القمة العربية المرتقبة والتعاون الدولي للقضاء على الإرهاب أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الثلاثاء 24 مارس 2015 08:03 ص

تناولت المقالات الافتتاحية للصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم القمة العربية المرتقب عقدها يومي 28 و29 من مارس/آذار الجاري في شرم الشيخ في ظل تحديات تواجهها المنطقة.. بجانب أهمية التعاون الدولي للقضاء على التطرف والإرهاب واستئصاله من جذوره وتجفيف منابعه.

وتحت عنوان «القمة المصيرية» قالت صحيفة «الخليج».. إن القمة العربية يجب أن تكون مهمة واستثنائية بقدر ما تواجهه الأمة العربية من مخاطر تتعلق بالحاضر والمستقبل والمصير والوجود فإذا لم تكن القمة بهذا المستوى فلا مبرر لها وإذا لم تتخذ من القرارات والمواقف التي تكون بحجم هذه المخاطر فلا ضرورة للقمة لأن الآتي أعظم.

وحذرت الصحيفة من أن النظام العربي يتهاوى ومؤسسات «الجامعة العربية» في حالة شلل والانقسام العربي تعمق والصراعات بين الدول العربية باتت تشكل تهديدا جديا للأمن القومي.. والإرهاب التكفيري يعبر الحدود ويتمدد ويتم رفده بكل أشكال المرتزقة وشذاذ الآفاق ويجد من يمد له يد العون والدعم ويؤمن له الحاضنة والمناطق الآمنة وطرق العبور ويمارس باسم الإسلام أبشع جرائم وفظائع.. تتساوى مع ما ارتكبه ويرتكبه الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني.

وألمحت إلى أن التهديد الوجودي العنصري الصهيوني الذي يهدد الأمة منذ «وعد بلفور» وما بعده وقد ازداد سعارا وعدوانية وتوحشا وهو الآن يرمي بقفاز التحدي في وجه العرب والعالم وحتى في وجه الحليف الأمريكي الذي يرعاه ويرضعه ويحميه.

وخلصت «الخليج» إلى أن قضايا كثيرة وخطرة ومصيرية أمام قمة يجب أن تكون استثنائية.. مضيفة أن فائض الخطر الذي يهدد الجميع.. يلهم من ستضمهم القمة أن يضعوا خلافاتهم وصراعاتهم جانبا وأن يرسموا إستراتيجية تحدد الأولويات وأن يتولوا الأمر بأيديهم وليس بالأيادي المستعارة فالأمة لاتزال قادرة على الصمود والمواجهة فلا تكتبوا ورقة نعيها.

من جانبها، أشارت صحيفة «البيان» في افتتاحيتها إلى أن القمة العربية المرتقبة في شرم الشيخ تنعقد في ظل العديد من التحديات والمخاطر التي تهدد بتقسيم وتفتيت دول عربية وتنال من المصير العربي المشترك والأمن القومي العربي خاصة مع استشراء ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية.

وقالت الصحيفة تحت عنوان «تحديات كبيرة في قمة العرب».. إن هذا الحدث الهام يعقد وسط واقع سياسي مثقل بالمشاكل المستعصية فمن مشاكل اقتصادية مزمنة إلى خلافات داخلية في عدد من الدول تهدد بمزيد من التفسخ لعدد من التجمعات العربية وهو ما يستدعي بعث إرادة قوية لدعم وحدة الدول وغلق الأبواب أمام التدخلات الأجنبية التي ساهمت سابقا في تعقيد المشاكل دون حلها.

وأشارت إلى أن القمة العربية مناسبة للتبصر بمشكلات.. ومخاطر تهدد المنطقة العربية بضمان معالجة حكيمة للقضايا السياسية المعاصرة على رأسها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا مع انتشار سرطان الإرهاب والذي يتطلب توحيد الجهود والمواقف العربية في مواجهته.

