفه محللون بأنه "بقايا استعمارية"، كان على تلك الدول الأفريقية إيداع نصف احتياطاتها من العملات الأجنبية، في المصرف المركزي لفرنسا.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

غرب أفريقيا اقتصاد فرنسي

بعد فوز بنكهة أفريقية مسلمة.. دعوات لفرنسا بهجر العنصرية