جيبوتي مستعدة لدفع نصف مليار دولار كتعويض لموانئ دبي

الأربعاء 18 يوليو 2018 03:07 ص

أبدت جيبوتي استعدادها لدفع تعويضات مالية لـ«موانئ دبي العالمية» تقدر بنصف مليار دولار تقريبا، لتسوية نزاع حول تشغيل محطة دوراليه للحاويات بالبلاد.

وفي مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، رفض رئيس مجلس إدارة سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي، «أبو بكر عمر هادي» الحديث عن التحكيم لتسوية نزاع طويل الأمد حول الميناء الأحدث في شرق أفريقيا، قائلا يجب أن تقبل «موانئ دبي العالمية» أنها لم تعد مشاركة في تشغيل المرفق.

وأضاف: «بالنسبة لنا التحكيم انتهى، يجب أن يجلسوا معنا ويأخذوا أموالهم ويذهبون».

وقال  «أبو بكر عمر هادي» إن مبلغ التعويض الذي تبدي جيبوتي استعدادا لدفعه خضع لحسابات مفصلة، ويستند إلى القيمة الحالية الصافية للأرباح السنوية وأرباح الأسهم السنوية لشركة «موانئ دبي العالمية» خلال العشرين سنة المتبقية من الامتياز.

وقالت «موانئ دبي العالمية» في بيان لها: «هذا مثال واضح آخر من قبل الحكومة الجيبوتية على انتهاك التزاماتها التعاقدية وحقوق المستثمرين الأجانب».

وفي 22 فبراير/شباط الماضي، أعلنت جيبوتي إلغاء عقد الامتياز الممنوح لشركة «موانئ دبي العالمية»، لتشغيل محطة «دوراليه» للحاويات لمدة 50 عاما، موضحة أن سبب القرار هو «حماية السيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي للبلاد».

وقالت الحكومة بعد ذلك إن الميناء سيظل تحت سيطرة الدولة لحين إيجاد مستثمرين جدد، متهمة شركة «موانئ دبي العالمية» بتعمد استخدام الميناء لصالح محطات إقليمية أخرى، بما في ذلك بربرة في أرض الصومال، التي تديرها «موانئ دبي العالمية».

وتقوم جيبوتي بمناولة نحو 95% من إجمالي حجم التجارة المتجهة إلى إثيوبيا، التي لا يوجد لها منافذ بحرية، وتعد ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان وقوة اقتصادية في شرق القارة.

وتبلغ طاقة المناولة في ميناء «دوراليه» 1.6 ملايين حاوية سنويا.

ووصفت «موانئ دبي العالمية» التحرك بأنه استيلاء غير قانوني على المحطة، وقالت إنها شرعت في إجراءات للتحكيم أمام محكمة لندن للتحكيم الدولي، والتي نظرت في دعاوى سابقة تتعلق بالنزاع.

وفي العام الماضي، فازت «موانئ دبي العالمية» بقضية تحكيم ضد جيبوتي، التي ادعت حينها أن الشركة دفعت رشاوى للفوز بالامتياز الأصلي.

مناورة استراتيجية أوسع

ويمثل النزاع بين جيبوتي و«موانئ دبي العالمية» جزءا من المناورة الاستراتيجية الأوسع التي تتصارع فيها عدة دول وشركات على طرق الشحن.

وسعت جيبوتي المحصورة بين إريتريا والصومال لتسويق نفسها كمركز للشحن والقواعد العسكرية، التي تهدف في جزء منها إلى مكافحة القرصنة في المياه قبالة الصومال.

وتمتلك الولايات المتحدة والصين وفرنسا واليابان قواعد عسكرية في جيبوتي على بعد أميال قليلة من بعضها البعض.

كما تحتاج إثيوبيا الدولة غير الساحلية إلى الوصول إلى الموانئ.

وأعربت عن رغبتها في تبادل الأسهم في شركات الطيران وشركات الاتصالات لديها مقابل حصة في دوراليه، وهو أمر علق عليه «هادي» بالقول إن جيبوتي قبلت من حيث المبدأ.

وفي مايو/أيار، حصلت إثيوبيا على حصة 19% في ميناء بربرة حيث تملك «موانئ دبي العالمية» حصة 51%، وحكومة أرض الصومال المستقلة ذاتيا لها 30% الأخرى.

وخلال الشهر الجاري، أبرمت إثيوبيا اتفاق سلام مع إريتريا، لتنهي 20 سنة من العداء وأتاحت لها الوصول إلى موانئ على البحر الأحمر أيضا.

المصدر | فاينانشيال تايمز

  كلمات مفتاحية

جيبوتي موانئ دبي دوراليه