مسؤول أمريكي يكشف عن جبهة مقاومة ضد "ترامب" بالبيت الأبيض

الخميس 6 سبتمبر 2018 06:09 ص

"أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب".. تحت هذا العنوان، كتب مسؤول من دائرة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن العديد من كبار المسؤولين في إدارة "ترامب"، يعملون على تعطيل جوانب من أجندته لحماية البلد من اندفاعاته.

وتحدث المسؤول الذي لم تنشر الصحيفة اسمه عن "همسات مبكرة" بين أعضاء بإدارة "ترامب" للجوء للتعديل الخامس والعشرين لبدء عملية معقدة لإزاحة الرئيس، لكنهم قرروا ألا يفعلوا ذلك لتفادي حدوث أزمة دستورية، مضيفا "لذلك سنفعل ما في وسعنا لتوجيه الإدارة في الاتجاه الصحيح إلى أن ينتهي الأمر بطريقة أو بأخرى".

وقالت الصحيفة إنها لم تنشر اسم المسؤول على المقال، في خطوة نادرة من جهتها، بناء على طلب المسؤول، الذي يتقلد منصبا بارزا في إدارة "ترامب"، مشيرة إلى أن كشف هويته -التي تعرفها الصحيفة- ربما يعرضه للخطر ولهذا كانت الطريقة الوحيدة لتقديم المقال لقرائها هو تجهيل اسم الكاتب.

وكتب المسؤول في مقاله أن جذور المشكلة تكمن في افتقار "ترامب" للمسؤولية الأخلاقية وانعدام تشبثه بأي مبادئ واضحة توجه قراراته.

وجاء مقال نيويورك تايمز بعد يوم من نشر الكاتب الأمريكي الشهير، ومفجر فضيحة "ووترغيت"، "روبرت وودورد" مقتطفات من كتابه الجديد "خوف: ترامب في البيت الأبيض"، والذي سلط الضوء على وجود فوضوي في البيت الأبيض في ظل عهد الرئيس الحالي "دونالد ترامب".

وأشارت مقتطفات من كتاب "وودورد" نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، إن وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" لم يفعل طلب "ترامب" باغتيال رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، بعد الهجوم الكيمياوي الذي شنه الأخير على إدلب في أبريل/نيسان 2017.

وقال "وودورد" إن "ترامب" اتصل بوزير الدفاع الأمريكي، "جيمس ماتيس"، وقال له: "لنقتله... لنمضي في ذلك"، في إشارة إلى "الأسد"، مشيرا إلى أن "ماتيس" أخبر الرئيس الأمريكي أنه سيتحقق من الأمر، ولكن بعد غلق الهاتف مع "ترامب"، قال وزير الدفاع لأحد مساعديه البارزين: "لن نفعل أيا من ذلك، سنكون أكثر ترويا".

وأشار الكاتب إلى أن فريق الأمن القومي طور خيارات للغارات الجوية الأكثر تقليدية التي أمر "ترامب" بتنفيذها، في نهاية المطاف.

وفيما يشير إلى وجود مقاومة بالفعل في البيت الأبيض تجاه قرارات "ترامب"، أشار "وودورد" إلى أن المساعديين الرئاسيين، سحبوا الوثائق الحساسة من مكتب "ترامب"، معتقدين أنه غالبا غير مدرك لأسس السياسة الخارجية.

وأوضح "وودورد " أن كلا  من "ماتيس" ورئيس طاقم موظفي البيت الأبيض الحالي "جون كيلي"، كانا يسفهان من قرارات رئيسهما، ويرونه غير كفء، بل أنه حتى أنهما ينظران إليه على أنه تهديد للأمن القومي الأمريكي.

 مقال أجوف

وفى المقابل عندما سئل "ترامب" عن المقال خلال فعالية بالبيت الأبيض، قال إنه "مقال أجوف" ووصف نيويورك تايمز بأنها "فاشلة" وتحدث عن إنجازات اقتصادية قال إنها تبرهن على قدراته القيادية.

وحدق إلى الكاميرا وقال "لن يقترب أحد من هزيمتي في 2020 نظرا لما أنجزناه".

ثم كتب الرئيس الجمهوري رسالة من كلمة واحدة على تويتر: "خيانة؟"

وفي تغريدة أخرى، قال "إذا كان الشخص المجهول الأجوف له وجود فعلا فيتعين على التايمز، لأغراض تتعلق بالأمن القومي، أن تحيله أو تحيلها إلى الحكومة فورا!".

 

 

 

Does the so-called “Senior Administration Official” really exist, or is it just the Failing New York Times with another phony source? If the GUTLESS anonymous person does indeed exist, the Times must, for National Security purposes, turn him/her over to government at once!

— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 5, 2018

 

 

وبموجب التعديل الخامس والعشرين، الذي تمت الموافقة عليه عام 1967، يجوز لنائب الرئيس وأغلبية من مسؤولي الحكومة أو هيئة أخرى يوفرها الكونغرس بموجب القانون الإعلان كتابة بأن الرئيس "غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه".

ولم يستخدم هذا التعديل مطلقًا لتنحية رئيس أمريكي وسيكون تطبيقه عملية معقدة.

 

  كلمات مفتاحية

الإدارة الامريكية البيت الابيض ترامب فوضي اندفاعات

"البلطجة" التي أسس عليها "ترامب" إمبراطوريته لن تنقذه الآن