تسببت إشادة نائب رئيس الإمارات الشيخ «محمد بن راشد»، بعدل ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، في موجة واسعة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي ضد الرجلين.
واتهم الناشطون «بن راشد» بالنفاق والتبعية والكذب، فيما شنوا هجوما على «بن زايد» وحملوه مسؤولية الظلم الواقع في الإمارات، وفي دول عربية بعد دعمه الانقلابات والديكتاتوريات، وخوضه حرب اليمن.
البداية كانت على حساب «بن راشد» في «تويتر»، عندما نشر صورة لـ«بن زايد»، عندما كان طالباً، وهو يشرع في إعادة كتابة عبارة «العدل أساس الملك»، على سبورة الفصل الدراسي.
وعلق «بن راشد»، على الصورة في تغريدة، قال فيها: «العدل أساس الملك.. صورة قديمة لأخي محمد بن زايد عندما كان طالباً.. قامت الحضارات على العدل.. وقامت دولة الإمارات على العدل».
وأضاف: «ما زال عدل زايد محفوراً في تفاصيل الحياة في الإمارات.. ما زال عدل زايد محفوراً في نفس بوخالد.. يجري في دمه.. ويرسخ حكم وحكمة زايد من خلاله».
وأمام تغريدة «بن راشد»، شن ناشطون إماراتيون وعرب، هجوما حادا على الرجلين، نال فيها نائب رئيس الإمارات حاكم دبي اتهامات بالكذب والنفاق والتبعية لـ«بن زايد»، لافتين إلى أن ما كتبه هو عكس الحقيقة.
كما سخر ناشطون من الصورة التي ظهر فيها «بن زايد» يكتب كلمة «العدل» وقد وضع همزة قطع على حرف الألف «ألعدل»، مشيرين إلى أن هذا دليل على أن تعليمه «ضعيف».
أما بن «زايد»، فنال الجزء الأكبر من الهجوم، حيث حمله ناشطون، مسؤولية ما يجري في الإمارات من اعتقالات، وتعذيب داخل السجون، وتكميم للأفواه، وقمع لحرية الرأي والتعبير، متسائلين عن أي عدل يمكن أن يتصف به ولي عهد أبوظبي بعد ذلك.
لم يقتصر اتهام «بن زايد» بالظلم على ما يجري في الإمارات، بل تعداه إلى دول الجوار، خاصة قطر واليمن، حيث شن ناشطون هجوما حادا بسبب فرض الإمارات حصارا جائرا على قطر منذ أكثر من عام، وفرض مقاطعة وقطيعة مع أهلها دون وجه حق.
كما انتقدوا «بن زايد» لتدخله في حرب اليمن، وتسببه في مقتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ، بدون داع.
وزاد الناشطون، هجومهم على «بن زايد»، لدعمه الانقلاب في مصر، وتلطخ يداه بدماء أنصار الريس المصري الأسبق «محمد مرسي»، ودماء الليبيين، بسبب دعمه قائد الجيش الليبي في الشرق «خليفة حفتر».
وتساءل الناشطون عن العدل إذا كانت الإمارات تصرف المليارات لتدمير الدول العربية، والتآمر على القضية الفلسطينية، ودعم الاحتلال الإسرائيلي، والتعبية للولايات المتحدة الأمريكية.
وسبق أن أعربت الأمم المتحددة في تقرير لها، عن قلقها بشأن طريقة معاملة أجهزة دولة الإمارات للمدافعين عن حقوق الإنسان وعائلاتهم.
كما سبق أن اتهمت منظمة «العفو الدولية»، الإمارات والقوات اليمنية المتحالفة معها، بارتكاب «جرائم حرب»، من خلال تعذيبها محتجزين في شبكة السجون السرية التي تديرها بجنوبي اليمن، داعية إلى ضررة التحقيق في هذه الانتهاكات.
وتشارك الإمارات كلا من السعودية ومصر والبحرين في حصار قطر، كما تدعم أبوظبي القاهرة بسخاء منذ الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا «محمد مرسي» في يوليو/تموز 2013، في وقت تقدم فيه العون لقائد الجيش المنشق في ليبيا «خليفة حفتر».