انتخابات الكنيست والقضية الفلسطينية أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الثلاثاء 17 مارس 2015 08:03 ص

اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بما يتوقع أن تأتي به انتخابات الكنيست «الإسرائيلي» التي تجرى اليوم وصراع الأحزاب المتطرفة للفوز بها وموقفهم تجاه الملفات الفلسطينية.. بجانب استعراض تصريحات حاكم دبي بشأن ضرورة محاربة الفكر المتطرف من خلال تنمية الشباب العرب وإبعادهم عن الفكر المنحرف.. وتصريحاته لاستعداد الإمارات لمنح الدول الأفكار والدعم اللازم لإنجاح فعالياتها كما حدث في مؤتمر شرم الشيخ الأخير.

قالت صحيفة «الخليج» إن غير المتابع بالتفصيل لما يجري على الساحة الانتخابية «الإسرائيلية» يتصور أن الصراع بين الأحزاب على الحكم محوره الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وهذا أمر يكذبه الواقع الانتخابي.. فالصراع بين الأحزاب اليمينية هو تنافس على من هو أكثر تطرفا تجاه القضية الفلسطينية، أو هو صراع على مكتسبات حزبية داخلية.. وحتى الأحزاب الوسط التي تسمى تلطفا يسارا إنما تخوض الانتخابات من منطلق أن حماقة نتنياهو السياسية قد تؤدي إلى عزل الكيان الصهيوني عن العالم وبالذات عن حلفائه الأمريكيين والأوروبيين.

وتحت عنوان «الانتخابات الإسرائيلية» أكدت «الخليج» أنه لا يمكن إخفاء حقيقة أن الإدارة الأمريكية وبعض الأوروبيين لا يرغبون في رؤية «نتنياهو» في السلطة لأنه في ديماغوجيته وعنجهيته وفي تصلفه غير مريح بالنسبة لما يريدون الوصول إليه من حلول للقضية الفلسطينية في ضوء المطالب «الإسرائيلية» نفسها.

ورأت أن التصرفات الأخيرة لـ«نتنياهو» فيما يتعلق بتحديه المباشر للإدارة الأمريكية في خطابه أمام الكونغرس أو تدخله المباشر في الشأن الأوروبي الداخلي بطلبه هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة أثر في انقلاب بعض الرأي العام «الإسرائيلي» ضده.

وأضافت أن سقوط «نتنياهو» في الانتخابات قد يؤدي إلى احتمالين ليس في أحدهما فائدة للقضية الفلسطينية.. فقد تتعزز أحزاب اليمين التي تعني تطرفا أكثر فيما لو جاء أمثال «ليبرمان» الذي يريد أن يقطع رؤوس الفلسطينيين بالفأس إلى السلطة.. ولكن قد يأتي إلى السلطة حزب «المعسكر الصهيوني» الذي يرأسه «يتسحاق هيرتسوغ»، وهو المشهور عنه قوله «إننا لا نعرف إذا كان هناك أصلاً شريك فلسطيني يجلس معنا»، فهو يسير على خطى «بيريز» الذي كان يتميز بقفازاته الحريرية التي تخفي القبضة الحديدية.

وختمت الصحيفة بالقول إن «هيرتسوغ» ..لا يختلف عن موقف اليمين من المستوطنات في الضفة الغربية من حيث كونها حيوية للأمن «الإسرائيلي»، وإن كان لا يمانع في تجميد البناء في المستوطنات الصغيرة، وهذا الموقف ينطبق بنفس القوة على قضية العودة والقدس.. بما يعني الدخول مجددا في نفق المفاوضات المظلم.

وتناقض الصحيفة نفسها في افتتاحياتها التي ترى في مقدمتها أن القضية الفسلطينية ليست ضمن الصراع الانتخابي ثم تخلص في خاتمة المقال إلى طرح القضية بما يعنيه القدس والعودة والمفاوضات على الأجندة الانتخابية، وهو تماما كموقفها من الملف الليبي سواء بالحوار أو التدخل العسكري الذي طرحته بالأمس.. وعن «بيريز» تحديدا إن كان هو بهذا الوصف فلم تستضيفه أبوظبي رغم عدم وجود سفارة قائمة معلنة وكذلك «ليبرمان» الذيتلتقيه الوفود الخليجية بالفنادق الفرنسية.

ومن صحيفة «البيان» التي عنونت افتتاحايتها بـ«مكافحة الإرهاب فكريا» دارت حول تصريحات الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم»، رئيس مجلس الوزراء حول محور أن محاربة الإرهاب تكون أولا بالفكر وإقناع الآخر بالطرق المثلى أنه على خطأ، وعليه أن يصوّب هذا الخطأ، والرجوع إلى جذور قيمنا وأخلاقنا العربية الأصيلة.

وأضافت أن محاربة الفكر المتطرف ضرورة ليأمن الناس خطر الإرهابيين بتنمية الشباب العرب وإبعادهم عن الفكر المنحرف وتوجيههم إلى الفكر السليم.. فالشباب هم الثروة الحقيقية التي تبني الأوطان.

وقالت «البيان» إن محاربة الإرهاب ليست حربًا عسكرية فحسب، بل هي حرب إعلامية فكرية في المقام الأول، ومكافحته والتقليل من صعوده، لا بل القضاء عليه نهائيا يتطلب تضافر كل الجهود لتنقية «العقل» البشري من الفكر المختل أو العقليات المنغلقة والهدامة.. جميع دول العالم مطالبة بتجنيد جميع امكانياتها لإظهار صورة الإسلام الحقيقية، وتخليصه من التشوهات التي يريد بعض المتطرفين إلحاقها به.

