ما الذي تهدف إليه أبوظبي برعايتها لمؤتمر قادة فصائل اليمن الجنوبي؟

الخميس 19 مارس 2015 04:03 ص

تستعد مدينة أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر كبير يجمع بين الفصائل والقيادات السياسية في الجنوب اليمني، حيث تجري التجهيزات التي يقوم بها قادة سياسيون من جنوب اليمن على قدم وساق.

ووفقا لما أكده رئيس الوزراء اليمني الأسبق «حيدر أبوبكر العطاس»، فإن قائمة الحضور يأتي على رأسها الرئيسين الجنوبيين السابقين «علي سالم البيض» و«علي ناصر محمد»، إضافة إلى قادة جنوبيين آخرين بينهم عدد من السلاطين السابقين معظمهم يعيش خارج اليمن.

ويهدف المؤتمر إلى التوافق على رؤية سياسية وموقف موحد للجنوب اليمني، في ظل تزايد المطالبات بالانفصال وبخاصة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي، وبرغم تأكيد «العطاس» قبل أيام أن المؤتمر لن يطالب باستقلال الجنوب، إلا أنه عاد ليقول مرة أخرى في تصريحات لقناة «العربية الحدث» إن المؤتمر له مهام أولها، أن تكون للجنوب رؤية جنوبية موحدة لكيفية التفاوض مع الشمال، وثانيا، تكوين قيادة جنوبية موحدة لإدارة العملية السياسية في الجنوب مع كل القيادات.

و تثير هذه التصريحات الغامضة العديد من علامات الاستفهام وبخاصة الشق الخص بالحديث عن المفاوضات مع الشمال في هذا الوقت، وأيضا من حيث انعقاد المؤتمر في دولة الإمارات العربية المتحدة التي ظل موقفها معروفا من العملية الانتقالية والسياسية في اليمن ومن الرئيس «عبدربه منصور هادي» الذي يصر على الاستمرار في خطة اليمن الإتحادي المكون من أقاليم، وهو ما ترفضه الإمارات العربية المتحدة ويرفضه الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق «علي عبد الله صالح»، بما يتلقيانه من دعم إماراتي وتعاون وثيق مع حكومتها قبيل سقوط العاصمة اليمنية.

كانت مصادر صحفية قد أكدت أن الإمارات شجعت خلال الشهرين الماضيين الرئيس الأسبق للجنوب «علي ناصر محمد» على التفاوض مع الحوثيين والرئيس المخلوع «علي صالح» وإيران لتولي رئاسة الفترة الإنتقالية وهوما جعل هذه الدول تستمر في مشروعها باتجاه تقويض حكم الرئيس «عبد ربه منصور هادي» الذي لازال يعاني صعوبات كثيرة، ألا أن نجاح «هادي» في الهروب تسبب في خلط الأوراق الإماراتية.

في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي «عباس الضالعي» لصحيفة «عربي 21»، أن انتقال «هادي» إلى مدينة عدن (جنوبي اليمن) أثار عددا من القوى الجنوبية، الذي نتج عن ذلك بروز ملامح الصراع الجنوبي القديم في منتصف الثمانينيات والمعروفة إعلاميا بـ«صراع الطغمة والزمرة في اليمن الجنوبي»، بدعم إقليمي يجسده الاجتماع المقرر في أبوظبي.

وأضاف: إن «ملامح الصراع، بدأ عندما قام الرئيس هادي منح إدارة السلطة والأمن والدفاع في عدن لعناصر محسوبة جغرافيا على مسقط رأسه مدينة أبين، وأبرزها اللجان الشعبية المسلحة التي أغلب عناصرها من تلك المنطقة، بالإضافة إلى تسليم الموالين له والمحسوبين على الزمرة، تيار جنوبي ينحدر من محافظتي أبين وشبوة، مسؤولية قيادة السلطة ومؤسسات الدولة في مقر إقامته في عدن».

وأكد «الضالعي» أن هذه الإجراءات دفعت بجبهة الطغمة، التيار السياسي الذي ينتمي قادته إلى مدينتي لحج والضالع، إلى إعادة تشكيل قواها في الخارج والداخل لمواجهة المشروع الذي يتبناه «هادي».

كما لفت «الضالعي» إلى أن هناك خلافات خفية بين السعودية ودولة الإمارات، التي تبدو واضحة في تفاصيل الشأن اليمني، حيث تدعم الرياض الرئيس اليمني الحالي والقوى المؤدية له، وعلى النقيض من ذلك، تقف أبوظبي في مسار مغاير عبر دعمها العلني لجماعة الحوثي، ومن قبلهم الرئيس السابق «علي عبد الله صالح»، على حسب وصفه.

وتوقع الكاتب اليمني أن «تشهد المرحلة المقبلة صراعا جنوبيا جنوبيا يوازيه دخول قوى شمالية في الصراع، تحت ذريعة دعم شرعية هادي وشرعية ثورة الحوثي، وهو صراع مرتبط بقوى إقليمية، وتحديدا بين السعودية ودول خليجية أخرى من جهة، وإيران ومعها دول خليجية من جهة أخرى، وفي مقدمة تلك الدول الإمارات».

وقال المحلل السياسي اليمني إن «من يراقب اللقاء الذي سيجري في دبي، والمشاركين فيه، سيجد أن أغلبهم مرتبط بإيران، وهذا ما يجعل ملف الانفصال عن الشمال، أولوية في هذا الاجتماع»، خاصة مع مشاركة الرئيس السابق لليمن الجنوبي ونائب الرئيس اليمني الأسبق «علي سالم البيض» الذي اعترف بعلاقته مع إيران وتمويلها له ولوسائل إعلامه وللحركة الانفصالية خلال الفترات السابقة.

وكذلك مشاركة الرئيس السابق «علي ناصر محمد» الذي أبرم اتفاقا مع دولة الإمارات وإيران ودول أخرى بعد مفاوضات أجرتها معه جماعة الحوثي برعاية إيرانية وتحركات إماراتية للترشح كرئيس لمجلس الرئاسة أو المجلس العسكري الذي تبناه الحوثيون عندما كان الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» تحت الإقامة الجبرية وقبل أن يتمكن من المغادرة الى عدن.

وتتمحور رؤية «ناصر» لحل القضية الجنوبية عبر ما يسميه بالفيدرالية المزمنة التي تتوج بحق تقرير المصير برعاية أممية وضمانات دولية.

 لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون الآن يتعلق بالحديث عن تنسيق سعودي إماراتي لرعاية مؤتمر جنوبي تقوم أدبياته على فكرة حق تقرير المصير الذي يمكن لسيطرة الحوثيين ومن ورائهم إيران، أم أن أبوظبي لم يرقها المشهد الحالي الذي تبدل بعد خروج «هادي» من صنعاء كممثل للشرعية الدستورية التي اختطفها الحوثيون فراحت تفتح عليه أبوابا في الجنوب كما فتحت عليه أبوابا في الشمال بمساندة قوى أخرى على رأسها إيران، وبالمخالفة للخطط والرؤى السعودية.

  كلمات مفتاحية

الإمارات هادي إيران الحراك الجنوبي انفصال الجنوب السعودية

معركة احتلال السماء في اليمن

«ديلي ميل»: اليمن الممزق ينزف في حرب بالوكالة بين إيران والسعودية

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

حزب «الإصلاح» اليمني يوافق على تشكيل مجلس رئاسي برئاسة «هادي»

اليمن: خيار الحرب والسلم

«الزياني» يؤكد استمرار الدعم الخليجي لـ«هادي» وسفراء «التعاون» سيمارسون مهامهم من عدن

معركة احتلال السماء في اليمن