تمكنت القوات الملكية البحرية السعودية من خلال عملية بحرية أطلقت المملكة عليها اسم «الإعصار» من إجلاء البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية، ودولتي الإمارات العربية المتحدة، وقطر، وبعض الدبلوماسيين الأجانب بالإضافة إلى طاقم مكتب الجزيرة القطرية في اليمن؛ لتنقذ أرواح الدبلوماسيين الذين كانوا في وضع غير آمن في العاصمة المؤقتة عدن. وتمت عملية الإجلاء وفق خطة عسكرية بحرية متكاملة.
وكشف مصدر عسكري، أمس الأول، أن تدخل القوات البحرية جاء بسبب تردي الأوضاع الأمنية في عدن والتي لا تساعد على النقل الجوي، بعد إعلان ساعة الصفر لتدهور الأوضاع، واقتراب الحوثيين من السيطرة على عدن، مضيفا أن ذلك التدخل السريع يأتي على سبيل المحافظة على أرواح البعثات الدبلوماسية التي تم إجلاؤها. بحسب تصريحات لـ«الشرق الأوسط».
وأشار المصدر العسكري إلى أن ما قامت به قوات البحرية السعودية عمل عسكري من طراز عال، ينم عن الكفاءة التي يتميز بها أفراد البحرية في ظل التدريبات المتميزة التي يحصل عليها أفرادها داخل السعودية وخارجها.
وبلغ عدد الدبلوماسيين الذين تم إجلاؤهم من عدن 86 دبلوماسياً سعوديا وعربيا وغربيا من عدن، وذلك في عملية نوعية خاصة، حيث وصل الدبلوماسيون على متن سفينتين من جنوب اليمن عبر البحر الأحمر إلى مدينة جدة، وقامت المملكة بالعملية قبل يومين وذلك بمشاركة الطيران البحري ووحدات بحرية خاصة.
من جهته، أكد السفير السعودي لدى اليمن «محمد سعيد آل جابر» مغادرة كل أفراد البعثة الدبلوماسية السعودية في عدن، مطمئنا الجميع على وضع أفراد البعثة.
وأكد «آل جابر»، صباح الخميس في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الصناعية، أثناء عودته مع بقية أفراد البعثة الدبلوماسية السعودية في اليمن عن طريق البحر «البعثة السعودية بخير، وتم إجلاؤها، بالإضافة إلى البعثة الدبلوماسية لكل من الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك البعثة الدبلوماسية للشقيقة دولة قطر، وتم إجلاء كل الدبلوماسيين بشكل كامل عن طريق القوات الملكية البحرية، بخطة بحرية متكاملة. والحمد لله الجميع بخير، ونحن الآن في طريقنا بحرا إلى السعودية».
وعن الأوضاع التي كانت تحيط البعثات الدبلوماسية قبل إجلائها بنجاح من قبل البحرية السعودية قال «آل جابر» «كانت الأوضاع غير منضبطة، وكان هناك انفلات أمني في الساعات الأولى من نهار الأربعاء، ما بين باحثين عن أسلحة، وباحثين عن مواجهات عسكرية».
وأردف السفير السعودي لدى اليمن «لكن الوضع الأمني تحسن لاحقا (بعد الغارات الجوية)، ونأمل أن تكون الأمور على خير». واختتم «آل جابر» حديثه بأنه ليس لديه أي تفاصيل إضافية حول الأوضاع بعد الغارات السعودية المتتالية على مواقع الحوثيين، بعد مغادرتهم عدن، مبينا أنهم في طريقهم إلى السعودية.