وختمت الصحيفة مقالها الافتتاحي بالإشارة إلى أننا لا نستطيع بلمسة ساحر أن نطهر الأرض من المتطرفين، لكن من الممكن قطع الطريق أمامهم بإقناع من يتعاطف مع مثل هذه الأفكار بخطأ الطريق وعواقبه الوخيمة وخلق برامج تنموية قادرة على استقطاب هذه الفئات من الشباب في المجتمع بعيدا عن لغة الإقصاء.. القلة القليلة منهم وهم الذين لا يفهمون إلا لغة القوة بحيث أن الحل العسكري دائما يأتي بعد فشل كل محاولات مواجهة الفكر الضال بالفكر المستنير.

تنشغل صحف الإمارات بالأنا وتضخيم الذات فما يقوله أصحاب السمو الشيوخ وإن كان موضعه الثرى، يجد المرء المتابع صعوبة في ابتلاع توجيه العالم بكلمات كهذه تتنافى مع الواقع المرئ وهو ما عبر عنه «عبدالخالق عبدالله» المستشار السياسي لولي عهد أبوظبي.. أما عن المحتوى فتجد إصرارا أن يكون المسلمون هم سبب الأزمة التي يمر بها العالم وأفكار المسلمين تحتاج لتطهير من الأرض وإن وصلت للحل العسكري رغم أنهم لم يحتلوا بلدا كفلسطين أو يفعلوا مثلما فعلت ميانمار في الروهينيجا.. محاولات تلميع الصورة أمام الآخر الغربي غير مجدية والدليل افتتاحية الخليج.. نريد بالفعل أن نمنح الشباب حرية الاختيار في مناخ من العدل وحرية التعبير والانحياز الفكري والسياسي في ظل إتاحة الفرصة للمراقبة والمحاسبة الشعبية للبرامج الحكومية كما الأموال والمشاريع..  

ومن جانب آخر، وتحت عنوان «تجربة تنموية فريدة تستحق الاقتداء بها» اعتبرت نشرة «أخبار الساعة» أن تأكيد الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم»، نائب رئيس الدولة، خلال تقبل أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة الجدد لدى الإمارات، أول من أمس، بقصر المشرف في العاصمة أبوظبي، على «أن دولة الإمارات حكومة ومؤسساتها مستعدة لوضع خبراتها وتجربتها التنموية المتواضعة في متناول الدول والحكومات الشقيقة والصديقة من دون تمييز ومن دون شـروط»، يجسد الدور المتميز الذي تقـوم به الدولة في دعم جهود التنمية الدولية، وطرح تجربتها الفريدة في هذا الشأن أمام دول العالم للاستفادة منها..

وقالت النشرة - تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – إن الإمارات .. تحرص على تقديم يد العون إلى الدول التي تعاني قصورا في أحد جوانب التنمية، من دون استثناء، كما تقدم المساعدات المالية والإنمائية للمساهمة في تنفيذ المشروعات التنموية في العديد من دول العالم، فضلا عن تقديم خبراتها في مجال تنظيم المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية الكبرى للدول الصديقة، ولعل الدعم الواضح الذي قدمته الإمارات لـمؤتمر «مصر المستقبل» كان أحد العوامل الرئيسية في إنجاحه، وخروجه بهذه الصورة الإيجابية أمام دول العـالم.

وخلصت الافتتاحية إلى أن العالم يسعى إلى الاقتداء بهذه التجربة واستلهام دروسها المختلفة؛ لأنها تمتلك العديد من مقومات التطور والنمو:

أولها، التركيز على بناء الإنسان، والاستثمار الأمثل فيه.. والإيمان بأن الأمم لا تتقدم إلا بأبنائها.. وثانيها، تحقيق الاستقرار القائم على معطيات راسخة، من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والقيم الراقية والسامية وفي مقدمتها قيم التسامح والانفتاح على العالم وعلى ثقافاته المختلفة وتكريس القبول بالآخر والحوار معه. ثالثها، الطموح الدائم الذي لا تحده سقوف، ..هذا الطموح تجسده «رؤية الإمارات 2021» التي تستهدف جعل الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في العيد الخمسين لإنشائهـا.

اليوم تصريح ومن قبل تلميح إلى أن الإمارات دعمت مصر حتى في الشكل النهائي لإخراج مؤتمر بيع مصر، بما يؤدي إلى علاقة الإمارات بشركة «لازارد» الصهيونية التي نظمت المؤتمر وأخرجته بشكل إعلامي وتنظيمي جيد، ويوضح التصريح مدى العوز والحاجة التي تعاني منها العقول التي تحكم مصر في هذه المرحلة.. وتشير الافتتاحية أيضا إلى مدى تقدير الإمارات للحوار وقبول الآخر والواقع يشهد حقيقة أن الآخر هو الغرب وكل آخر عدا المواطن الذي يملك تفكيرا لنهضة بلاده وينتمي لتيار يعتز بدينه وعروبته وتاريخ من الممانعة في وجه الأطماع الفردية الجبرية والغربية.

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

مسؤول خليجي: فوز «نتنياهو» يرجع لمخاوف أمنية من تنامي نفوذ إيران بالمنطقة