وختمت «البيان» افتتاحيتها أن على القمة أن ترتقي بعملها لتصبح منبرا حقيقيا للمواطن العربي أينما وجد وأن تسعى دوما إلى خدمة قضاياه وطموحاته وتطلعاته بشكل دائم حتى يمكن للعمل العربي المشترك أن يحقق النتائج المرجوة منه.

يكتشف المتابعون للافتتاحيتين أن موقع وأولوية القضية الفلسطينية والتهديد الصهيوني للحقوق العربية ليس في المقدمة رغم إنكار الفائز - وأيا كان الفائز - في الانتخابات «الإسرائيلية» لحل الدولتين وللدولة الفلسطينية وإعلان حقه في بناء المستوطنات وقيام دولة لكيان عقدي غاصب على أنقاض المسجد الأقصى.. كما يكتشفون أيضا وكالة الحرب التي تقودها دولة الإمارات في مواجهة إرادة الشعوب في مصر وليبيا واليمن وسوريا.

قمة المطلب الإماراتي – المغلف بطلب مصري- بضرورة إنشاء قوة عربية مشتركة مدعومة ماليا من الإمارات وبعض دول الخليج للتدخل السريع في شؤون الدول العربية التي تعزف سيمفونية لا تتناغم مع سياساتها في المنطقة تحت مسمى فضفاض مزيف لمواجهة ما تعتبره «الإرهاب».      

وتحت عنوان «التعاون الدولي لسحق الإرهاب» قالت صحيفة «الوطن» إن العودة إلى صحيح الدين تكمن بالتنوير وهو الكفيل بإخراج الظلاميات أو العقول الضالة من غيبتها.. موضحة أن بعض الدول المبتلاة بالإرهاب اليوم تعاني من الدخلاء على الدين.. وبث الحقد والزج بالطائفية والعنصرية في عقول ضعاف النفوس.. وأن ضبط الخطاب الديني يبدو متعذرا حتى اليوم في تلك الدول نتيجة ضعف السلطات فيها.

وأكدت الصحيفة على ضرورة توفير حماية حقيقية للدين وتعاليمه ومنع تشويهه أو إعطاء فكرة مغلوطة عنه مشيرة إلى أن الأحداث المؤلمة والوحشية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية وخاصة «داعش» و«النصرة» و«خراسان» و«بيت المقدس».. مضيفة أنه إلى جانب التحالف الدولي لسحق الإرهاب فلابد من تعزيز التعاون بين جميع الدول العربية والإسلامية وتفعيل الإعلام لخدمة الدين وتبيان نصوصه وقواعده وانفصال التنظيمات المتلطية باسمه والتي تدعي زورا وبهتانا أنها تمثله عنه وهذا يحتاج إلى الاستعانة بعلماء الدين والخبراء الإعلاميين.

وختمت الصحيفة افتتاحياتها بأن الإسلام دين محبة ورحمة وانفتاح وتسامح وعبره قامت حضارات لاتزال البشرية تنهل منها حتى يومنا هذا وآثارها الخالدة لاتزال قائمة وتستقطب الملايين من الذين تأثروا بهذه الحضارة العظيمة.

وفي سياق متصل، قالت نشرة «أخبار الساعة» تحت عنوان «خطـر متزايـد للإرهــاب» إن التقارير الرسمية والدولية تنقل يومياً العديد من الجرائم البشعة التي ترتكبها المنظمات الإرهابية في العديد من بلدان المنطقة والعالم، وبخاصة بعد استيلائها على مساحات واسعة من الأراضي المأهولة بالسكان المدنيين العزل، والعديد من هذه الجرائم يفوق في دمويته جرائم الحرب ضد الإنسانية، كعمليات الإعدام الجماعية، وقطع الرؤوس، والحرق، وانتهاك الحرمات والأعراض، وفرض الإتاوات، والقيود الدينية المتشددة ضد المدنيين.

