عزل راهب ووقف آخر.. أزمة الكنيسة المصرية لا تزال مشتعلة

الأربعاء 5 سبتمبر 2018 03:09 ص

قررت لجنة الرهبنة في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية عزل راهب جديد لعصيانه، ووقف آخر لمدة عام لتطاوله على رموز الكنيسة، في أحدث تطور للأزمة الكنسية المشتعلة منذ نهايات يوليو/تموز الماضي الذي شهد مقتل رئيس دير الأنبا "أبو مقار".

ويتخوف الأقباط من أن يكون حديث الأنبا الموقوف "يوئيل المقاري" علنا عن الصراع بين مدرستين (الإصلاحية والأمة القبطية) داخل الكنيسة المصرية مقدمة لتطور الأزمة الداخلية للكنيسة المصرية.

ورغم مرور ما يزيد على شهر وأسبوع على مقتل الأنبا "إبيفانيوس المقاري"، أحد أبرز تلاميذ الراهب الراحل "متى المسكين"، لا يبدو أن الأزمة قد انتهت، رغم إعلان النيابة القبض على راهبين متهمين بقتل "إبيفانيوس"، حيث لا زالت تبعات الصراع بين تلاميذ "متى المسكين" والبطريرك الراحل "شنودة الثالث" تعصف بالدير الذي يقع شمالي البلاد.

وقررت لجنة الرهبنة تجريد الراهب "يعقوب المقاري" من صفته الرهبانية وإعادته إلى اسمه العلماني "شنودة وهبة عطا الله"، ليصبح بذلك الراهب الثالث من "دفعة رهبان 2010" (تلاميذ "شنودة") الذي يدخل في خضم تلك الأزمة بعد كل من "إشعياء  المقاري" و"فلتاؤس المقاري" المتهمان بقتل "إبيفانيوس".

كما قررت اللجنة إيقاف الراهب القس "يوئيل المقاري" (من تلاميذ متى المسكين) عن ممارسة الخدمة الكهنوتية لمدة عام، وذلك بسبب بث مقطع فيديو نشر حديثا تحدث فيه عن تفاصيل الصراع الداخلي في الدير محملا البطريرك الراحل "شنودة الثالث" مسؤولية تفاقم الأوضاع، وهو ما اعتبرته اللجنة خرقا لقرارها بعدم الظهور الإعلامي.

دفعة رهبان 2010

وجاء قرار تجريد الراهب "يعقوب المقاري" بسبب قيامه بإنشاء دير الأنبا "كاراس" في وادي النطرون من دون أي تكليف قانوني من الكنيسة، كما رفض ضم الدير لأملاك الكنيسة والانصياع والخضوع خلال مدة الشهر التي حددتها اللجنة لجميع الأديرة.

وظلت أزمة دير الأنبا "كاراس" مشتعلة منذ ما يزيد على 4 أعوام، حيث قرر دير الأنبا مقار إخلاء طرفه في 30 مارس/آذار من العام 2015.

وقالت اللجنة إن الراهب المُجرد قدم أوراقا مزيفة تخص الدير الذي أنشأه، وعلى رغم محاولات النصح والإرشاد على مدار 4 سنوات، استمر في عناده وتجاوزاته الرهبانية، لافتة إلى أن الكنيسة غير مسؤولة عن أي شباب ارتبطوا به طلبا للرهبنة أو أي معاملات مالية معه.

وحذرت اللجنة من زيارة هذا الدير وتقديم مساعدات مالية أو عينية له، مؤكدة أنها "غير مقبولة أمام الله، إذ توضع في يد محروم كنسيا".

علنية الصراع

كما قررت اللجنة إيقاف الراهب القس "يوئيل المقاري" من ممارسة الخدمة الكهنوتية لمدة عام، وذلك بعدما أخرج الصراع إلى مرحلة العلنية بتصريحات رسمية، وليس تسريبات إعلامية.

وبررت اللجنة قرارها بكسره قرار اللجنة الشهر الماضي عدم الظهور الإعلامي للرهبان، مع التشديد عليه عدم إصدار أي منشورات تحمل اسمه.

وأكدت اللجنة في قرارها الذي نشرته مجلة الكرازة، (الجريدة الرسمية للكنيسة)، "رفض الإساءة للرموز الكنسية"، وما وصفته بـ"التطاول" على البابا "شنودة الثالث"، الذي "قاد الكنيسة كبطريرك لمدة 40 عاما".

و"يوئيل المقاري" أحد تلاميذ القمص "متى المسكين"، وله كتابات تصنف ضمن المدرسة الإصلاحية في الكنيسة القبطية.

ومؤخرا، تداول ناشطون مسيحيون تسجيلا صوتيا على مواقع التواصل الاجتماعي للراهب "يوئيل المقاري"، يفند فيه أسباب الخلافات داخل الدير، في سياق الحديث عن مقتل الأنبا "إبيفانيوس"، ويرد على تصريحات للأنبا "سرابيون"، مطران لوس أنجلوس بشأن القضية.

وأشار إلى "الانفلات الرهباني خلال الفترة التي تدخل فيها البابا شنودة للسيطرة على الدير في أعقاب وفاة القمص متى المسكين"، معتبرا أن "هناك عددا من الرهبان لم يحتملوا الحياة الرهبانية قبل وفاة الأب متى المسكين".

واعتبر ان "التسيب الذي حدث في الدير، كان أحد نتائج تدخل البابا شنودة"، موضحا أن "هناك عددا من الرهبان كانوا يحتاجون إلى الفوضى في الحياة الرهبانية، والتي أتاحها لهم البابا شنودة عقب وفاة الأب متى المسكين، عندما قال لهم لا تسمعوا كلام الشيوخ".

وعقب تداول التسجيل تقدم الراهب "يوئيل المقاري" باعتذار خطي للجنة شؤون الرهبنة في المجمع المقدس للكنيسة القبطية ولبطريرك الكرازة المرقسية بابا الإسكندرية "تواضروس الثاني".

وعثرت السلطات الأمنية على الأنبا "إبيفانيوس" مقتولا في 29 يوليو/تموز الماضي، داخل دير أبومقار، ووجهت النيابة تهمة القتل للراهبين "أشعياء المقاري"، و"فلتاؤس المقاري"، وتنظر محكمة جنايات الإسكندرية، حتى الآن في القضية.

وجردت لجنة شؤون الرهبنة "أشعياء  المقاري" من رتبته بعدما كشفت التحقيقات تورطه في الجريمة، وغداة ذلك، حاول الراهب فلتاؤس المقاري الانتحار.

  كلمات مفتاحية

راهب تجريد إشعياء المقاري إبيفانيوس يوئيل المقاري يعقوب المقاري الكنيسة

مصر.. "إشعياء" يكشف آخر كلماته للقس القتيل.. ووصية "شنودة"