الحسابات السرية تعوق شراء "أرامكو" لحصة كبيرة بـ"سابك"

الثلاثاء 4 سبتمبر 2018 06:09 ص

كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن شركة "أرامكو" السعودية (أكبر منتج للنفط في العالم) تواجه عقبة على طريق شراء حصة كبيرة في شركة "سابك" (عملاق صناعة البتروكيماويات في المملكة) في صفقة تصل قيمتها إلى أكثر من 70 مليار دولار.

وأوضحت الوكالة الأمريكية في تقرير كتبه "خافيير بلاس"، أمس الإثنين، أن "أرامكو" أمام خيار تمويل الصفقة عبر الاقتراض من البنوك وإصدار سندات دولية، لكن في هذه الحالة سيكون عليها اتخاذ القرار الصعب في كشف حساباتها المالية بشكل مفصل للمرة الأولى في تاريخها.

ورغم أن ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، تحدث سابقاً عن منافع الانفتاح على اقتصاد المملكة، ودفَع باتجاه طرح عام أولي لسهم "أرامكو" في السوق المالية العالمية، إلا أن هكذا خطة تم تعليقها بتحرّك من الملك "سلمان" نفسه لاحقا، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادرها.

ولذا يشير تقرير "بلومبرغ" إلى أن المسؤولين بالحكومة السعودية، وفي "أرامكو" نفسها، يفضلون الحفاظ على سرية سجلات عملاق النفط وعدم كشفها في صفقة الاستحواذ المزمعة على "سابك"، ما يعني أن خيار الاقتراض من البنوك بطرح سندات دولية سيكون خيارا مرفوضا على الأرجح.

ووفقًا لما نقلته الوكالة الأمريكية عن مدير قسم أبحاث الكيماويات في بنك (HSBC) "سريهارسا بابو"، فإن خيار "أرامكو" الثاني هو اللجوء إلى شراء الصفقة وتمويلها بالاستدانة من "سابك" نفسها، عن طريق السحب من الأصول وأرباح المساهمين؛ ما يوفر عليها كشف حساباتها المالية.

وأضاف: "بموجب ذلك يمكن أن تقوم أرامكو باستدانة 40 مليار دولار من أصول سابك وأرباحها، وهو خيار معقول نظرًا؛ لأن سابك لا ترزح تحت أي دين".

وترجح الحالة المالية لـ"سابك" تحقيق ما ذهب إليه "بابو"، إذ حققت الشركة أرباحًا بلغت 14 مليار دولار، قبل خصم الضريبة، العام الماضي، ما يتيح لها تحمل دين بقيمة 35 مليار دولار؛ نظرًا لامتلاكها سيولة وأصولًا مالية مباشرة تزيد على 17 مليار دولار إلى جانب الإيرادات المحققة.

ويسيطر صندوق الاستثمارات العامة السعودي (حكومي) على 70% من أسهم "سابك" المسجلة في البورصة المحلية، في حين يملك بقية الأسهم عدد محدود من المساهمين السعوديين، ما يعني الجمع بين سرية سجلات "أرامكو" وضمان بقاء الحصة المسيطرة في "سابك" بيد ذات المالك النهائي، بحسب "بلومبرغ".

فشراء حصة الصندوق في "سابك" سيتيح لـ"أرامكو" ضخ مليارات الدولارات في محفظة الصندوق، التي كان يأمل أن يحصل عليها عبر طرح 5% من أسهم "أرامكو" في الأسواق الدولية، كما سيتيح لها التوسع في عمليات التكرير وتصنيع الكيماويات؛ ما يساعد في خطط الشركة الهادفة إلى تنويع اعتمادها على صادرات النفط الخام.

ووفقًا للوكالة الأمريكية، فإن "أرامكو" لم تقرر بعد حجم الحصة التي ستشتريها من "سابك" لكنها تقوم بدراسة جميع الخيارات المتاحة لإتمام الصفقة.

  كلمات مفتاحية

السعودية أرامكو سابك محمد بن سلمان الملك سلمان