أثارت ثلاث تغريدات أطلقها نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم"، حول السياسة في العالم العربي وتأثيرها على التقدم والتنمية، جدلا واسعا.
تأتي هذه التغريدات، في ظل الكشف عن تأثر إمارة دبي اقتصاديا بشكل كبير، نتيجة قرارات الإمارات السياسية، خاصة في الشأن الخارجي، المهيمن عليها إمارة أبوظبي.
وقال "بن راشد"، إن "الحياة علمته أن الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي هي مضيعة للوقت، ومَفسدة للأخلاق، ومَهلكة للموارد".
وأضاف: "من يريد خلق إنجاز لشعبه فالوطن هو الميدان.. والتاريخ هو الشاهد.. إما إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها".
وتابع "بن راشد"، في تغريدة أخرى: "لدينا فائض من السياسيين في العالم العربي، ولدينا نقص في الإداريين.. أزمتنا أزمة إدارة وليست موارد".
وضرب مثالا بالصين واليابان، وأشار إلى أنهما "لا تملكان موارد طبيعية.. وأين وصلتا. وانظر لدول تملك النفط والغاز والماء والبشر، ولا تملك مصيرها التنموي.. ولا تملك حتى توفير خدمات أساسية كالطرق والكهرباء لشعوبها"، دون أن يسمي هذه الدول.
وتابع حاكم دبي مستنكرا: "في عالمنا العربي.. السياسي هو من يدير الاقتصاد، ويدير التعليم، ويدير الإعلام، ويدير حتى الرياضة!".
واستطرد: "وظيفة السياسي الحقيقية هي تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي وغيرهم.. وظيفة السياسي تسهيل حياة الشعوب، وحل الأزمات بدلا من افتعالها.. وبناء المنجزات بدلا من هدمها".
تغريدات "بن راشد"، لم تثر الجدل في مضمونها، حيث أجمع كثيرون على صحة ما ذكره.
إلا أن هذه التغريدات، أثارت الجدل حول شخص "بن راشد"، قبل أن تثير الجدل حول الهدف من ورائها.
فـ"بن راشد"، هو أحد مسؤولي الإمارات وقادتها، وحاكم إحدى الإمارات بها، ويشغل منصب نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، وبالتالي فإنه يناقض نفسه وما تقوم به بلاده، المسؤول عن اتخاذ القرار فيها، من إجراءات تناقض ما غرد به.
في وقت تساءل آخرون عن الهدف من وراء هذه التغريدات، وهل هي رسائل إلى حكومة أبوظبي، التي أقحمت نفسها في صراعات، وخلافات مع دول المنطقة، ما تسبب في أزمة مالية في دبي.
وتشارك الإمارات، كلا من السعودية ومصر والبحرين في حصار قطر، كما تدعم أبوظبي القاهرة بسخاء منذ الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا "محمد مرسي" في يوليو/تموز 2013، في وقت تقدم فيه العون لقائد الجيش المنشق في ليبيا "خليفة حفتر".
وتواجه أبوظبي والقوات اليمنية المتحالفة معها اتهامات، بارتكاب "جرائم حرب"، من خلال تعذيبها محتجزين في شبكة السجون السرية التي تديرها جنوبي اليمن.
وتشهد دبي، تراجعا اقتصاديا ملحوظا خلال الفترة الماضية، حيث هبطت سوق الأسهم 13% منذ بداية العام، مسجلة أسوأ أداء في المنطقة، فيما انخفضت أسعار العقارات السكنية بما يزيد عن 15% منذ أواخر عام 2014 وما زالت تتراجع.
وعزا تقرير لـ«رويترز»، تلك التراجعات للتباطؤ الاقتصادي بمنطقة الخليج الناتج عن انخفاض أسعار النفط، لكن أرقاما أخرى تشير إلى أن بعض المحركات التقليدية للنمو بدبي تفقد قوة الدفع، مما قد يعني تراجعا طويل الأجل.
وانخفض نمو حركة الركاب عبر مطار دبي الدولي إلى قرب الصفر هذا العام، بعد 15 عاما من الزيادات القوية، وربما تضعف رحلات الطيران الطويلة المدى بشكل متزايد هيمنة دبي كمركز للسفر يربط آسيا بأوروبا.