احتجاج البحرين ضد الولايات المتحدة: ما هي الأسباب؟

الخميس 10 يوليو 2014 09:07 ص

اندريه أونتيكوف، صوت روسيا، 9 يوليو/تموز 2014

ذكرت جين بساكي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن بلادها تعتزم الحفاظ على علاقات جيدة مع البحرين، على الرغم من طرد مساعد وزير الخارجية توم مالينوفسكي. 

لكنها في الوقت نفسه، خرجت منها زلة لسان عندما قالت بأن حكومة الولايات المتحدة "تدرس خيارات مختلفة" رداً على تصرفات البحرين. ولكنها لم تحدد ذلك أثناء بيانها في الخارجية.

السبب وراء الإعلان عن الدبلوماسي الأميركي بأنه شخصية غير مرغوب فيها هو لقاؤه مع جماعة الوفاق المعارضة. وبحسب رأي بساكي فإن هذا اللقاء مع نشطاء المجتمع المدني هو ممارسة شائعة خلال الزيارات الدولية. ولكن يبدو أن المنامة ليست على استعداد لقبول مثل هذا النهج كم قبل واشنطن.

ويشير الخبراء إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين فعلاً يعربون في كل مرة عن رغبتهم في مقابلة ممثلي المعارضة في مختلف البلدان. وهنا تبدو الأمور عادية خاصة وإن الدبلوماسيون في العديد من البلدان يفعلون الأمر نفسه. لكن السؤال هو، ما هي المواضيع التي تتم مناقشتها خلال هذه الاجتماعات؟ ليس سراً بأن الاتصالات الأمريكية مع ممثلي المعارضة في كثير من الأحيان تترك تأثيراً كبيراً على سلوك المعارضة. وهذا ما يقلق المنامة في حقيقة الأمر.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كان رد فعل السلطات بطيئاً في المنامة؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نولي اهتماماً للتغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة، حيث أشار المستشرق الروسي سيميون باغداساروف قائلاً:

لقد اتخذت الولايات المتحدة سياسة التقارب مع إيران. وبطبيعة الحال، فإن بعض دول الخليج تعارض هذا النهج الأمريكي بشدة. وبالتالي بدأت هذه الدول تفهم وتدرك بأن أمريكا شريكاً لا يمكن الاعتماد عليه. بالإضافة إلى ذلك، تمارس واشنطن ضغوطاً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في سياق السياسة الصارمة التي يمارسها ضد الإخوان المسلمين. وكما هو معلوم فإن هذه الجماعة الارهابية بنظر القيادة المصرية لا تلقى دعماً من منطقة الخليج سوى من قطر فقط.

مع ذلك، لا نرى أي تغييرات، حيث يقوم الدبلوماسيون وكبار المسؤولين العسكريين الأمريكان بصورة دورية بزيارة المنطقة، علماً أن أوباما قام قبل بضغة أشهر بزيارة للمملكة العربية السعودية. ولكن تزداد مشاعر عدم رضا الأنظمة الملكية من سياسة واشنطن وأن رياح العداء لأميركا بدأت بالفعل تهب في سماء المنطقة.

وهنا يشير الخبراء إلى أنه، عن طريق طرد دبلوماسي أميركي رفيع المستوى، تكون البحرين قد اتخذت خطوة جريئة جداً. فكما هو معلوم تقليدياً كانت المملكة تسعى للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. ومن هذا المنطق لن نستغرب حقيقة وجود قاعدة الأسطول الخامس الأميركي في الجزيرة. ولكن، من الواضح، جاء اللحظة عندما بدأت مصالح البلدين تتباين بشكل ملحوظ.

  كلمات مفتاحية

عودة مسؤول أميركي «غير مرغوب فيه» إلى البحرين