تعهدت الحكومة الإثيوبية، بالاستمرار في بناء سد النهضة، وذلك بعد يومين من اغتيال مديره «سيميجني بيكلي»، داخل سيارته.

وأشار وزير المياه والكهرباء «سلشي بقل»، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن عملية بناء السد تجري على قدم وساق، وقال: «سنواصل تحقيق رؤى المهندس الراحل حتى ننتهي منه ولا يتوقف المشروع بسبب موته».

ويلقب «بيكلي»، الذي عثر عليه مقتولاً داخل سيارته في ميدان مسكال وسط العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، بـ«أيقونة السدود الإثيوبية»، حيث لم يكن «سد النهضة» أول مشروع يرأسه بل كان رئيسا لمشروع سد «تيكيزي» على بحيرة تانا، وسدي «جليبل 1 و2».

وأكد «بقل»، أن موت مدير مشروع السد، لن يكون سببا في توقف بنائه، لكنه تحدث في المقابل عن تأخير في بعض العمليات الكهروميكانيكية.

وقال: «لحل هذه المشكلة تجري المشاورات مع الجهات المعنية»، معتبرا أنه بعد إجراء المشاورات الثلاثية لحل المشاكل التي أخرت بناء السد، فقد تم حل المشكلة وتجري عملية بناء السد بشكل جيد.

في الوقت نفسه، شهدت مدينة غوندر مسقط رأس «بيكلي»، مظاهرات حاشدة، الجمعة، للتنديد باغتياله، حيث دعا المتظاهرون الحكومة إلى «سرعة اعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة وإجراء تحقيق شفاف لكي يعرف الشعب الإثيوبي من يقف وراء هذه الجريمة المروعة بمعنى الكلمة».

وبحسب الوكالة الرسمية، فقد اعتبر المتظاهرون، اغتيال «بيكلي» يوماً حزيناً في تاريخ الأمة الإثيوبية.

وتعتزم السلطات الإثيوبية تنظيم جنازة رسمية الأحد، لـ«بيكلي»، حيث قالت لجنة حكومية إنها تريد تأجيل الدفن لاتخاذ ترتيبات لجنازة أكبر «يستحقها بطل قومي مثله».

وتجري الشرطة الإثيوبية تحقيقات في الحادث، بعد نقل جثة «بيكلي» إلى المستشفى لتشريحها.

وتعد وفاة «بيكلي»، الثانية لمسؤول كبير في الشركات الإثيوبية في الأشهر الأخيرة.

وبدأ تشييد السد عام 2011، ومن المقرر أن يبدأ اثنان من التوربينات الـ16 التي يتضمنها مشروع السد، بإنتاج الطاقة عام 2018، بحسب تصريح للسلطات الإثيوبية مطلع هذا العام.

وتخشى القاهرة من السرعة التي سيجري فيها ملء خزان السد، إذ تعتمد مصر بصفة شبه كاملة على النيل في توفير مياه الشرب والري.

ويشكل استغلال مياه نهر النيل مصدرا للخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا، حيث ينبع النهر من إثيوبيا ويمر بالسودان وينتهي في مصر.