وأشارت الافتتاحية - التي تنشرها صحيفة «الاتحاد» الظبيانية، إلى أنه بالرغم من أن الإمارات كانت سباقة في مجال مكافحة الإرهاب، ومن أولى الدول التي تصدت له من خلال تشريعها قانون مكافحة الجرائم الإرهابية، الذي أصدره خليفة بن زايد رئيس الدولة في أغسطس/آب 2014، وبعده أصدرت لائحة تضم نحو 83 منظمة إرهابية، إلا أن التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، سواء على مستوى فردي من الدول أو على المستوى الإقليمي والدولي، يتبدى في أفضل مظاهرة، أقل من الطموح والأمل المنشود، وأقل رد فعل مقارنة بحجم العمليات الإرهابية وبرك الدماء التي تسببها ظاهرة الإرهاب كل يوم في العديد من بلدان المنطقة والعـالم.

ونقلت الافتتاحية تحذيرات «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» - مصدر «أخبار الساعة»- عبر سلسلة من المؤتمرات والتصريحات من خطر التراخي والتباطؤ في العمل على مواجهة الجماعات الدينية السياسية التي تلتحف بغطاء الدين زورا وزيفا وبهتانا لتغرير الشباب والأطفال للانخراط في صفوف الإرهاب، واليوم، تستثمر المنظمات الإرهابية هذا الفراغ، وتشرع، على سبيل المثال لا الحصر، بتطوير عملها، حيث شرع قراصنة معلوماتية يؤكدون انتماءهم إلى تنظيم داعش بنشر لائحة بأسماء 100 عسكري أمريكي مع صورهم وعناوينهم المفترضة ورتبهم العسكرية.

وأضافت أن الحرب ضد الإرهاب يجب أن تنطلق من محاربة الفكر المتطرف، لكونه البيئة الجاهزة والحاضنة الأم لتفريخ الإرهاب..وأن بلدان المنطقة والعالم ستظل تحت تهديد ظاهرة الإرهاب، محذرة في ختام مقالها من أن كلفة الدفاع عن النفس ستكون باهظة أكثر من كلفة المواجهة الحقيقية والحرب ضد هذه الظاهرة.. ولاسيما في الأنفس والتجهيزات والتعبئة والمال والزمن ونحو ذلك..

نتفق أو نختلف مع ما يسمى بالحرب على الإرهاب إلا أن مركز الإمارات للدراسات «الاستخباراتي» يركز دائما وسيفعل مستقبلا على تداخل المساقات والمنهجيات فتخلط بين منهج فكري تعتمده جماعات سياسية تتخذ من الإسلام مرجعية لها، ومنهج جماعات تكفيرية تتلاعب بها أجهزة استخباراتية دولية – قد تكون الإمارات هي نفسها واحدة من تلك الدول – وتتخذ من العنف والتكفير منهجا لها وشبابها بحاجة إلى مناصحة تعتمد وسائل استقطابهم.. في حين أن أصحاب المنهج الأول يحتاجون بحسب أصحاب مناهج الحريات كما المحاكم الأوروبية واللجان البرلمانية إلى اعتبارها فصيلا سياسيا أخذ فرصته وساء العسكر أن ينجح فأفشلوه بمعاونة فاسدين خليجيين عبر عنهم بوضوح محور الثورة المضادة للربيع العربي (الإمارات والسعودية والكويت والبحرين) .. وهو نفس ما تفعله سلطنة عُمان في التعامل مع «الحوثيين» وإن كان بوجه آخر.

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

«بن حلي»: قمة شرم الشيخ .. «قمة للتضامن ولم الشمل العربي»

لقاء ثنائي بين «السيسي» و«تميم» قبيل افتتاح القمة العربية

تأجيل القمة العربية في المغرب إلى 7 أبريل

المغرب يؤجل القمة العربية.. وموريتانيا ومصر بديلان

موريتانيا تعلن عن استضافتها «القمة العربية» يوليو المقبل