دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف "حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ"، خلال خطبة عرفة، بمسجد نمرة، الإثنين، العالم أجمع إلى اعتماد المبادئ الأخلاقية في كل نواحي الحياة، لافتا إلى أن "طاعة ولاة الأمور لها أثر عظيم في حفظ النظام العام".

وشدد على أنه لن تتمكن أمة من تقديم مواطنين صالحين إلا بزراعة الأخلاق في نفوسهم، مضيفا: "لقد كان رسول الله على أكمل الاخلاق وأفضل الآداب، كما وصفه ربه جل وعلا بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وبقوله (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ)".

وأبان "آل الشيخ"، أن الصورة الحقيقية للإسلام تشتمل على أعلى الأخلاق وأحسن التعاملات، مبرزا حاجة الخلق اليوم إلى اعتماد الأخلاق في معاملاتهم المالية وأنظمتهم الاقتصادية والسياسية ومناهجهم العلمية وطرقهم البحثية.

وأوضح أن "الأخلاق تحفظ الحقوق وتقيم النفوس والمجتمعات على أفضل نهج".

وأكد "آل الشيخ" أيضا، أن الإسلام يحفظ المصالح ويدرأ المفاسد ويدعو إلى عمارة الكون ونفع الخلق، ويقرر مبدأ التآخي بين المسلمين، ونشر الرحمة والمودة فيما بينهم، والحث على نشر الخير والمعروف والبذل والعطاء والكف عن ظلم الناس، وترك العدوان عليهم.

وقال: "لقد كانت أمة الإسلام أمة واحدة تجتمع على الهدى معتمدة على الكتاب والسنة بعيدة عن الأهواء والبدع سامية عن الشقاق والبغضاء تتجه إلى رب واحد سبحانه، وتتبع نبيا واحدا، وتهتدي بكتاب واحد وهو القرآن العظيم وتصلي إلى جهة واحدة وهي الكعبة المشرفة، وتحج إلى بيت واحد وتؤدي نسكا واحدا وتتناصر بعدل ورحمة وتكامل".

واختتم "آل الشيخ"، خطبته داعيا لخادم الحرمين الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، بأن يكون مؤيدا وناصرا ومعينا على كل خير.

كما دعا لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، ليبارك الله فيه ويشد به عضده، وبأن يجعله الله سبب خير للأمة كلها.

وبدأت جموع حجاج بيت الله الحرام، منذ صباح الإثنين، التوافد على صعيد عرفات، لأداء ركن الحج الأعظم، وذلك بعد أن قضوا يوم التروية، الأحد، في "مشعر منى".

وأدى حجاج بيت الله الحرام، صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين، في مسجد "نمرة".

ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.