انتقادات لموقف "الحريري" الداعم للسعودية ومخالفته سياسة النأي بالنفس

السبت 11 أغسطس 2018 04:08 ص

انتقدت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، سياسات رئيس الوزراء "سعد الحريري"، فيما يخص سياسة النأي بالنفس، متهمة إياه بتأييد المواقف السعودية رغم إحجامه عن تأييد دول وقفت إلى جانب لبنان مثل فنزويلا.

وقالت الصحيفة اللبنانية إن "البلد اللاتيني الذي وقف إلى جانب لبنان، والشعب اللبناني، لم يجد تضامنا لبنانيا مع محاولة اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، غير أن الحريري كسر قاعدة النأي بالنفس عندما دخلت السعودية في صراع دبلوماسي مع كندا".

وفي التقرير الذي كتبته "ليا القزي"، قالت الصحيفة إن "الحريري الذي لم يُمانع تدخّل فرنسا والولايات المتحدة لدى الرياض للإفراج عنه غداة اعتقاله في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دعا إلى احترام السعودية في قضائها وقوانينها ضدّ كندا التي اعترضت على الإجراءات المُتخذة بحق ناشطي حقوق الإنسان".

وأشارت "القزي" إلى أن "اللاموقف بحالة فنزويلا، والموقف بحالة السعودية، هما مثالان على الازدواجية التي تُعاني منها الدولة اللبنانية في ما خصّ مفهوم النأي بالنفس، الذي كان من المفترض أن يكون أداة لضبط المواقف المحلية، وإذا به يتحوّل أداة ضغط دولية على لبنان".

وتابعت الصحيفة: "لا أحد يعلم لماذا فوّض الحريري نفسه للتدخل في صراع دبلوماسي دولي بين بلدين يستقبلان العديد من اللبنانيين لديهما، فيما دعا الحريري وفريق 14 آذار اللبنانيين من السياسيين والإعلاميين والمدونين إلى عدم التعاطف مع الشعب اليمني بحجة أن ذلك يهدّد مصير آلاف العائلات اللبنانية العاملة في الخليج".

وأضافت: "لبنان نفسه، يصمت أمام تدخّل المجتمع الدولي ومشاركته في الحرب على سوريا، واستخدام الدول الأجنبية للأجواء اللبنانية لقصف دمشق والاعتداء على سيادتها، والصالونات اللبنانية تُفرش بالورود أمام الدبلوماسيين العرب والأجانب، لشرب فنجان قهوة والتدخل في كلّ شاردة وواردة محلية".

وقالت الصحيفة إن الدوائر الدبلوماسية في لبنان توصلت إلى أن "لبنان لا يُمارس النأي بالنفس إلا فيما يخص الملف السوري، أما في القضايا الأخرى، فهناك تماهٍ كلّي مع الرؤية السعودية".

وتابعت: "إدارة اللعبة تتناقض مع سياسة الرئيس ميشال عون، القائمة على أن يكون لبنان جسراً للحوار بين الدول العربية بما له من علاقات معها، وتحفظ لبنان بعيداً عن أي محاولات لجرّه والمنطقة إلى ساحة للصراعات".

وختمت الصحيفة بأن هنالك دراسة جدية في وزارة الخارجية لمواقف لبنان الخارجية والمعايير المعتمدة، وذلك بغرض كتابة تقرير يرفع إلى الوزير "جبران باسيل" يتضمن كل المخالفات بهذا الشأن.

وكانت أزمة داخلية اندلعت في لبنان إثر إعلان "الحريري" في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استقالته بصورة مفاجئة عبر خطاب متلفز من السعودية، شن خلاله هجوما حادا على إيران و"حزب الله".

وتراجع "الحريري" عن استقالته، خلال كلمة له، في اليوم التالي لعودته إلى بيروت، نهاية الشهر ذاته، داعيا إلى بذل الجهود من أجل الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وعن كل ما يسيء إلى الاستقرار الداخلي والعلاقات مع الأشقاء العرب.

  كلمات مفتاحية

الحريري النأي بالنفس العلاقات السعودية اللبنانية الأزمة السعودية الكندية الحرب في سوريا

الإمارات تدعو لبنان إلى الالتزام بـ«النأي بالنفس» في اليمن

«الحريري» يتراجع رسميا عن استقالته ويجدد الالتزام بسياسة «النأي بالنفس»