معرض بـ(إسرائيل) يعرض لوحات «مسروقة» لفنانين عرب

الثلاثاء 31 يوليو 2018 09:07 ص

كشف منظمو معرض فني أقيم في (تل أبيب) إن محتويات المعرض عبارة عن أعمال فنية تم «سرقتها» من فنانين عرب.

وافتُتح المعرض، الذي يحمل اسم «فن عربي مسروق»، هذا الشهر، وتعمد منظموه كما أعلنوا «سلب ممتلكات» الفنانين العرب بهدف «لفت الأنظار إلى مكانة (إسرائيل) الشاذة في الشرق الأوسط»؛ وهو الأمر الذي أثار جدلا في الأوساط الفنية واستهجانا عربيا.

سرقة وعرض الأعمال

وقال مركز الفن الإسرائيلي المُسمّى «1:1 للفن والسياسة»، الذي استضاف المعرض، إنه اختار عدم نشر أسماء الفنانين العرب «لعلمنا بعدم رغبتهم بعرض أعمالهم في (إسرائيل) كجزء من المقاطعة الثقافية العربية والعالمية لدولة (إسرائيل)، وكي لا نفرض عليهم تعاونا لا يرغبون به، وبهدف عدم تعريضهم لسيف الانتقادات واتهامات الخيانة».

وعلى الرغم من رفض المركز إعلان أسماء الفنانين المعروضة أعمالهم، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية عديدة عن أن أعمال الفنان المصري «وائل شوقي» والفنان اللبناني «وليد رعد» عُرضت دون موافقتهما.

وظهرت صور تشير إلى أن مقتطفات من سلسلة أفلام الدمى المتحركة «Cabaret Crusades» أو (كباريه الحروب الصليبية) للفنان المصري «وائل شوقي» معروضة في المركز، ويسعى «شوقي» فيه إلى إعادة تناول الحروب الصليبية من منظور مختلف.

ويصف «عومير كريغر»، أحد مؤسسي المركز، نفسه باعتباره فنانا وناشطا سياسيا ضد الاحتلال، وقال لـ«بي بي سي» إن الهدف من وراء المعرض يتناقض مع رد الفعل الذي تلقاه من النقاد.

وقال «كريغر»: «كانت الفكرة أن نعرض أعمال فيديو رائعة لفنانين عرب على الجمهور الإسرائيلي، من المفترض أن تُظهِر لهم العرب من منظور آخر مختلف عما يرونه في وسائل الإعلام ومن السياسيين اليمينيين في (إسرائيل)».

إلا أن ردود فعل الفنانين العرب حتى الآن على «سرقة» أعمالهم، لم تتفاعل مع الهدف المعلن للمعرض.

وتؤكد الفنانة الفلسطينية «رائدة أدون» استنكارها لفكرة المعرض بالصياح ضد المنظمين خلال حفل الافتتاح.

وهو ما علق عليه «كريغر» بقوله: «جاءت الموجة الأولى من ردود الفعل كما لو كنا مسؤولين عن الاحتلال».

أما الفنانة الفلسطينية «عزة الحسن»، التي تركز أعمالها على توثيق الذاكرة البصرية الفلسطينية، صرحت بدورها لـ«بي بي سي»: «بصراحة، في البداية، أعجبتني الفكرة لأنني اعتبرت ذلك تعبيرا ضد النظام».

لكنها وصفت تصريحات «كريغر» لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، التي دعا فيها إلى تغيير بيئة الخوف التي تمنع العرب من العرض في (إسرائيل)، بأنها «متعالية».

«حقوق الملكية» الفنية

وأفصح «كريغر» عن رغبته في أن يتم عرض أعمال فنانين عرب بإذن منهم، إلا أنه افتتح المعرض على الرغم من رفضهم، وعدم رد البعض على عرض أعمالهم في الافتتاح.

وأشار كريغر أنه يهدف إلى الترويج لنقاشات حول موضوع حقوق الملكية في الفن، بعيدا عن الأسئلة السياسية التي يثيرها المعرض حول الاحتلال الإسرائيلي والمشكلة الأخلاقية، نافيا أن يكون المعرض من قبيل الاستحواذ على الفن العربي.

غضب الفنانين

من ناحيته، يقول «وائل شوقي» لـ«بي بي سي»: «مشكلتي شخصيا، مع كل السرقات الفنية، ليس مع حقيقة أن الفن المسروق يعرض في تل أبيب ولكن أن تكتشف أن عملك يُعرض من غير موافقتك».

ويعتبر «شوقي» نفسه ضمن كثير من الفنانين العرب الذين يرفضون عرض أعمالهم في (إسرائيل).

إذ ذكر أنه لا يعرض أعماله في بلد «ظروفه السياسية غير مستقرة»، بما فيها بلده مصر.

ويضيف: «لا أشعر أن على الفن أن يُعرض في ظروف غير مستقرة سياسيا»، مضيفا أنه رفض عروضا كثيرة من متاحف إسرائيلية لشراء أعماله.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر لبنان معرض فني

«محمد» و«مريم».. أكثر الأسماء انتشارا في (إسرائيل)

أغنية راب تثير ضجة فلسطينية وإسرائيلية.. لماذا؟