تراجعت صادرات بلدان الأسواق الناشئة بشكل حاد هذا العام، حتى قبل أن يبدأ تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على عدد من الدول.

جاء ذلك وفقا لحسابات أجرتها "فاينانشيال تايمز" استنادا إلى أرقام صادرة عن "مكتب تحليل السياسة في هولندا" CPB، وهو مصدر للبيانات التجارية يتم تتبعه على نطاق واسع.

وانخفض النمو في أحجام صادرات الأسواق الناشئة من 6.5% على أساس سنوي في فبراير/شباط إلى 1.8% فقط في مايو/أيار، وهو آخر شهر توافرت عنه بيانات.

وتستند الأرقام إلى المتوسط المتحرك لثلاثة أشهر للتخفيف من التقلبات الشديدة.

وأشار تحليل منفصل أجراه المختص الاقتصادي في الأسواق الناشئة في "كابيتال إيكونوميكس"، "ليام كارسون" مستندا فيه إلى مجموعة خاصة من البيانات الوطنية والأرقام من هيئات مثل "مبادرة بيانات المنظمات المشتركة"، كذلك إلى تباطؤ حاد في أحجام الصادرات في الأسواق الناشئة في الأشهر الأخيرة.

في حين تعد بيانات "كابيتال إيكونوميكس" أقل تشاؤما من بيانات CPB - ربما بسبب الاختلاف في طريقة التصحيح الذي استخدمته الشركتان ليتناسب مع السنة الصينية الجديدة المتأخرة نسبيا هذا العام - فإنها لا تزال تشير إلى تباطؤ في نمو الحجم يصل إلى 3.5% على أساس سنوي، بالاستناد إلى متوسط ثلاثة أشهر، مقارنة بذروة دورية بلغت 6.1% في يوليو/تموز 2017.

وتشير بيانات منفصلة من "إن إن إنفستمنت بارتنرز" إلى أن الموجة الأولى من العقوبات الأمريكية على الصين، وتدابير بكين الانتقامية، لا يبدو أنهما زادتا من تباطؤ صادرات الأسواق الناشئة، على الأقل اعتبارا من الشهر الماضي.

ويسعى "ترامب" إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي، ودائما ما يشير إلى أن رفع مستوى الرسوم على الواردات الأمريكية، يمكن أن يكون أحد السبل لتحقيق توازن تجاري.

وبلغ عجز التجارة الخارجية الأمريكية، 291 مليار دولار، خلال النصف الأول 2018 مسجلًا زيادة قدرها 7%، مقارنة مع النصف الأول 2017.

وأثارت واشنطن غضب المجتمع الدولي أجمع، إثر فرضها رسوما جمركية إضافية على واردات الصلب والألومنيوم على عدد من الدول.