تشهد مدينة سيئون، ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت شرقي اليمن، الثلاثاء، حالة من الشلل شبه التام جراء تواصل الاحتجاجات لليوم الثاني على غلاء الأسعار الناجم عن تدهور قيمة العملة المحلية.
وقال سكان محليون، إن الاحتجاجات الشعبية تواصلت لليوم الثاني؛ حيث أحرق المحتجون إطارات السيارات في الشوارع الرئيسية بالمدينة، وألقوا فيها الأحجار والأعمدة، ما أدى إلى قطع الحركة في تلك الشوارع.
كما تعيش سيئون -حسب المصادر ذاتها- على وقع عصيان مدني جراء إغلاق المحال التجارية أبوابها، إضافة إلى المرافق والمؤسسات الحكومية والخاصة.
وفي الأيام الأخيرة، توسعت دائرة الاحتجاجات في اليمن جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في ظل الهبوط الحاد العملة المحلية (الريال)؛ حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد 600 ريال يمني.
وكان الدولار الأمريكي مطلع عام 2015، يساوي 215 ريال يمنيا.
وطالت الاحتجاجات عدة أنحاء في اليمن، بينها العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات حضرموت وتعز وأبين والضالع ولحج، وتنوعت بين المظاهرات، وإغلاق الطرق، والعصيان المدني.
وعلى ضوء الاحتجاجات، أقرّت الحكومة اليمنية في اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض، في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، زيادة مرتبات آلاف من موظفي القطاع العام بمن فيهم المتقاعدون، دون أن يحدد مقدار الزيادة، حسب ما ذكرت وكالة "سبأ" الحكومية للأنباء. ولم يتضح تاريخ دخول القرار حيز التنفيذ.
في السياق ذاته، دعت قبائل وادي وصحراء محافظة حضرموت، اليوم، الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي إلى التدخل العاجل لتدارك العملة المحلية المنهارة.
وقال بيان صادر عن رئاسة مرجعية قبائل وادي وصحراء حضرموت (تكتل قبلي)، نشرته الأناضول، إنها عقدت اجتماعا طارئا مساء الإثنين، في مدينة سيئون للوقوف أمام الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد وتداعياته والمتمثل في انهيار العملة المحلية وانهيار الاقتصاد الوطني والانفلات أمني.
وأشارت إلى أنه واستشعارا منها بخطورة هذا الوضع وللقيام بدورها الاجتماعي دعت ممثل التحالف بالوادي والصحراء وقائد المنطقة العسكرية الأولى إلى اللقاء للوقوف أمام تلك المستجدات.
وذكرت القبائل، في بيانها، أنه تم الاتفاق على أن ممثل التحالف وبصورة عاجلة مطالب المجتمع إلى القيادة العليا للتحالف، والمتمثل في رفع معاناة الناس جراء تدهور العملة على أن يلمس المواطن انعكاس ذلك على مستوى معيشته اليومية وفي أسرع وقت.
وناشدت القبائل، رئاسة الجمهورية اليمنية وقيادة التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، بالتدخل العاجل لتدارك وضع الريال اليمني المنهار ومعالجة الوضع الأمني المنفلت.
وأكدت على "توسيع دائرة المشاركة في تدارس الوضع، وعقد لقاء في القريب العاجل بأعضاء مجلسي النواب والشورى والمستشارين لمحافظ حضرموت وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة".
وأعلنت وقوفها مع مطالب المواطنين المشروعة، وناشدت الجميع بالتعبير عن مطالبهم المشروعة دون وجل بصورة سليمة وحضارية مع الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم الانجرار خلف الفوضى.
ويصل انتشار وامتداد قبائل مدن وادي وصحراء حضرموت، إلى الشريط الحدودي مع السعودية، ويمثل نصف حدود اليمن مع المملكة.
وتعد محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن مساحة؛ إذ تمثل ثلث مساحة البلاد، وتنقسم إداريا وعسكريا إلى منطقتين هما مدن ساحل حضرموت، والمنطقة الثانية مدن وادي وصحراء حضرموت.
وتشهد اليمن حربا بين قوات الجيش اليمني مدعومة من التحالف العربي ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.
